سيره عمر بن الخطاب كامله

*اسمه:
عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهو أبن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين إبراهيم.
أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عمّ كلاًّ من أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليد. كما تعتبر أمه ابنة عم أبو جهل يجتمع نسبها مع النبي محمد بن عبد الله في كلاب بن مرة
*وصفته :
رجل القوي المجدول اللحم المشرب بالحمرة الغليظ القدمين والكفين العريض المنكبين الفاره الشامخ العملاق الذي لم يسر قط مع قوم الا كان اعلاهم راسا من فرط طوله
الرجل الذى كان كما نعتوه اذا تكلم اسمع واذا مشى اسرع واذا ضرب اوجع ورث من طباع ابيه صرامه لا تعرف الوهن وحسما لا يؤرجحه التردد وتصميما لا يقبل انصاف الحلول
مولد: ولد بعد عام الفيل وبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة وكان يعمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ فتعلم بها التجارة وأصبح يشتغل بالتجارة
*زوجات عمرقبل الاسلام
1-قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم، أخت أم المؤمنين أم سلمة
2-أم كلثوم بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدا وعبيد الله
3-زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح: أخت عثمان بن مظعون ولدت عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة أم المؤمنين وعبد الرحمن وعبد الله.
بعد الاسلام
4-جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها رسول الله جميلة ولدت عاصم بن عمر
5-عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرون بالجنة ولدت عياض بن عمر.
6-أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها في معركة اليرموك شهيدا فاطمة بنت عمر.
7-أم كلثوم بنت علي: وهي ابنة علي بن أبي طالب. تزوجها وهي صغيرة السن ولدت زيد ورقية
*الاسلام عمر
كان عمر رضى الله عنه معروفا بحدة الطبع وقوة الشكينة وطالما لقى المسلمون منه الوان الاذى والظاهر انه كانت تصطرع فى نفسه مشاعر متناقضة احترامه للتقاليد التى سنها الاباء والاجداد وتحمسه لها ثم اعجابه بصلابة المسلمين وباحتمالهم البلاء في سبيل العقيدة ثم الشكوك التى كانت تساوره كاى عاقل فى ان ما يدعو اليه الاسلام قد يكون اجل وازكى من غيره ولهذا ما ان يثور حتى يخور
اسلامه رضى الله عنه انه التجا ليلة الى المبيت خارج بيته فجاء الى الحرم ودخل فى ستر الكعبة والنبى صلى الله عليه وسلم قائم يصلى وقد استفتح سورة الحاقة فجعل عمر يستمع الى القران ويعجب من تاليفه قال فقلت اى فى نفسى هذا والله شاعر كما قالت قريش قال فقرا "انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون" قال قلت كاهن قال"ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين" فوقع الاسلام في قلبى كان هذا اول وقوع نواه الاسلام في قلبه لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية وعصبية التقليد التعاظم بدين الاباء هى غالبة على مخ الحقيقة التى كان يتهمس بها قلبه فبقى مجدا في عمله ضد الاسلام غير مكترث بالشعور الذى يكمن وراء هذه القشرةوكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله انه خرج يوما متوشحا سيفه يريد القضاء على النبى صلى الله عليه وسلم لقيه نعيم بن عبد الله النحام العدوى ورجل من بنى زهرة او رجل من بنى مخزوم فقال اين تعمد يا عمر؟ قال اريد ان اقتل محمدا قال كيف تامن من بنى هاشم ومن بنى زهرة وقد قتلت محمدا؟ فقال له عمر ما اراك الا قد صبوت وتركت دينك الذى كنت عليه قال افلا ادلك على العجب يا عمر! ان اختك وختنك قد صبوا وتركا دينك الذى انت عليه فمشى عمر دامرا حتى اتاهما وعندهما خباب بن الارت معه صحيفه فيها"طه" يقرئهما اياها وكان يختلف اليهما ويقرئهما القران فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت وسترت فاطمة اخت عمر الصحيفه وكان قد سمع عمر حين دنا من البيت قراءة خباب اليهما فلما دخل عليهما قال ما هذه الهينمة التى سمعتها عندكم؟ فقالا ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال فلعلكما قد ثصبوتما فقال له ختنه يا عمر ارايت ان كان الحق فى غير دينك؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطا شديدا فجاءت اخته فرفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده فدمى وجهها وفى رواية ابن اسحاق انه ضربها فشجها فقالت وهى غضبى يا عمر ان كان الحق فى غير دينك اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فلما يئس عمر وراى ما باخته من الدم ندم واستحيا وقال اعطونى هذا الكتاب الذى عندكم فاقرؤه فقالت اخته انك رجس ولا يمسه الا المطهرون فقم فاغتسل فقام فاغتسل ثم اخذ الكتاب فقرا" بسم الله الرحمن الرحيم"فقال اسماء طيبة طاهرة ثم قرا"طه"حتى انتهى الى قوله"اننى انا الله لا اله الا انا فاعبدنى واقم الصلاة لذكرى" فقال ما احسن هذا الكلام واكرمه؟