سيره عثمان بن عفان كامله

*اسمه:
هو عثمان عن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. من بطن بني أمية وهو ابن عم الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب الذي حارب الرسول وأذاه قبل أن يسلم عند فتح مكة. يلتقي نسبه مع رسول الله في الجد الرابع من جهة أبيه‏‏‏.يجتمع نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عبدمناف. وامه هى أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب وأروى هي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمها هي البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول
*صفته:
كان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل رقيق البشرة كث اللحية عظيمهاعظيم الكراديس عظيم ما بين المنكبين كثير شعر الرأس يصفرلحيته
القابه :
1-ما قبل الإسلام كان يعرف عثمان بأبي عمرو
2-ذو النورين:
لأنه تزوج أثنتين من بنات الرسول : رقية ثم بعد وفاتها أم كلثوم توفيت ام كلثوم بنت رسول فى شعبان فحزن عليها حزنا شديدا لعثمان قال رسول الله لو كانت عندى ثالثه لزوجتكها
*زوجات:
1-أم عمرو بنت جندب الدوسية، أنجبت منه: عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم.
2-فاطمة بنت الوليد، أنجبت منه: وليد وسعيد وأم سعيد.
بعد الاسلام
3-رقية بنت محمد ابنة الرسول وقد أنجبت عبد الله بن عثمان ولكنه توفي مبكراً وكان يسمى بأبي عبد الله بعد إسلامه.
4-أم كلثوم بنت محمد ثاني بنات الرسول ولم تنجب لعثمان تزوجها بعد وفاة رقية.
5-فاختة بنت غزوان تزوجها بعد وفاة أم كلثوم أنجبت له عبد الله بن عثمان الصغيروقد توفي صغير السن
6-أم البنين بنت عيينة بن حصن تزوجها بعد وفاة أم كلثوم أنجبت له عبد الملك بن عثمان وقد مات صغيرا.
7-رملة بنت شيبةأنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان
8-نائلة بنت الفرافصة أنجبت له: أم خالدو أم أبان الصغرى وأروى.
*رؤيا عثمان
ذات يوم وهو قادم من الشام حين جلس يقيل في مكان ظليل من " معان والزرقاء" وغلبه النوم هو ورفاقه فاذا به يسمع في حلمه مناديا ينادي النائمين ان هبوا ايقاظا فان "أحمد" قد خرج بمكة
*اسلام عثمان بن عفان
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة
تولى امر تعذيبه عمه الحكم بن ابي العاص فيوثقه بالحبال والسلاسل ويصرخ في وجهه " اترغب من ملة ابائك الى دين محدث؟ ووالله لا أحل وثاقك أبدا حتى تدع ما انت عليه من هذا الدين" ويجيبه عثمان: فى اصرار المهاجر الذى عرف طريق الله وثبت فوق مشارفه خطاه "والله لا ادع دين الله ابدا ولا افارقة
*اصدق امتى حياء
تقول ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها فتخبرنا ان ابا بكر استاذن يوما على رسول الله وكان الرسول مضطجعا وقد انحسر جلبابه عن احدى ساقيه فاذن لابي بكر فدخل واجرى مع الرسول حديثا ثم انصرف وبعد قليل جاء عمر فاستاذن له ومكث مع الرسول بعض الوقت ثم مضى وصادف ان جاء بعدهما عثمان فاستاذن واذا الرسول يتهيا لمقدمه فيجلس بعد ان كان مضطجعا ويسبل جلبابه فوق ساقه المكشوفة ويقضي عثمان معه بعض الوقت ثم ينصرف تسال عائشة الرسول عليه السلام قائلة" يا رسول الله لم ارك تهيات لآبي بكر ولا لعمر كما تهيات لعثمان ؟ فيجيبها الرسول"ان عثمان رجل حيي ولو اذنت له وانا مضطجع لاستحيا ان يدخل ولرجع دون ان قضى له الحاجة التى جاء من اجلها يا عائشة الا استحي من رجل تستحى منه الملائكة
*اول بيت هاجر فى سبيل الله
كانت بداية الاعتداءات فى اواسط او اخر السنة الرابعة من النبوة وكان رسول الله قد علم ان اصحمة النجاشى ملك الحبشة ملك عادل لا يظلم عنده احد فامر المسلمين ان يهاجروا الى الحبشة فرارا بدينهم من الفتن وفى رجب سنة خمس من النبوة هاجر اول فوج من الصحابة الى الحبشة كان مكونا من اثنى عشر رجلا واربع نسوة رئيسهم عثمان بن عفان ومعه زوجته رقيه بنت رسول الله وقد قال رسول الله" انهما اول بيت هاجر فى سبيل الله بعد ابراهيم ولوط عليهما السلام" وكان رحيل هؤلاء تسللا فى ظلمة الليل خرجوا الى البحر وقلضت لهم الاقدار سفينتين تجاريتين ابحرتا بهم الى الحبشة وفطنت لهم قريش فخرجت فى اثارهم لكن لما بلغت الى الشاطئ كانوا قد انطلقوا امنين واقام المسلمون فى الحبشة فى احسن جوار
*عطاء عثمان
