عندما تخرج الفئران والحشرات في بيت فهذا دليل على ان البيت غير نظيف ولذلك تم غزوه من قبل الحشرات لانها علامات عدم النظافة, فلكل شئ علامات.
وحياتنا اشبه بالبيوت التي نعيش فيها, وعندما تهاجمنا الامراض هذا دليل على وجود خلل في جزء معين من اجسادنا او قلوبنا ونفوسنا, ليس هناك انسان يصبح في اشراقة يوم جديد ليجد نفسه مريضا بمرض نفسي او روحاني, بل هي مجموعة تراكمات لاحداث مر بها الانسان ولم يتم ايقافها ولا علاجها فكانت لحظة ظهور المرض هي القشة التي قسمت ظهر البعير.
يضاف اليها قلة الخبرة في التعامل مع هذا النوع من الحالات وذلك لقلة الثقافة في هذا الباب, والسبب انه في كثير من المجتمعات النامية ينظر الى العلاج النفسي انه فقط لحالات الجنون وان المصاب هو انسان مريض معقد يخشى من التعامل معه وحتى انه فقد ابسط حقوقه في الحياة وهو حق الزواج.
ان الحديث في هذا الباب اشبه بقصص الابواب المغلقة لقصور سكنتها الاشباح ويجب ان تبقى مهجورة لان من سيدخلها لن يخرج ابدا, ومن هنا سنطرق الباب وسندخل بعلم ونور لتضاء جميع حجرات هذا القصر المهجور ليخرج من نوافذها الوهم الذي خيم عليها سنوات طوال.
سنهاجم هذا الخوف في عقر داره لانه ربط حيات الكثيرين بعقد منفوثة بسموم الشر, انه الجانب السلبي في الحياة والمدخل الذي دخلت منه الشياطين الى حياة الانسان لانها تعرف ان هذا هو الجانب الضعيف في حياته.
انها الخطة الاخيرة التي يلجئ اليها الشيطان عندما يفقد اغلب خططه لايقاع الانسان في المعاصي وابعاده عن ربه وتشكيكه في معتقداته.
قائمة طويلة من الامراض النفسية والروحية تنتظر كل مقاوم للمحاولات المستمرة من قبل هذا العدو الذي يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم لكي نصبح عباد للشهوات مطوعين لغرائزنا بلا ضوابط ولا حدود.
ان الخلاص والعلاج يتوقفان على فهم هذه الالغاز والاسرار التي اصبحت جزء من حياتنا, انها الثقافة التي تنقصنا لنقود حياتنا بعيدا عن المسكنات والمنغصات, انها القوة التي تنقصنا لنستبدلها بهذا الضعف الذي يعنون حياتنا وكل ما يحاك في صدورنا وعقولنا من اوهام ومحادثات نخفيها عن غيرنا من وسواس ومخاوف وشكوك, انها الجانب المظلم في حياتنا ولا نجرئ ان نطلع عليه احد خشية ان يصفنا بالمجانين او بالمرضى نفسيين.
ولكن آن الآوان ان نطرق باب القصر, ولهذا اسميته قصر الاوهام.
وافضل مثال وجدته في باب نقص الخبرة والتعامل مع هذه المسائل هو شاب عاش طيلة حياته بكرم ورفاهية في ظل والده المقتدر والذي كان يقوم دائما على سعادته ولم يفكر هذا الاب بتوفير رأس مال او مشروع او ورثة لهذا الابن وتوفي الاب ليجد هذا الشاب نفسه امام مشكلة كبيرة اسمها الحياة بمتطلباتها وهو لا يملك مالا ولا شهادة ولا مشروع ووجد نفسه انه الابن الاكبر وهو لم يبلغ سن الرشد وعليه ان يتحمل مسؤولية القيام بكل واجبات العائلة, ومن هنا سيبداء المشوار دون ان يعلم حقيقة من اين يبداء وكيف.
هذا هو حال الانسان الذي امضى عمره يتمتع بالحياة بناءا على رغبة النفس وشهواتها وتلذذ بكل ما يقع بين يديه دون ضوابط واضاع عمرا في تلبية رغبات النفس دون ان يرى الجوانب الاخرى الايجابية والمكتبات الثرية بالعلم ولم يبحث عن اخلاء الخير ورفقة العلم, بل اضاع عمرا دون ان يحصن نفسه بحصون منيعة ليستظل بينها ويحمي نفسه من هبات الحياة التي تعصف دون استأذان لانها ريح عاتية قل من ينجوا منها الا من تحصن بحصن العلم و الايمان.
من هنا نبداء الرحلة للبحث عن الشفاء على علم وبصيرة لان البكاء على الميت لا يعيده ولا يجدي نفعا بل سننتقل للدواء متوكلين على الله ربنا الذي لم يدع داءا بلا دواء, ولكن علينا ان نؤمن ان البلاء نوع من انواع التكفير للذنوب وصدق القائل من لم يأت الله بملاطفات الاحسان سيق اليه بسلاسل الابتلاء, فالله يريد بنا خيرا لانه رب الخير والرحمة الغني عن خلقه وعن ابتلائهم بل نحن الذين نظلم انفسنا ولولا رحمة الله لما اصابنا مرض ولا نقص ولا جوع.
وبالحمد نبداء حلقات العلاج متسلحين بالايمان والصبر شاكرين الله الذي يتفقدنا برحمته.
واول قواعد العمل هي: ان الغريق لا يخشى من البلل
وثاني القواعد هي: ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
وثالث القواعد هي: اما حياة تسر الصديق واما ممات تغيض العدى.
وسناتي على شرح هذه القواعد وغيرها بعون الله.
يتابع بحول الله.