دلونى على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال ابشر يا عمر فانى ارجو ان تكون دعوة الرسول الله بلك ليلة الخميس اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب او بابى جهل بن هشام "ورسول الله في الدار التى في اصل الصفا فاخذ عمر سيفة فتوشحه ثم انطلق حتى اتى الدار فضرب الباب فقام رجل ينظر من خلل الباب فراه متوشحا السيف فاخبر رسول الله واستجمع القوم فقال لهم حمزة ما لكم؟ قالوا عمر؟ فقال وعمر؟ افتحوا له الباب فان كان جاء يريد خيرا بذلناه له وان كان جاء يريد شرا قتلناه بسيفه ورسول الله داخل يوحى اليه فخرج الى عمر حتى لقيه في الحجرة فاخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ثم جبذه جبذة شديدة فقال اما انت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب فقال عمر اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله واسلم فكبر اهل الدار تكبيرة سمعها اهل المسجد
كان عمر رضى الله عنه ذا شكيمة لا يرام وقد اثار اسلامه ضجة بين المشركين وشعورا لهم بالذلة والهوان وكسا المسلمين هعزة وشرفا وسرورا
روى ابن اسحاق بسنده عن عمر قال لما اسلمت تذكرت اى اهل مكة اشد لرسول الله عداوة قال قلت ابو جهل فاتيت حتى ضربت عليه بابه فخرج الى وقال اهلا وسهلا ما
جاء بك؟ قال جئت لاخبرك انى قد امنت بالله وبرسوله محمد وصدقت بما جاء به قال فضرب الباب فى وجهى وقال قبحك الله وقبح ما جئت يه
قال عبد الله بن مسعود " ما زلنا اعزة منذ عمر كان اسلامه فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت امارته رحمه ولقد رايتنا وما نستطيع ان نصلي بالبيت حتى اسلم عمر
*القابه سيدنا عمر
الفاروق مجاهد عن ابن عباس قال سالت عمر بن الخطاب لاى شئ سميت الفاروق ؟ قال اسلم حمزة قبلى بثلاثة ايام ثم قص عليه اسلامه وقال في اخره قلت اى حين اسلمت يا رسول الله السنا على الحق ان متنا وان حيينا؟ قال بلى والذى نفسى بيده انكم على الحق وان متم وان حييتم قال قلت ففيم الاختفاء؟ والذى بعثك بالحق لنخرجن فاخرجناه فى صفين حمزة في احدهما وانا في الاخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت الى قريش والى حمزة فاصابتهم كابه لم يصبهم مثلها فسمانى رسول الله الفاروق يؤمئذ
ابو حفص قيل أنه سمى أبا حفص نسبتا ألى أبنته حفصه
وايضا امير المؤمنين اول من سمى بأمير المؤمنين من الخلفاء
*عمر فى بعض الغزوات:
فى غزوة بدر: قتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه يومئذ خاله العاص بن هشام بن المغيرة ولم يلتفت الى قرابته منه ولكن حين رجع الى المدينة قال للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاسر يا عباس اسلم فوالله ان تسلم احب الى من ان يسلم الخطاب وما ذاك الا لما رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه اسلامك
فى غزوة احد: ولما نكامل تهبؤ المشركين للانصراف اشرف ابو سفيان على الجبل فنادى افيكم محمد؟فلم يجيبوه فقال افيكم ابن ابى قحافة؟ فلم يجيبوه فقال افيكم عمر بن الخطاب؟ فلم يجيبوه وكان النبى صلى الله عليه وسلم منعهم من الاجابة ولم بسال الا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه ان قيام الاسلام بهم فقال اما هؤلاء فقد كفيتموهم فلم يملك عمر نفسه ان قال يا عدو الله ان الذين ذكرتهم احياء وقد ابقى الله ما يسوءك فقال قد كان فيكم مثلة لم امر بها ولم تسؤنى
ثم قال : اعل هبل
فقال النبى الا تجيبونه فقالوا فما نقول؟ قال قولوا الله اعلى واجل
ثم قال لنا العزى ولا عزى لكم
فقال النبى الاتجيبونه قالوا ما تقول؟قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
ثم قال ابو سفيان انعمت فعال يوم بيوم بدر والحرب سجال
فاجابه عمر وقال لاسواء قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار
ثم قال ابو سفيان هلم الى يا عمر فقال رسول الله ائته فانظر ما شانه فجاءه
فقال له ابو سفيان انشدك الله يا عمر اقتلنا محمدا؟
قال عمر اللهم لا وانه ليستمع كلامك الان
قال انت اصدق عندى من ابن قمئة وابر
فى صلح الحديبية: يرى عمر ان المزايا التى اعطاها الرسول عليه السلام لكفار قريش سخية وكثيرة وهو يؤمن بضرورة مناجزتهم ودخول مكة عليهم طوعا منهم او كرها لهم ماداموا لا يريدون ان يجنحوا للسلم ويحتكموا الى الحق وما دام الحق والباطل فى معركة فلا بد للحق من ان يستعلى بدل ان يهادن ولابد له من ان يناجز بدل ان يساير هكذا فهم عمر المسالة وكون الراى ولم يكن للجهر به من مفر وهكذا اقبل على رسول الله قبل ان يبدا الكاتب فى تحرير صحيفة المعاهدة وقال يا رسول الله السنا على الحق وهم على الباطل؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم بلى