عندما هاجر الرسول عليه وسلم واصحابه الى المدينة لم يكادوا يستقرون بها حتى فاجاتهم مشكلة المياه وكان بها عين تفيض بماء طيب المذاق وتدعى بئر رومة ويملكها يهودى يبيع ملء القربة يمد وتمنى رسول الله لو يجد من بين اصحابه من يشتريها حتى تفيض ماؤها على المسلمين بغير ثمن وسارع عثمان رضى الله عنه الى تحقيق رغبة الرسول الله فعرض على اليهودى صاحب البئر ان يبيعها له فابي فساومه عثمان على نصفها واشترى النصف باثنى عشر الف درهم على ان تكون لليهودى يوما ولعثمان يوما فكان المسلمون يسنسقون فى يوم عثمان ما يكفيهم يومين وهكذا وجد اليهودى نفسه وقد خسر سوقه التى كانت رائجة فعاد يعرض على عثمان ان يشترى منه النصف الثانى فاشتراه وفاضت البئر بمائها العذب تروى اهل المدينة بغير حساب
-وعندما كثر الداخلون في دين الله بالمدينة وصار المسجد يضيق بهم تمنى رسول الله لويجد من بين اصحابه من يشترى الرقعة المجاورة له كي تضم الى المسجد ويزداد بها رحابة واتساعا ومرة اخرى لو يكن هناك غير عثمان تلقف رغبة الرسول فى حبور وغبطة وذهب الى اصحاب ذلك المكان واشتراه منهم بثمن باهظ قدرة الرواة بخمسة وعشرين الفا
-كان عثمان بن عفان فى جيش العسرة فى غزوة تبوك قد جهز عيرا للشام مائتا بعير باقتابها واحلاسها ومائتنا اوقية فتصدق بها ثم تصدق بمائة بعير باحلاسها واقتابها ثم جاء بالف دينار فنثرها فى حجره رسول الله فكان رسول الله يقلبها ويقول" ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم"ثم تصدق وتصدق حتى بلغ مقدار صدقته تسعمائة بعير ومائة فرس سوى النقود
بشره الرسول الله:
عن ابي موسى الاشعرى انه توضا فى بيته ثم خرج فقلت لالزمن رسول الله ولاكونن معه يومى هذا قال فجاء المسجد فسال عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على اثره اسال عنه حتى دخل بئر اريس فجلست عند الباب وبها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضا فقمت اليه فاذا هو جالس على بئر اريس وتوسط قفها وكشف عن ساقية ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لاكونن بواب رسول الله اليوم فجاء ابو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال ابو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا ابو بكر يستاذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فاقبلت حتى قلت لابي بكر ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة فدخل ابو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبى وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت اخى يتوضا ويلحقني فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يريد اخاه يات به فاذا انسان يحرك الياب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت الى رسول الله فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستاذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول الله بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يات له فجاء انسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت الى رسول الله فاخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله بالجنة على بلوى تصبيك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الاخر
, وينسب بئر أريس إلى رجل من اليهود اسمه أريس , ويقع البئر غربي مسجد قباء مقابل له بالقرب من الحديقة الصغيرة التابعة لسور المسجد , وقد أزيل بسبب توسعة مسجد قباء وايضا هذا البئر هو بئر شرب منها النبي ويعرف أيضا ببئر النبي , وسمي ببئر الخاتم لأنه البئر الذي وقع به خاتم النبي من يد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان
-وايضا بشره يوم احد :: يوم كان يقف على مرتفع من جبل احد ومعه ابو بكر وعمر وعثمان فارتجف المكان الذي يقفون فوقه فضربه الرسول صلى الله عليه وسلم بعقبه وهو يقول "اثبت أحد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان"
*مكانة عثمان فى الجاهلية:
كان اكثر قومه مالا وثراء ونعمة
*كان دائم يتحدث بنعمة الله عليه
ما زنيت ولا سرقت فى جاهلية ولا فى الاسلام
*العابد
كان عثمان يصوم الدهر ويقوم الليل الاهجعة من اوله
ويقول شرحبيل بن مسلم : كان عثمان يطعم الناس الامارة وياكل هو الخل والزيت
يقول عبد الله بن شداد:رايت عثمان يخطب يوم الجمعة وعليه ثوب قيمته اربعة دراهم او خمسة دراهم وانه يؤمئذ لامير المؤمنين
*سيدنا عثمان مع خادم
