بسم الله الرحمن الرحيم
قصر الاوهام
الحلقة الرابعة
قبل ان ننتقل الى القاعدة الثالثة علينا ان نجلس جلسة استراحة وتفكير ايجابي هادئ لنضع بعض النقاط على حروفها لانه ربما تكون تبعثرت مع الايام ولم نلاحظ ذلك!
جملة مفيدة علينا ان نحفظها ونفهمها ونعطيها حقها من التفكير:
مشروع حياة
بعبارة ابسط ما هو مشروع حياتي؟
اي كتابي وذكرياتي وخطة حياتي والبرنامج الذي وضعته لحياتي وتاسست عليه شخصيتي وعرفت نفسي من خلاله؟
الحمال مثلا لديه خطة او مشروع حياة يومي يستيقظ لكي يحضر نفسه لمهمات اليوم الذي سيخوضة!
ابتداءا من دخول الحمام والاستعداد للصلاة والافطار واخذ المواصلات والوصول للعمل وبداء العمل الى العودة للبيت والراحة والعشاء والصلاة وواجبات اهل البيت والاستعداد للنوم!
صحيح ان برنامج حياته بسيط لكن هذه حدوده وسقف حياته وطموحاته وربما نكتشف ان لديه مواهب اخرى وحاصل على شهادة وربما يملك قدرات لا نملكها لكن اهم شئ في حياته هو انه واضح وعرف ملامح حياته ويسير حسب المتيسر له حتى ياتي الافضل وبعدها قد لا نراه مرة اخرى وربما نراه ولا نعرفه!
.... من هنا علينا ان نلخص حياتنا ونضعها في كتاب فكري بترتيب نتعرف فيه على ملامح حياتنا ونضع كلمة مهمة في اغلب صفحات كتاب حياتنا اسمها (( ادراك)).
ادراك هي من اهم كلمات الحياة التي نعيش وقد قالوا عن العلاقة بالله ومحاولات الانسان ان يتعرف على ربه اكثر ان العجز عن الادراك ادراك! وهي الحدود التي وضعت والقدرات التي حددت واعطيت للانسان فلا يستطيع ان يتجاوزها.
وقالوا من عرف نفسه عرف الله!
فمن يعرف نفسه جيدا بكل خباياها وضعفها وقوتها وقدراتها وكل ما اتيح لها؟
ومن يعرف نسبة غيابه عن نفسه وانه لا يملك من القدرة والسيطرة على نفسه الا الجزء اليسير؟
اذا العلاقة بين الانسان وربه مرتبطة بعلاقة الانسان بنفسه!
ومن اين للانسان ان ينمي اغلب قدرات النفس ويستخدم كل ما اتيح له من ادوات وقنوات للاتصال بربه وهو يعلم ان هذا الاهتمام بالرب الخالق اخر ما هو موجود على قائمة اهتمامه؟
ولماذا علاقتنا بربنا وسبب وجودنا تكون انانية مبنية على الحاجة والضعف والجبر في التعامل واكراه النفس على قبول هذا الجانب ولا تكون مبنية على الحق والعدل والشكر والحمد لدفع جزء من فاتورة وقائمة النعم الطويلة والكثيرة التي انعم الله بها علينا؟
اين هو الخلل, في النفس, في مشروع الحياة, في التركيبة الشخصية التي نحن عليها؟
لو استطعنا ان نشخص شخصيتنا وتعرفنا على خللنا وعيوبنا لادركنا ما هو سبب مرضنا وابتلائنا وجهلنا!
ومن لم يهمه ذلك لا اظنه يوما يخرج من سور قصر الاوهام.
يتابع بحول الله وتوفيقه
الرئيسية 
من طرف 
المزاج
موضوع: قصر الاوهام الحلقة الرابعة 