قال عمر اليس قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار
قال الرسول صلى الله عليه وسلم بلى
قال عمر فعلام نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم
قال رسول الرسول صلى الله عليه وسلم ابن الخطاب؟ انى رسول الله ولن يضيعني الله ابدا وترن عبارة انى رسول الله فى روع عمر رنين الصدق ويستنتج من نطق الرسول بها في هذا المقام ان الخطة اكثر وابعد من ان تكون مجرد راى عابر لرسول الله فيسكت ويذهب غير بعيد يدير خواطر على الموقف كله ويعود احسايه العارم بالمسئوليه فيغالبه ويغريه بالمعاودة فينطلق حثيثا الى ابي بكر رضي الله عنه ويسر في اذنه الحديث
يا ابا بكر السنا على الحق وهم على الباطل
بلى يا عمر
فلماذا اذن نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم
ويطمئنه ابو بكر الى ان الله لن يتخلى عن رسوله وان فتح الله قريب
تولى سيدنا عمر
حين كان ابو بكر يودع الدنيا وبعهد بالخلافة لعمر وكان عمر يتقبل مكرها وكارها امارة المؤمنين ولولا ان يكون باعتذاره عنها في هذا الظرف الحرج الدقيق هاربا من واجب سيساله الله عنه غدا لرفض السلطان وهرب من الامارة " ايها الناس انى قد وليت عليكم ولولا رجاء ان اكون خيركم لكم واقواكم عليكم واشدكم اضطلاعا باموركم ما توليت ذلك منكم ولكفى عمر انتظار الحساب
بشره الرسول بالجنة: يوم كان يقف على مرتفع من جبل احد ومعه ابو بكر وعمر وعثمان فارتجف المكان الذي يقفون فوقه فضربه الرسول صلى الله عليه وسلم بعقبه وهو يقول "اثبت أحد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان"
*مدة الخلافه:
كانت عشر سنوات وسته شهور واربعة ايام
*فتوحات
معركة الجسر
دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوه إلى خطورة عبور جسر نهر الفرات، وأشاروا عليه بأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي النهر أفضل، حتى إذا ما تحقق للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة" لم يستجب لهم، وهو ما أدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيش المسلمين بعد تلك الهزيمة التي لحقت بالمسلمين "في موقعة الجسر" سعى "المثنى بن حارثة" إلى رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين في محاولة لمحو آثار الهزيمة، ومن ثم فقد عمل على استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، ونجح في دفعهم إلى العبور بعد أن غرهم ذلك النصر السريع الذي حققوه على المسلمين، ففاجأهم "المثنى" بقواته فألحق بهم هزيمة منكرة على حافة نهر "البويب"
فتح مصر
اتسعت أركان الإمبراطورية الإسلامية في عهد الفاروق عمر، خاصة بعد القضاء نهائيًا على الإمبراطورية الفارسية في "القادسية" ونهاوند فاستطاع فتح الشام وفلسطين، واتجهت جيوش المسلمين غربًا نحو أفريقيا، حيث تمكن "عمرو بن العاص" من فتح "مصر" في أربعة آلاف مقاتل، فدخل العريش دون قتال، ثم فتح الفرما بعد معركة سريعة مع حاميتها، الرومية، واتجه إلى بلبيس فهزم جيش الرومان بقيادة "أرطبون" ثم حاصر "حصن بابليون" حتى فتحه، واتجه بعد ذلك إلى "الإسكندرية" ففتحها، وفي نحو عامين أصبحت "مصر" كلها جزءًا من الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.
فتح اذربيجان
عن واقد الأرديلي عن مشايخ أدركهم أن المغيرة بن شعبة قدم الكوفة والياً من قبل عمر بن الخطاب، ومعه كتاب إلى حذيفة بن اليمان بولاية أذربيجان. فأنقذه إليه وهو بنهاوند أو بقربها. فسار حتى أتى أردبيل، وهي مدينة أذربيجان وبها مرزبانها، وإليه جباية خراجها. وكان المرزبان قد جمع إليه المقاتلة من أهل باجرون وميمذ والنرير وسراة والشيز والميانج وغيرهم. فقاتلوا المسلمين قتالاً شديداً أياماً، ثم أن المرزبان صالح حذيفة عن جميع أهل أذربيجان على ثمان مئة ألف درهم وزن ثمانية، على أن لايقتل منهم أحداً ولا يسبيه ولا يهدم بيت نار، ولا يعرض لأكراد البلاسجان وسبلان وساتر ودان، ولا يمنع أهل الشيز خاصةً من الزفن في أعيادهم وإظهار ما كانوا يظهرونه. ثم أنه غزا موقان وجيلان فأوقع بهم وصالحهم على إتاوة.
قالوا: ثم عزل عمر حذيفة وولى أذربيجان عتبة بن فرقد السلمي. فأتاها من الموصل، ويقال بل أتاها من شهرزور، على السلق الذي يعرف اليوم بمعاوية الأودي. فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد. وانتفضت عليه نواحً فغزاها فظفر وغنم، وكان معه عمر بن عتبة الزاهد.