يغضب على خادم له يوما فيعرك اذنه حتى يوجعه ثم سرعان ما يقض ضمير العابد مضجعه فيدعو خادمه ويامره ان يقتص منه فيعرك اذنه ويابي الخادم ويولي مدبرا لكن عثمان يامره في حزم فيطيع "اشدد ياغلام فان قصاص الدنيا ارحم من قصاص الاخرة"
*العابد الزاهد
كان عثمان رضى الله عنه يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه "وكانت روحه ترتجف وعبراته تقبض عندما يذكر الآخرة وعندما يتخيل نفسه وقد انشق عنه قبره ونسل من جدثه مسرعا الى العرض والحساب ولقد روى عنه قوله" لو انى بين الجنة والنار لا ادرى الى ايتهما يؤمر بي لتمنيت أن أصير رمادا قبل ان أعلم الى ايتهما أصيرا"
يقول عبد الله بن عمر رضى الله عنه كان يتلو قول الله تعالى"أمن هو قانت اّناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه" ثم يقول انه عثمان بن عفان
*عثمان بن عفان سفيرا الى قريش
اراد رسول الله ان يبعث سفيرا يؤكد لدى قريش موقفه وهدفه من هذا السفر فدعا عمر بن الخطاب ليرسله اليهم فاعتذر قائلا يا رسول الله ليس لى أحد بمكة من بنى عدى بن كعب يغضب لى ان اوذيت فأرسل عثمان بن عفان فان عشيرته بها وانه مبلغ ما ارت فدعاه وارسله الى قريش وقال اخبرهم انا لم نات لقتال وانما جئنا عمارا وادعهم الى الاسلام وامره ان ياتى رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فبيشرهم بالفتح ويخبرهم ان الله عز وجل مظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها احد بالايمان فانطلق عثمان حتى مر على قريش ببلدح فقالوا اين تريد فقال بعثنى رسول الله بكذا وكذا قالوا قد سمعنا ما تقول فانفذ لحاجتك وقام اليه ابان ابن سعيد ابن العاص فرحب به ثم اسرح فرسه فحمل عثمان على الفرس واجاره واردفه حتى جاء مكة وبلغ الرسالة الى زعماء قريش فلما فرغ عرضوا عليه ان يطوف بالبيت فرفض هذا العرض وابي ان يطوف حتى يطوف رسول الله
*شاعة مقتل عثمان وبيعة الرضوان
واحتبسته قريش عندها ولعلهم ارادوا ان يتشاوروا فيما بينهم فى الوضع الراهن ويبرموا امرهم ثم يردوا عثمان بجواب ما جاء به من الرسالة وطال الاحتباس فشاع بين المسلمين ان عثمان قنل فقال رسول الله لما بلغته الاشاعة "لا نبرح حتى نناجز القوم" ثم دعا اصحابه الى البيعة فثاروا اليه يبايعونه على الا يفروا وبايعته جماعة على الموت واول من بايعه ابو سنان الاسدى وبايعه سلمة بن الاكوع على الموت ثلاث مرات فى اول الناس ووسطهم واخرهم واخذ رسول الله بيد نفسه وقال هذه عن عثمان ولما تمت البيعة جاء عثمان فبايعه ولم يتخلف عن هذه البيعة الا رجل من المنافقين يقال له جد بن قيس اخذ رسول الله هذه البيعة تحت شجرة وكان عمر اخذا بيده ومعقل بن يسار اخذا بغصن الشجرة يرفعه عن رسول الله وهذه هى بيعة الرضوان التى انزل الله فيها "بسم الله الرحمن الرحيم لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة"
*مقتل عمر
كان مقتل عمر رضى الله عنه اشارة البدء بين قوى التمرد فقامت قومة واحدة فى اذربيجان وارميتية
*الخليفة عثمان بن عفان
الخلافة ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عاماوقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب
سيرنا مع ابن كثير تم الامر وكيف حمل عثمان امانه الحكم وما افدحها من امانة
"ارسل عبد الرحمن فى طلب عثمان وعلى فقدما عليه فاقبل عليهما وقال لهما انى سالت الناس عنكما فلم اجد احدا يعدل بكما احدا ثم اخذ العهد على كل منهما لئن ولاه ليعدلن ولئن ولي عليه ليسمعن وليطيعن ثم خرج بهما الى المسجد وقد لبس عبد الرحمن العمامة التى عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقلد سيفا وبعث الى وجوه الناس من المهاجرين والانصار ونودى في الناس كافة الصلاة جامعة وتراص الناس حتى غض بهم المسجد وحتى لم يبق لعثمان موضع يجلس فيه الا في اخريات الناس وكان رجلا حييا ثم صعد عبد الرحمن بن عوف منبر رسول الله فدعا دعاء طويلا ثم تكلم فقال ايها الناس انى قد سالتكم سرا وجهرا فلم اجدكم تعدلون بعلى وعثمان احدا فقم الى يا على فقام اليه واخذ عبد الرحمن بيده وساله هل انت مبايعى على كتاب الله وسنة نبيه وفعل ابي بكر وعمر قال على على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رايي ثم قال قم الى ياعثمان فقام اليه فاخذ بيده وقال له هل انت مبايعي على كتاب الله سنة رسوله وفعل ابي بكر وعمر قال عثمان اللهم نعم فرفع عبد الرحمن راسه الى سقف المسجد ويده في يد عثمان وقال اللهم اسمع واشهد اللهم انى قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان "وازحم الناس على عثمان يبايعونه" وكانت اول يمين شدت بالبيعة على يمينه يمين على بن ابي طالب وتتابع المسلمون جميعا يبايعون
*صار خليفة المسلمين
ويجئ بصفة خاصة بعد عشر السنوات عمرية فرض فيها الفاروق على المسلمين منهجه الصارم وعدله المكين وحمل ولاته وعماله على مثل ما حمل عليه نفسه من زهد وتقشف وعتاء
كما يجئ والدوله تتسع رقعتها بغير حساب وتتلاطم تحت رايتها اجناس شيى متباينة الطبائع والغابات
كذالك يجئ والدنيا قد فتحت على المسلمين فتحا عريضا بحيث اصبحت دخولهم من التجارة
وكان عمر رضى الله عنه يرى اقبال الدنيا وهى في بدايتها فيرتجف اشفاقا على المصير ويقول " ان للمال ضراوة كضراوة الخمر"
ويذكر قول الرسول عليه السلام لاصحابه يوما: والله ما الفقر اخشى عليكم ولكنى اخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها"
*مسئولياته فى عزم وسداد
بدا الخليفة مجابهة القوى المتمردة التى حملت السلاح ضد الاسلام ودولته فى اذربيجان وارمينية اللتين نفضتا العهد الذى كانتا قد ابرمتاه من قبل فسير اليهما جيشا بقيادة الوليد بن عقبة فردهم الى صوابهم ووقعوا معاهدة بالشروط نفسها التى كان قد انزلهم عليها من قبل حذيفة بن اليمان رضى الله عنه وبينما كان الوليد وجيشه راجعين الى الكوفة جاءتهم الانباء بان الروم تتحرش بالشام وجاءت هذه الانباء مشقوعة بامر الخليفة للوليد ان يجهز عشرة الاف مقاتل تحت قيادة رجل "امين كريم شجلع" ولننظر كيف تبزغ طباع الخليفة في هذه اللفتة فهو يامر الوليد ان يختار لقيادة هذا الجيش رجلا كريما ان ابا السخاء الذى لا يعرف سخاؤه حدودا يتفاءل بالسخاء ومن ثم يتقاءل بالقائد اذا كان سخيا جوادا وانجز الوليد امر الخليفة فاختار الجيش ووضع على راسه قائدا شجاعا سمحا هو حبيب بن مسلمة القهرى سار حبيب بجيشه الذى لا يجاوز عشرة الاف جندى بل لعله كان دون هذا العدد واقبل الروم وترك فى جيش قوامه ثمانون الفا وكنت زوجة القائد حبيب بن مسلمة مجندة فى جيش المسلمين وقبل ان يبدا القتال سالته اين القاك اذا حمى الوطيس وماجت الصفوف فاجابها قائد الروم او فى الجنة الله اكبر والتقى الجيشان لتدور الدوائر اخر الامر على جيش الروم والترك ولم يقف حبيب عند هذه الجولة الظافرة بل سار متوغلا فى بلاد الروم يفتح الحصون الشاهقة حصنا وراء حصن ويفتح ابواب الاسلام والحرية امام جماهير عريضة طالما انتظرت ايام الخلاص
*مقاطعة الري
وكانت مقاطعة الرى قد نقضت هى الاخرى عهدها وتمردت فزحفت عليها قوة بقيادة ابي موسى الاشعرى ردت المتمردين الى الجادة وانزلتهم مرة اخرى على العهد القديم الذى كان قد واثقهم عليه حذيفة بن اليمان
*نبوءة رسول الله
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل يوما فى دار عبادة بن الصامت رضى الله عنه ونهض من نومه وهو يضحك فسالته ام حرام بنت ملحان عما اضحكه فقال رسول الله "ناس من امتى عرضوا على يركبون ثيج هذا البحر مثل الملوك على الاسرة"
فقالت يا رسول الله ادع الله ان يجعلنى منهم
فقال لها رسول الله انت منهم
ونام الرسول ثانية ثم استيقظ وهو يضحك ويقول" ناس اخرون من امتى عرضوا على يركبون ثيج هذا البحر مثل الملوك على الاسرة"
فقالت ام حرام يا رسول الله ادع الله ان يجعلنى منهم
فاجابها الرسول الله انت من الاولين
*غزوة قبرص
جاءت غزوة قبرص هذه فركبوا ثيج البحر لاول مرة وكانوا فوق سفنهم الكبيرة الظافرة كالملوك فوق اسرتهم وعروشهم وفى هذه الغزوة خرج مع الجيش عبادة بن الصامت ومعه زوجه ام حرام بنت ملحان رضى الله عنها وتحققت نبوءة رسول الله حين قال لها انت منهم ولقد ماتت بعد انتهاء معركة قبرض ودفنت هناك وعرف قبرها الطاهر فيما بعد قبر المراة الصالحة
*غزوة الصوارى
وجاءت غزوة الصوارى لتؤكد صلابة الدولة المسلمة تحت خلافة عثمان بن عفان فقد جمع قسطنطين امبراطور الروم جيوشا لجبة لم يلتق المسلمون من قبل بمثل كثرتها عددا وعتادا خرج قسطنطين بجيشه الجرار هذا على ظهور خمسمائة سفينة زاحفا على بلاد المغرب ليلاقى بها عبد الله بن سعد بن ابي سرح وجمع عبد الله جيشه ونزلوا بسفنهم الى البحر والتقى الجمعان فى معركة تتحدى ضراوتها كل وصف ودعاهم قائد المسلمين ليخرجوا الى البر ويتقابل الجيشان فوف الارض الصلبة فابوا ذلك عنذئذ اسرعت فوقة من جيش المسلمين فربطت سفنهم بسفن الروم بعد ان ادنوها منها ثم راحوا بجتلدون بالسيوف والختاجر كان ضحايا المسلمين وشهداؤهم من الكثرة الى حد فادح بيد ان قتلى الروم كانوا اضعاف اضعافهم وانتصر المسلمون انتصارا حاسما وهرب قسطنطين بجسده الذى ادمته السيوف واثخنته الجراح