وروى الواقدي في إسناده أن المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان من الكوفة في سنة 22، حتى انتهى إليها ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج.
ذات يوم يتلقى من احد ولاته هديه من الحلوى ولا تكاد توضع بين يديه حتى يسال الرسول الذى جاء يحملها ما هذا؟
قال حلوى يصنعها اهل اذربيجان وقد ارسلنى بها اليك عتبة بن فرقد وكان واليا على اذربيجان قذاقها عمر فوجد لها مذاقا شهيا
فعاد يسال الرسول اكل المسلمين هناك يطعمون هذا؟
قال الرجل لا وانما هو طعام الخاصة
فاعاد عمر اغلاق الوعاء جيدا وقال للرجل اين بعيرك؟ خذ حملك هذا وارجع به لعتبة وقل له عمر يقول لك "اتق الله واشبع المسلمين مما تشبع منه"
*موقفه شورى المعارضة
عند امير المؤمنين هما جناحا الحكم الصالح القويم وهما رئتا كل حكم سديد من اجل هذا لايكاد يلى الامر ويتسمع همس الناس حول شدته وصرامته حتى يخلو بنفسه مفكرا ويدخل عليه حذيفة فيجده مهموم النفس باكى العين فيساله ماذا يا امير المؤمنين؟
فيجيب عمر انى اخاف ان اخطئ فلا يردنى احد منكم تعظيما لي
يقول حذيقة فقلت والله لو رايناك خرجت عن الحق لرددناك اليه
فيقرح عمر ويستبشر ويقول الحمد لله الذي جعل لي اصحابا يقومونني اذا اعوججت
*ما يقول لربك غدا
يقول الاحنف بن قيس كنت مع عمر بن الخطاب فلقيه رجل فقال يا امير المؤمنين انطلق معي فاعدني على فلان فقد ظلمني فرفع عمر درته وخفق بها راس الرجل وقال له تدعون المؤمنين وهو معرض لكم مقبل عليكم حتى اذا شغل بامر من امور المسلمين اتيتموه اعدني اعدني فانصرف الرجل غضبان اسفا
فقال عمر علي بالرجل فلما عاد ناوله مخفقته ه ولكني ادعها لله وانصرف
وعدت وقال له خذ واقتص لنفسك مني
قال الرجل لا والله ولكني ادعها لله وانصرف
وعدت مع عمر الى بيته فصلى ركعتين ثم جلس يحاسب نفسه ويقول :ابن الخطاب؟ كنت وضيعا فرفعك الله وكنت ضالا فهداك الله وكنت ذليلا فاعزك الله ثم حملك على رقاب الناس فجاءك رجل يستعديك فضربته فماذا تقول لربك غذا اذا اتيته
*الى اي مدى يهاب الله ويستحي من جلاله
ذات يوم يقول لجليسه ابي موسى الاشعرى: هل يسرك ان اسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه وشهادتنا وعملنا كله يرد علينا لقاء ان ننجو كفافا لا لنا ولا علينا
فيجيبة ابو موسى : لا والله يا عمر فلقد جاهدنا وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا واسلم على ايدينا خلق كثير وانا لنرجو ثواب ذلك
فيجيبة عمر ودموعه تتحدر على وجنتيه كحبات لؤلؤ منثور : اما انا فوالذى نفس عمر بيده لوددت ان ذلك يرد لي ثم انجو كفافا راسا براس
*اصابت امراة واخطا عمر
يخطب الناس يوما فيقول لا تزيدوا مهور النساء على اربعين اوقية فمن زاد القيت الزيادة فى بيت المال
فتنهض من صفوف النساء سيدة تقول ما ذاك لك
فيسالها ولم
فتجيباه لان الله تعالى يقول" واتيتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا اتاخذونه بهتانا واثما مبينا"
فيتهلل وجه عمر ويبتسم ويقول عباريه الماثورة" اصابت امراة واخطا عمر
*موقفه من اهله واسرته
كان اذا سن قانونا او حظر امرا جمع اهله اولا وقال لهم انى قد نهيت الناس عن كذا وكذا وان الناس ينظرون اليكم كما ينظر الطير الى اللحم فان وقعتم وقعوا وان هبتم هابوا واني والله لا اوتي برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه الا ضاعفت له العذاب لمكانه مني فمن شاء منكم فليتقدم ومن شاء فليتاخر"
*الانك ابن امير المؤمنين
يخرج سيدنا عمر الى السوق يوما في جولة تفتيشية فيرى ابلا سمانا تمتاز عن بقية الابل بنموها وامتلائها فيسال ابل من هذا؟
قالوا ابل عبد الله بن عمر
وانتفض امير المؤمنين كانما القيامة قامت وقال عبد الله بن عمر ؟؟بخ بخ يا ابن امير المؤمنين وارسل فى طلبه من فوره واقبل عبد الله يسعى وحين وقف بين يدى والده اخذ عمر يفتل سبلة شاربه وتلك كانت عادته اذا اهمه امر خطير وقال لابنه ما هذه الابل يا عبد الله؟
فاجاب انها ابل اتضاء يعنى هزيلة اشتريتها بمالى وبعثت بها الى الحمى اي المرعى اتاجر فيها وابتغى ما يبتغي المسلمون