اخرج البخارى عن زيد بن ثابت قال ارسل الى ابى بكر مقتل اهل اليمامة وعنده عمر فقال ابو بكر ان عمر اتانى فقال ان القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وانى لاخشى ان يستحر القتل بالقراء فى المواطن فيذهب كثير من القران الا ان يجمعوه وانى لارى ان يجمع القران قال ابو بكر فقلت لعمر كيف افعل شيئا لم يفعله رسول الله فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعنى فيه حتى شرح الله لذلك صدرى فرايت الذى راى عمر قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال ابو بكر انك شاب عاقل ولا نتهمك وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله فتتبع القران فاجمعه فوالله لو كلفنى نقل جبل من الجبال ما كان اثقل على مما امرنى به من جمع القران فقلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبى فقال ابو بكر هو والله خير فلم ازل اراجعه حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدر ابي بكر وعمر فتتبعت القران اجمعه من الرقاع والاكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة" ايتين مع خزيمة بن ثابت لم اجدهما مع غيره" لقد جاءكم رسول من انفسكم" فكانت الصحف التى جمع فيها القران عند ابي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنها
وخلال عهد عثمان بلغت الفتوحات امادا بعد وافاقا ارحب وكان الاسلام يستقبل شعوبا مختلفة اللسان وفى بعض الغزوات التى اشترك فيها الصحابى الجليل حذيفة بن اليمان راعته الطرائق الكثير التى يقرا بها القران ولقد ظهر هذا الخطر فى الواقعة التى شهدها حذيفة اذ نشب خلاف مفزع بين اهل الشام واهل العراق وكان اهل الشام يقرءون على قراءة المقداد بن الاسود وابي الدرداء وكان اهل العراق يقرءون على قراءة عبد الله بن مسعود وابي موسى الاشعرى وتعصب كل من الظائفتين لقراءته وكاد الخلاف يمسى نزاعا فصداما ولم يكد حذيفة بن اليمان يفرغ من تلك الغزواة التى كان يشارك فيها بجهاده حتى امتطى راحتله يسابق الريح الى المدينة وهناك وضع القضية بين يدى الخليفة الراشد مختتما حديثه بقوله"يا امير المؤمنين ادرك هذه الامة قبل ان تختلف في كتابها كما اختلف الذين من قبلهم فى كتبهم" ولم يتوان الخليفة لحظة فقد ارسل من فوره الى من كان بالمدينة من اصحاب الرسول وشاورهم فى الامر ثم قرر ان يكتب المصحف على حرف واحد وان يجمع المسلمين في عصره والى الابد على قراءة واحدة تكون هى القراءة "الام" حتى يدفع هذا الاختلاف المنذر بالسوء وعندما انجز الاصحاب عملهم الجليل امر الخليفة ان ينسخ عدد من المصاحف وارسل لكل اقليم من اقاليم الدولة مصحفا ومضى الكاتبون فى كل اقليم ينسخون لانفسهم ولغيرهم مصاحف اخرى من هذا المصحف الجامع الذى سمى يؤمئذ ولا يزال يسمى الى يومنا هذا "مصحف عثمان"
*اخطاء التى اجاد المتامرون
اولها: عن الولاة
على ان عثمان رضى الله عنه وان يكن التغيير من حقه لم يستعمل الحق مبادئا انما دفعته اليه ظروف الاقاليم التى غير ولاتها والحاح اهل تلك الاقاليم بضرورة التغييرواول اقليم ناله التغيير
- كان اقليم الكوفة وكان واليه " المغيرة بن شعبة" ولقد وغب اهل الكوفة فى تغييره فعزله عثمان وولى مكانه سعد بن ابي وقاص وظل ابن ابي وقاص حاكما للكوفة حتى نشب خلاف كبير بينه وبين ابن مسعود الذى كان خازنا لبيت المال فيها فعزل الخليفة سعدا ووضع مكانه الوليد بن عقبة وبقى الوليد بن عقبة واليا عليها وابلى بلاء مبينا فى غزو اذربيجان وارمينية ولكن حين نمى الى الخليفة انه يشرب الخمر استدعاه الى المدينة على الفور فاقام عليه الحد وعزله وولى مكانه سعيد بن العاص
- البصرة فقد ارسل اهلها وفدا الى المدينة يطلبون منه عزل واليهم ابي موسى الاشعرى فاستجاب لهم وولى مكانه عبد الله بن عامر
- مصر فقد تكرر الحاح الوفود القادمة منها الى المدينة طالبة تنحية عمرو بن العاص وتوليه اخر مكانه فعزله الخليفة عن الحرب والخراج وابقاه على الصلاة وولى عبد الله بن سعد بن ابي سرح على الخراج والحرب بيد ان الخلاف لم يلبث حتى نشب بينهما فاستدعى الخليفة عمرو بن العاص الى المدينة وتفرد ابن ابي سرح بولاية مصر كلها
وهكذا كان موقف الخليفة من الولاة المعزولين استجابة سريعة لرغبات المواطنين فى تلك الاقاليم
ثانيها : عن الاموال العامة:
وراح المتامرون ضد الاسلام وضد الخليفة يروجون الاشاعات الكاذبة الخبيثة حول التصرفات المالية للخليفة
-اذا اقترض عبد الله بن خالد بن اسد بضعة الاف من بيت المال وكان من حق المسلمين يؤمئذ ان يقترضوا من بيت مالهم قالوا ان الخليفة منحة اياها بغير حق
-اذا توسع فى المراعى التى كانت الدولة منذ عهد عمر تحميها لابل الصدفة ولتنمية الثروة الحيوانية ارسل ابن سبا وفدا من ثوار مصر ليتهم الخليفة بانه انما فعل ذلك كى يسمن ابله وماشيته
-اذا زوج ابنه من ابنة الحارث بن الحكم وزوج ابنته من ابن مروان بن الحكم وجهزهما من خالص ماله الذى كان واسعا ووفيرا من الجاهلية الى الاسلام قالوا انه جهزهما من بيت مال المسلمين
-وكان امين بيت المال عبد الله بن ارقم قد تقدمت به السن كما وقع خلاف هادئ بينه وبين الخليفة فراى الخليفة ان يولى مكانه زيد بن ثابن هنالك اطلق المرجفون المتمردون قولتهم بان الخليفة عزل ابن ارقم لانه عارض اسرافه وتصرفاته
-بل لم يخجلوا من ان يزعموا ان الخليفة كان ياخذ من بيت مال المسلمين ليبنى لنفسه ولاهله قصورا وينشئ ضياعا
ثالثها: عن موقفه من بعض فضلاء الصحابة وعن بعض الاجراءات العنيفة التى اتخذت ضد بعضهم
هى ننمثل فى الخلاف الذى شب اواره بين المعارضة النيهه البريئة الى قام بها نفر من خيار الصحابة وبين الخليفة عثمان رضى الله عنه وعنهم اجمعين
-ابو ذر الغفاري رضى الله عنه كان يرى فى الاموال ودائع الله عند عباده استخلفهم فيها ولكل ان ياخذ منها حاجته وضرورته ثم لا يزيد ولقد مضى على النهج ابو بكر ومن بعده عمرويريد ابو ذر ان تكون خلافة عثمان امتدادا لايام الوحى وايام الصدق وايام الفاروق فى زهدها اما فى الجانب الاخر فقد كان اكثر الصحابة لايروم باسا فى الاستمتاع بطيبات الحياة فالقران يحدثهم" بسم الله الرحمن الرحيم ليس على الذين اّمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات " ويحدثهم"بسم الله الرحمن الرحيم قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين اّمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة" على ان ابا ذر وان جاز ان يتسامح تجاه الاستمتاع المعتدل بالطبيات فانه لم يكن ليتسامح لحظة تجاه السرف والترف واحتكار الضياع واكتناز الاموال ومن ثم لم يتردد في ان يقطع الطريق وثبا الى الشام حينما سمع انباء ما تموج به من ترف وما يشق فضاءها من بروج وقصور ويغطي ارضها من ضياع وبساتين امتلكها واخلد الى نعيمها الامراء وعلى راسهم معاوية ونفر اخر من الصحابة الذين لم يخلقوا فى راى ابى ذر للدعة ولا لنعم الدنيا الفانية وراح يتلو للناس هذه الاية" بسم الله الرحمن الرحيم والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لا نفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" وحاول معاوية ان يهدئ من ثورته دون جدوى ولقد اكتفى بان يكتب الى الخليفة كتابا يقول فيه ان ابا ذر افسد بالشام فجاءه رد الخليفة سريعا ارسله الى وعاد ابو ذر الى المدينة وجرى بينه وبين الخليفة حوار لم يقتنع احدهما فيه بوجهه نظر الاخروهنا نلتقى بروايتين تاريخيتين احدهما تقول ان الخليفة قرر ابعاده الى الربذة مكان بعيد عن المدينة واخرى تقول ان ابا ذر هو الذى طلب من الخليفة ان ياذن له بالخروج الى الربذة حيث يقضى بها بقية ايامه وسواء صحت هذه الراوية او تلك فليس ثمة شك فى ان الخليفة كان حريصا على ان يظل ابو ذر الى جواره بالمدينة قائلا له ابق معنا تغدو عليك اللقاح وتروح لكن ابا ذر كان يعرف نفسه جيدا ويعرف انه سيظل مرتفع الصيحة ضد الاشياء التى لايبدو ان الخليفة مستريح لطريقته فى معارضتها
هو ذا ابو ذر رضى الله عنه يزوره بالربذة بعض متامرى الكوفة ويعرضون عليه ان يتزعم ثورة مسلحة ضد الخليفة فاذا هو يجيبهم بهذه الكلمات :والله لو ان عثمان صلبنى على اطول خشية او اطول جبل لسمعت واطعت وصبرت واحتسبت ورايت ذلك خيرا لى ولو سيرنى ما بين الافق الى الافق لسمعت واطعت وصبرت واحتسبت ورايت ذلك خيرا لى ولو ردنى الى منزلى لسمعت واطعت وصبرت واحتسبت ورايت ذلك خيرا لى