فعقب عمر فى تهكم لاذع ويقول حين يرونها ارعوا ابل ابن امير المؤمنين اسقوا ابل ابن امير المؤمنين وهكذا تسمن ابلك ويربو ربحك يا ابن امير المؤمنين ثم صاح به يا عبد الله بن عمر خذ راس مالك الذي دفعته في هذه الابل واجعل الربح فى بيت مال المسلمين
*حوار بين ام المؤمنين حفصة رضى الله عنها وامير المؤمنين
تصل الى المدينة يوما بعض اموال الاقاليم فتذهب اليه ابنته حفصة رضى الله عنها لتاخذ نصيبها وتقول له مداعبة "يا امير المؤمنين حق اقاربك في هذا المال فقد اوصى الله بالاقربين فيجيبها جادا " يابنية حق اقربائى فى مالى اما هذا فمال المسلمين قومى الى بيتك
*مسئوليته عن الولاة
كان يختارهم في حرص من يختار مصيره انه يعد نفسه مسئولا عن كل غلطة يرتكبها احد ولاته علم بها عمر ام لم يعلم وكان ياخذ بيده ويقول له " انى لم استعملك على دماء المسلمين ولا على اعراضهم لكنى استعملتك لتقيم فيهم الصلاة وتقسم بينهم وتحكم فيهم بالعدل" ثم يعد عدا النواهى التى عليه ان يتجنبها
لا تركل دابه مطهمة\لا تلبس ثوبا رقيقا\ لا تاكل طعاما رافها \ لا تغلق بابك دون حوائج الناس
*مواقف الصارمة الحازمة التى يقفها عمر من ولاته الذين قد يسئون استعمال سلطانهم:
ذات يوم تلقى شكاة ضد وال له هو سعيد بن عامر الجمحي تتضمن ثلاثة ماخذ
اولها انه لا يخرج الى الناس حتى يتعالى النهار
ثانيا انه لا يجب احدا بليل
ثالثها يغيب عن الناس كل شهر يوما فلا يرى احدا ولا يراه احد
واستدعاه عمر وواجهه بالشاكين وقال لهم تكلموا
قالوا لا يخرج الينا حتى يرتقع النهار
ونظر امير المؤمنين صوب سعيد وساله ان يجيب
فقال والله يا امير المؤمنين ان كنت اكره ذكر السبب ليس لاهلى خادم فانا اعجن معهم عجينى ثم اجلس حتى يختمر ثم اخبز خبزى ثم اتوضا واخرج اليهم واشرقت اسارير عمر فقد بدا انه لن يساء في رجل وثق فى دينه واختاره بنفسه
ثم قال للشاكرين وماذا ايضا
قالوا لا يجيب احدا بليل
قال سعيد والله ان كنت لاكره ذكره انى جعلت النهار لهم وجعلت الليل لله عز وجل
قال عمر وماذا ايضا تشكون منه؟
قالوا ان له في الشهر يوما لا يقابل فيه احدا
قال سعيد ليس لى خادم يغسل ثيابى ففى هذا اليوم اغسلها وانتظرها حتى تجف ثم اخرج اليهم اخر النهار
قال عمر وقد غمره الحبور والبشر الحمد للله الذى لم يخيب فراستى
*الويل الشديد للوالى الذى يفكر في ان يهدي لعمر هدية ما
فذات يوم عاد امير المؤمنين الى داره فوجد رقعة من سجاد لا تزيد على متر وبعض متر فسال زوجه عاتكةانى لك هذه
قالت اهداها الينا ابو موسى الاشعرى ابو موسى ايتوني به
ويجئ ابو موسى تسبقه مخاوفه ولا يكاد يقترب من عمر ويلمح السجادة في يمينه والتحفز في وجهه حتى يبادره القول لا تعجل على يا امير المؤمنين ولكن امير يعاجله ويلفح السجادة راسه ويقول له ما يحملك على ان تهدى الينا خذها فلا حاجة لنا فيها
*الحاكم المسئول
فتجاه مسئولياته عن نفسه واهله يحملهم كل مغارم الحكم ويحرمهم من كل مغانمه
وتجاه ولاته ومعاونيه يختارهم بنفسه ويلزمهم صراطا مستقيما احد من الشفرة وارق من الشعرة
وتجاه اموال الامة يبلغ اقصى درجات الحفاظ عليها والزهد فيها
وتجاه الجبارين العتاه يبلغ اقصى اسباب الشدة والحزم
وتجاه الضعفاء والبسطاء يبلغ غاية المدى فى الحدب واللين
*مسئولياته المالية مباشرة ذكية عميقة:
فهو لايعنى بالسهر على حفظ اموال الامة فحسب بل يعنى بالعمل على تنميتها وارباء الدخل القومى بكل سبيل ممكنة
*مسئوليته تجاه عمله وتجاه امانه الحكم
هو كحاكم فقد حرم نفسه لا من الطيبات المشروعة للحاكمين فحسب بل من الطيبات المشروعة للمواطن العادى فى كل زمان ومكان
فعل ذلك بروح المسئوليه التى حببت اليه ان يكون اول من الجوع اذا جاع قومه واخر من يشبع اذا شبعوا والتى فرضت عليه ان يعانى كل ما يعانيه الناس من عمل وشظف
كان يقول "كبف يعنينى شان الناس اذا لم يصبنى ما يصيبهم" وهذا الامير يلتزم اكل الزيت حين اصاب المسلمين ازمة شديدة في اللحم والسمن ويدمن ابن الخطاب اكل الزيت حتى تئن امعاوه وتقرقر فيضع كفه على بطنه وبقول" ايها البطن لتمزنن على الزيت مادام السمن يباع بالاواقى"