وهكذا خرج الصحابى الجليل فى هدوء الى الربذة حيث عاش بها يعبد الله العلى الكبير حتى نادته ساعة الرحيل الى الرفيق الاعلى
-عمار بن ياسر مع اخليفة حول بعض القضايا ولعله عالج الخلاف بطريقة ازعجت الخليفة ولاسيما فى اواخر عهد عثمان حيث كان بعض الولاة الامويين قد اسرفوا فى قسوتهم على معارضهم غير مفرقين بين صحابى جليل يجهر بالحق لوجه الحق وبين مغرض دخيل يريدها فتنة عمياء
وعندما حاصر المتمردون المسلحون دار الخليفة ومنعوا عنه الماء غضب عمار وصاح فيهم"يا سبحان الله اتمنعون الماء عمن اشترى بئر رومة ووهبها المسلمين " ثم سارع الى الامام على وانباه النبا واقترح عليه ان يحمل بنفسه قربة الماء الى دار الخليفة فلعل الثوار لا يجرءون على اعتراض سبيله
-عبد الله بن مسعود: لقد تفاقم الخلاف بين الخليفة وبينه حتى قطع الخليفة عند راتبه من بيت المال وعلى الرغم من ان اجراء مهذا لا يتسق بحال مع طيبة قلب الخليفة وسماحة نفسه فانه فيما افضى اليه من مواقف لم يعد يعدم هذه الطيبة وهذه السماحة ذلك ان الخليفة لايكاد يعلم بمرض ابن مسعود ذلك المرض الذى لقي فيه ربه حتى يغشى ضميره ندم عظيم ويخرج الى دار عبد الله متوكئا على شيخوخته المجهدة الوهنانة ثم يمعن في الاعتذار لابن مسعود ويرجوه في الحاح ان يغفر له ما كان منه ثم يذهب الى دار ام حبيبة رضى الله عنها ويرجوها ان تشفع له عند ابن مسعود كى يصفح عنه ويغفر له وبعد ان مات ابن مسعود ودفن دون ان يخبروا الخليفة بذلك خرج حزينا الى قبره ووقف عليه ورثاه قائلا ودموعه تنحدر من ماقيه" دفنتم والله خير من بقى من اصحاب رسول الله"
وكما حدث مع ابي ذر وعمار "حين رفضا ان يستغل المتمردين خلافهما مع الخليفة حدث موقف شبيه من عبد الله بن مسعود ففى مرض موته عاده بعض اولئك وتهددوا الخليفة فى حديثهم معه بالموت فزجرهم ابن مسعود وقال " اما انكم ان قتلتموه لن تصيبوا مثله"
(ان الخلاف بين الخليفة وذلك نفر الكريم من الصحابة ما كان ليطغى على جلال الصحبة التى جمعتهم في الله اخوانا)
رابعها : عن موقفة من بعض مسائل الدين اذ كان له فيها اجتهاد خاص
*الاتهامات الباطلة
-ان الخليفة وحد المصاحف كلها في مصحف واحد وجمع المصاحف الاخرى واحرق اوراقها
-ان الخليفة اتم الصلاة بمكة فى اناء حجة وكان الرسول الله وصاحباه يقصرون الصلاة فقصر الصلاة في السفر رخصة لا واجب فان الامام عليا كرم الله وجهه قال لهم ان الخليفة كان تاهل بمكة ونوى الاقامة بها فاتم صلاته
-ان الخليفة لم يقم حد القتل على "عبيد الله بن عمر " وكان عبيد الله قد انطلق في ثورة غضبه لمقتل والده امير المؤمنين عمر فقتل طفلة لابي لؤلؤة المجوسى ولكن الخليفة اجتهد فى القضية اجتهادا كان مبعثه تقديره للظروف كان فيها ابن عمر كما انه لم يشا ان يجمع ال الخطاب حزنين وكارثتينالاولى مقتل عمر غدرا والثانية قتل ولده قصاصا ثم انه لم يطلق سراح "عبيد الله" مهدرا بذلك الدم الذى اراقه بل استبدل الدية بالقصاص ودفع لاولياء الدم دية سخية وكبيرة
*حوار بين سيدنا عثمان وعلى رضى الله عنهما
قام بين الامام على والخليفة عثمان بضع وجهتى نظرهما وجها لوجه وبالتالى يغمر القضية بضوء جديد ولقد جرى هذا الحوار يوم اختار الناس عليا كي ينقل الى الخليفة ما في انفسهم من شكاة ومضض وجلس الامام الى الخليفةوحدهما وبثه كل ما في نفسه ونقل اليه ما فى انفس الاخرين وكانت كلمات الامام مترعة بحرصه الشديد والنبيل على خير الخليفة وخير الامة وعقب عثمان على كلمات على قائلا: اما والله لو كنت مكاني ما عنفتك ولا اسلمتك ولا عبت عليك اترانى جئت منكرا اذ وصلت رحما وسددت خلة واويت ضائعا ووليت شبيها بمن كان عمر يولى اناشدك الله يا على هل تعلم ان المغيرة بن شعبة كان واليا لعمر
قال على نعم
قال عثمان فلم الام اذ وليت ابن عمر فى رحمه وقرابته وليس للمغيرة عليه كبير فضل
قال على ساخبرك ان عمر كان اذا ولى احدا فانما يطا على صماخيه فان بلغه عنه شئ جاء به وبلغ فى زجره اقصى الغاية اما انت فلا تفعل فقد ضعقت ورفقت باقربك
قال عثمان هم اقرباؤك ايضا ياعلى
قال على نعم ان رحمهم مني لقريبة ولكن الفضل في غيرهم
قال عثمان الم تعلم ان عمر ولى معاوية طوال عهده وخلافته فهل الام ان انا وليته؟
قال على فهل تعلم ان معاوية كان اخوف من عمر من يرفا غلام عمر؟
قال عثمان نعم كان كذلك
قال على فها هو ذا يقطع الامور دونك وانت لا تنهاه
*منامة راى الرسول الله