وفى عام الرمادة وكان عام مجاعة قاتله في المدينه امر يوما ينحر جزور وتوزيع لحمه على اهل المدينة وقام المختصون بانجاز المهمة بيد انهم استبقوا لامير المؤمنين اطيب اجزاء الذبيحة وعند الغداء وجد عمر امامه على المائدة سنام الجزور وكبده وهما اطيب ما فيه فقال من اين هذا
قيل من الجزور الذى ذبح اليوم
فقال وهو يزيح المائدة بيده الامينة: بخ بخ بئس الوالي انا ان طعمت طيبها وتركت للناس كراديسها يعنى عظامها
فى عام يسمع عن جماعة فى اقصى المدينة قد نزل بهم من الضر اكثر مما نزل باهل المدنية كلها فيحمل فوق ظهره جرابين من دقيق ويحمل خادمه اسلم فربة مملوءة زيتا ثم يهرولان الى هناك يحملان النجدة والغوث
يعاتب ولده عبد الله بن عمر
يدخل يوما دار ابنه عبد الله فيده ياكل شرائح لحم فيغضل ويقول له الانك ابن امير المؤمنين تاكل لحما والناس في خصاصة الاخبزا وملحا الا خبزا وزيتا
*بشر الرسول بالجنة
عن ابي موسى الاشعرى انه توضا فى بيته ثم خرج فقلت لالزمن رسول الله ولاكونن معه يومى هذا قال فجاء المسجد فسال عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على اثره اسال عنه حتى دخل بئر اريس فجلست عند الباب وبها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضا فقمت اليه فاذا هو جالس على بئر اريس وتوسط قفها وكشف عن ساقية ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لاكونن بواب رسول الله اليوم فجاء ابو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال ابو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا ابو بكر يستاذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فاقبلت حتى قلت لابي بكر ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة فدخل ابو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبى وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت اخى يتوضا ويلحقني فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يريد اخاه يات به فاذا انسان يحرك الياب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت الى رسول الله فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستاذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول الله بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يات له فجاء انسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت الى رسول الله فاخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله بالجنة على بلوى تصبيك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الاخر
, وينسب بئر أريس إلى رجل من اليهود اسمه أريس , ويقع البئر غربي مسجد قباء مقابل له بالقرب من الحديقة الصغيرة التابعة لسور المسجد , وقد أزيل بسبب توسعة مسجد قباء وايضا هذا البئر هو بئر شرب منها النبي ويعرف أيضا ببئر النبي , وسمي ببئر الخاتم لأنه البئر الذي وقع به خاتم النبي من يد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان
*يسال كل عن عمر؟
كان عمر رضى الله عنه يسال كل من يلقاه في لهفة وجد قل لى بربك ولا تكذبنى كيف تجد عمر؟ اتحسب الله عنى راضيا ؟ اترانى لم اخن الله ورسوله فيكم؟ واذا غشيته من مظنة التقصير غاشية صاح صيحة مكظومة"ياليت ام عمر لم تلد عمر
وكان كثيرا ما كان يلقى صبيا من الصبيان في طرقات المدينة فياخذ بيده ويقول له وعيناه تفيضان من الدمع "ادع لي يابني فانك لم تذنب بعد
رغم من ايمانه المطلق برسول الله حتى لو تجعله يبدو معارضا
عندما مات عبد الله بن ابى بن سلول وكان كبير المنافقين في المدينة عارض عمر فى اصرار صلاة رسول الله عليه ولنصغ الى عمر نفسه علينا النبا "لما توفى عبد الله بن ابى دعى رسول الله للصلاة عليه فقام اليه فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت يا رسول الله اعلى عدو الله تصلى؟ واخذت اعدد ايامه الخبيثة ورسول الله يبتسم حتى اذا اكثرت عليه قال اخر عني ياعمر انى خيرت فاخترت قد قيل لي استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فلو اعلم انى ان زدت على السبعين غفر له لزدت ثم صلى عليه ومشى مع جنازته وقام على قبرة حتى فرغ منه فعجبت لي ولجراتى على رسول الله فوالله ما كان الا يسيرا حتى نزلت الاية:"ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره"
*امير المؤمنين يقترض ليعيش
كان مع الايام تزداد تبعاته وتزداد احتياجاته ونفقاته ويرفع كلما هب الرخاء رواتب المسلمين في المدينة وخارجها لكنه لا يفكر في ان يزيد نفسه درهما حتى سمع اصحابه يوما ان امير المؤمنين يقترض ليعيش فاجتمع نفر من الصحابة معهم عثمان وعلى وطلحة والزبير واتفقوا على ان يتحدثوا معه ويطلبوا اليه ان يزيد فى راتبه ومخصصاته لكنهم عادوا وتهيبوا محادثته لانهم يعرفون انه في هذه المسالة بالذات شديد الوطاة لافح الغضب
قال عثمان فلنستبرئ ما عنده من وراء وراء واتجهوا الى حفصة بنت عمر واستكتمونا امرهم وطلبوا اليها ان تستطلع امر ابيها
وذهبت حفصة الى عمر متهيبة واخذت تسوق الحديث بحذر ورفق
فقال عمر من بعثك الى بهذا؟
قالت لا احد
قال بل بعثك بهذا قوم لو عرفتهم لحاسبتهم
ثن قال لابنته لقد كنت زوجة لرسول الله فماذا كان يقتنى فى بيتك من الملبس؟
قالت ثوبين اثنين
قال فما اطيب طعمة رايته ياكلها؟
قالت خبز شعير طري مثرود بالسمن
قال فما اوطا فراش كان له في بيتك؟
قالت كساء ثخين كنا نبسطه فى الصيف فاذا كان الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه
قال ياحفصة فابلغى الذين ارسلوك الى ان مثلى ومثل صاحبى الرسول الله وابى بكر كثلاثة سلكوا طريقا فمضى الاول وقد تزود فبلغ المنزل ثم اتبعه الاخر فسلك طريقه فافضى اليه ثم الثالث فان لزم طريقها ورضى بزادهما الحق بهما وان سلك غير طريقها لم يجتمع بهما
*عمر يتلقى كل معارضة له
كان يجتاز الطريق يوما ومعه الجارود العبدى فاذا امراة تناديه وتقول
رويدك يا عمر حتى اكلمك كلمات قليلة
ويلتفت عمر وراءه ثم يقف حتى تبلغه السيدة فتقول له وهو مصغ مبتسم
يا عمر عهدى بك وانت تسنى عميرا تصارع الفتيان في سوق عكاظ فلم تذهب الايام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الايام حتى سميت امير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم ان من خاف الموت خشى الفوت
فقال لها الجارود العبدى اجترات على امير المؤمنين
فجذبه عمر من يده وهو يقول دعها فانك لا تعرفها هذه خوله بنت حكيم التى سمع الله قولها من فوق سبع سماواته وهى تجادل الرسول في زوجها وتشتكى الى الله فعمر والله حرى ان يسمع كلامها
*امير المؤمنين يعارض صاحبه
لقى العباسس يوما وقال له لقد سمعت رسول الله قبل موته يريد ان يزيد فى المسجد وان دارك قريبة من المسجد فاعطنا اياها نزدها فيه واقطع لك اوسع منها
قال العباس لا افعل
قال عمر اذن اغلبك عليها
قال العباس ليس ذلك لك فاجعل بينى وبينك من يقضى بالحق
قال امير المؤمنين من تختار؟
قال العباس حذيفة بن اليمان
وبدلا من ان يستدعى امير المؤمنين الى مجلسه حذيفة انتقل هو والعباس اليه اجل فحذيفة الان يمثل سلطة اعلى من سلطة الخليفة نفسه انه سيقضى ويفصل بين الخليفة وامام حذيفة بن اليمان جلس عمر والعباس وقصا عليه الخلاف الذى بينهما
فقال حذيفة سمعت ان نبى الله داود عليه السلام اراد ان يزيد في بيت المقدس فوجد بيتا قريبا من المسجد وكان هذا البيت ليتيم فطلبه منه فابى فاراد داود ان ياخذه قهرا فاوحى الله اليه ان انزه البيوت عن الظلم لهو بيتى فعدل داود وتركه لصاحبه
فنظر العباس الى عمر وقال الا تريد ان تغلبنى على دارى؟
قال عمر لا
قال العباس ومع هذا فقد اعطيتك الدار تزيدها فى مسجد رسول الله
كان يقول رضى الله عنه: لست بالخب ولا الخب يخدعنى
يقول عبد الله بن مسعود:كان عمر اعلمنا بكتاب الله وافقهنا فى دين الله
قال رسول :لو كان لعدى محدثون لكان عمر
كان ابن عباس يقرأ : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) . والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموافقات التي نزل القرآن مطابقا لها ، ووقع له بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة إصابات .