بعد ان صلى من الليل ما صلى وقرا من القران ما قرا والفى نفسه بين يدى ربه ضارعا مبتهلا اوى الى فراشة ونام وفى منامه راى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له :"افطر عندك غدا يا عثمان"
اصلح ذلك اليوم صائما فقد كان اسلم يقضى اكثر ابامه في صيام وكل لياليه فى قيام ودعا جميع الذين فى داره وامامها ممن يحملون السلاح دفاعا عنه ان يلقوا سلامهم وبغادروا الدار مشكورين وفى رعاية الله
لكنهم ابوا ان يتركوا مواقعهم حوله ومعه ولا سيما الحسين والحسن وابن الزبير وابن عمر بيد ان لمر الخليفة والحاحه ظلا يهيبان بكل حامل سلاح ان يلقى سلاحه ان اعظمكم عنى غناء رجل كف نفسه وسلاحه اناشدكم الله الا تهرقوا بسببى دما وترامى الى سمعه هرج شديد خارج الدار فقد اقبل من اهل المديتة ناس كثيرون اشتبكوا مع المتمردين وراحوا يحاولون ابعادهم عن دار الخليفة واطل الخليفة على الجمع الحاشد من شرفه داره ونادى المتمرين بكلمات اخيرة اراد ان يبرئ بها ذمته " ايها الناس لا تقتلوني فوالله لئن قتلتمونى لا تتحابون بعدى ابدا ولا تصلون جميعا بعدى ابدا وعاد الى حجرته فصلى ركعتين ثم حمل مصحفه بيديه وراح يقرا ويقرا متانقا بين اياته المحكمات
*ضيف الجنة الشهيد
قتل عثمان بن عفان في السنة 35 للهجرة ودفن فى البقيع
وضاقت الصدور المكبوتة تحت ضلوع زعماء الفتنة وخشوا ان تدور عليهم الدائرة فامروا بمهاجمة الدار لكن الثلة الطاهرة بامرة الحسن والحسين وابن الزبير وابن عمر ابلت فى صدهم بلاء معجزا حتى ردتهم عن الابواب صاغرين هنالك ازداد حقدهم ضراما وركبتهم كل شياطين الجريمة فنظروا فاذا دار مجاورة لدار الخليفة قريبة المنال فقرروا ان يتسوروها ويتسللوا الى مكان الخليفة منها واختاروا من بينهم نفرا يقوم بالمهمة على عجل ونادوا محمد بن ابي بكر ليصحبهم وما هى الا دقائق معدودة حتى كانت الخطة قد انجزت وفجاة راى الخليفة امامه اولئك المتسورين وراى محمد بن ابي بكر يتقدمهم ويمسك لحية الخليفة بيدة ويهزها متوعدا وفى هدوء ناداه الخليفة"يابن اخى دع لحيتى فوالله لقد كان ابوك يكرمها ولو راك في مكانك هذا لاستحيا مما تصنع" ودارت الارض بمحمد وارتدت يده في خشوع وندم وانطلق مسرعا خارج الدار يسوق امامه اولئك الذين كانوا قد تسوروها معه وعلى بابها الفسيح وقف يزود المهاجمين وجن جنون ذلك النفر من زعماء الفتنة وهزهم موقف محمد هذا كما لم يهزهم موقف اخر وتراءى لهم مصيرهم الاسود فشدوا على الدار المجاورة شدة واحدة ومن فوق سورها القريب قفزوا كالذئاب الجائعة المسعورة واقتحموا على الخليفة خلوته وكان انئذ قد بلغ في تلاوته هذه الاية الكريمة " بسم الله الرحمن الرحيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" لم يبال بهم ولعله لم يحس بتقحمهم فقد كانت غبطة روحه وانسه بايات ربه وفرحته بمادبة الجنة التى دعى اليها كان كل ذلك يحجب عنه اشباح الشياطين واستمر فى قراءته على حين اندفع الجناة نحوه ليقترفوا جريمتهم البشعة النكراء لم يقاوم ولم يتحرك من مجلسه ولم يتخيل عن مصحفه ولم يزد على ان قال حين اصابت احدى ضرباتهم الاثمة كفه فاصابتها فى صميمها "والله انها لاول يد خطت المفصل وكتبت اى القران" وحين راى دماءه تنفجر فتضمخ اوراق المصحف طواه حتى لا تطمس الدماء بعض اياته ثم ضمه وهو يسلم الروح الى صدره
-ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين عبدا مملوكا ودعا بسراويل فشد بها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي اصبرفانك تفطر عندنا القابلة فدعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه
- عن مقتل عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل، فقال: يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما، قال: فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان
*لقد تعب عثمان طويلا خلال اثنتى عشرة سنة قضاها في الخلافة حاملا اعباءها ولواءها
*روى عنه قوله" لو اني بين الجنة والنار لا ادرى الى ايتهما يؤمر بي لتمنيت ان اصير رمادا قبل ان اعلم الى ايتهما اصير"

شكرا على المرور الجميل
تحياتى: بحبك يارب

» ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه
» فندق سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
» سيره عمر بن الخطاب كامله
» سيره سيدنا ابي بكر كامله
» من سيره الامام الشافعي