يروي البخاري ومسلم رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما انا نائم اذ رايت قدحا اوتيت به فيه لبن فشربت منه حتى انى لارى الري يجرى في اظفاري ثم اعطيت فضلى عمر بن الخطاب قال اصحاب الرسول فماذا اولته يا رسول الله ؟قال العلم
قال رسول الله عنه"لم ار عبقريا يفري فريه"
*بشر صاحبك بغلام
ذات ليلة خرج في جولة من جولاته التى كان يخرج فيها وحيدا والناس نيام ليطمئن على قومه ويبلو احوالهم وينفض الليل عن حاجاتهم وعند مشارف المدينة راى كوخا ينبعث منه انين امراة فاقترب يسعى وراى رجلا يجلس بباب الكوخ وعلم منه انه زوج السيدة التى تئن وعلم انها تعانى كرب المخاض وليس معها احد يعينها لان الرجل وزوجته من البادية وقد خطا رحالها هنا وحيدين غريبين ورجع عمر الى بيته مسرعا وقال لزوجته ام كلثوم بنت الامام على هل لك فى مثوبة ساقها الله اليك؟
قالت خيرا؟
قال امراة غريبة تمخض وليس معها احد
قالت نعم ان شئت
وقام فاعد من الزاد والماعون ما تحتاج اليه الوالدة من دقيق وسمن ومزق ثياب يلف فيها الوليد وحمل امير المؤمنين القدر على كتف والدقيق على كتف وقال لزوجنه اتبعينى وياتيان الكوخ وتدخله ام كلثوم زوج امير المؤمنين لتساعد المراة في مخاضها اما امير المؤمنين فيجلس خارج الكوخ وينصب الاثافي ويضع فوقها القدر ويوقد نحتها النار وينضج الوالدة طعاما والزوج يرمقه شاكرا ولعله كان يحدث نفسه هو الاخر بان هذا العربى الطيب اولى بالخلافة من عمر وفجاة صدح في الكوخ صراخ الوليد بقد وضعنه امه بسلام واذا صوت ام كلثوم ينطلق من داخل الكوخ عاليا يا امير المؤمنين بشر صاحبك بغلام ويشهق الاعرابى من الدهش ويستاخر بعيدا على استحياء ويحاول ان ينطق الكلمتين امير المؤمنين لكن شفتيه لا تقويان على الحركة من فرط ما افاءته المفاجاة من سعادة وطرافة وذهول ويلحظ عمر كل هذا فيشير للرجل ان ابق مكانك لا ترع ويحمل امير المؤمنين القدر ويقترب من باب الكوخ مناديا زوجته خذى القدر يا ام كلثوم واطعمى الام واشبعيها وتطعمها ام كلثوم حتى نشبع وترد القدر الى عمر بما بقى من طعام فيضعها عمر بين يدي الاعرابى ويقول لهكل واشبع فانك قد سهرت طويلا وعانيت كثيرا ثم ينصرف هو وزوجنه يعد ان يقول للرجل اذا كان صباح الغد فائتنى بالمدينة لامر لك من بيت المال بما يصلحك ولنفرض للوليد حقه
*غلام يقول لامير المؤمنين فى براءة
يمر يوما فى المدينة بغلمان يلتقطون البلح من افنية النخل فلا يكاد الغلمان يبصرونه حتى يتقرفوا ويذهبوا بعيدا غير غلام ظل فى مكانه لا يريم ويقترب منه عمر فيباكره الغلام القول يا امير المؤمنين ان هذا البلح مما القته الريح
فيقول له عمر ارنى انظر اليه فان ما تلقيه الريح لا يخفى على وينظر البلح ويفحصهثم يقول للغلام صدقت
وتتهلل اسارير الطفل ويقوب لامير المؤمنين فى براءة اترى هؤلاء الغلمان هناك؟ انهم ينتظرون ان اذهب وحدى فيغيروا على وياخذوا ما معى
ويضحك عمر ويربت كتفه ويقول للغلام امض معى وسابلغك مامنك وياخذ بيده ويسير الى جانبه حتى يشارف داره
*وفاه
خرج عمر إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 ه يوم 3 نوفمير 644م يؤم الناس، فتربص به غلام مجوسي اسمه فيروز وهو عبد للمغيرة بن شعبة ويكنى أبا لؤلؤة، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه، فقال عمر: "قتلني -أو أكلني- الكلب، ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من الرجال حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فألقى عليه أحدهم ثوباً، ولما رأى أن قد تقيد وتعثر فيه قتل أبو لؤلؤة نفسه بخنجرهثم تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه حتى يكمل الصلاة بالناس، وبعد الصلاة حمل المسلمون عمراً إلى داره. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له أنه أبو لؤلؤة فقال: "الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعي الإسلام" وطلب من عبد الله "اذهب إلى أم المؤمنين عائشة، فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه"
فذهب إليها، فقالت: "كنت أريده المكان لنفسي ولأوثرنهاليوم على نفسي" فلما رجع وأخبر بذلك عمر حمد الله . حين دعى للقاء ربه واقتربت اللحظات التي سيودع فيها دنيا الناس وكانت مشغلته الكبرى ائنذ اختيار الرجل الذي يسلمه الامانه والزمام اقترب منه "المغيرة بن شعبة" قائلا انا ادلك عليه يا امير المؤمنين انه "عبد الله بن عمرهنالك انتفض عمر وقال لا ارب لنا في اموركم اني ما حمدتها يعنى الخلافة فارغب فيها لاحد من اهل بيتي ان كان خيرا فقد اصبنا منه وان كانت شرا فبحسب ال عمر ان يحاسب منهم رجل واحد وبسال عن امة محمد الا اني قد جهدت نفسي وحرمت اهلي وان نجوت كفافا لا وزر ولا اجر انى لسعيد " . وساعة كان يستقبل الموت يقول لابنه عبد الله: ياعبد الله خذ راسي عن الوسادة وضعه فوق التراب لعل الله ينظر الي فيرحمنى