والله ما سألت الدنيا من يملكها أفأسألها من لا يملكها؟
أيها الأحبة الفضلاء
كان الملوك والأمراء أيام الدولة الأموية يحاولوا أن يغدقون بالأموال علي
الصحابة والتابعين وذلك ليضمنوا البيعة لهم من أل علي بن أبي
طالب رضي الله عنهم أجمعين
وكان الصحابة يتورعون ويزهدون في ذلك وكانت نظرتهم هي المصلحة
العامة لسائر الأمة الإسلامية
ومن أجل ذلك أحكي لكم هذه القصة التي تدل علي أنهم كانوا يصفون
أقدامهم علي طريق الله ورسوله ولا يسألون الدنيا متاعا أو مالا ،،،
دخل أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بيت الله الحرام
فوجد ، سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين
فأقترب هشام بن عبد الملك من سالم
وقال له : ياسالم سلني حاجتك ( إطلب من المال ماشئت )
فقال له سالم : إني أستحي أن أسأل أحد غير الله وأنا في بيته ،،،
فانتظر هشام بن عبد الملك سالم حتي خرج من المسجد
فقال له : ياسالم ها أنت قد خرجت فسلني حاجتك فقال له سالم عن ألدنيا أم
الأخرة ؟
لو سألتك عن الأخرة فلا تملك منها شيء
وأما عن الدنيا فوالله ما سألت الدنيا من يملكها وهو الله أفأسألها من لا
يملكها وتركه وانصرف
فانظر يا أخي إلي هؤلاء الصحابة الذين باعوا دنياهم بأخرتهم فربحوا تجارتهم
مع الله فنالوا بها رضي رب العالمين فطلقوا الدنيا طلقة بائنة
بينونة كبري فكتبت لهم بها سعادة الدنيا والأخرة ومرافقة الحبيب المصطفي
محمد صلي الله عليه وسلم
فإذا سألت فسأل الله
وكن معتمدا علي الله
فمن اعتمد علي ماله قل ،
ومن اعتمد علي عقله اختل ،
ومن اعتمد علي سلطانه ذل ،
ومن اعتمد علي ذكائه ضل
ومن اعتمد علي الله لا قل ، ولا أختل ، ولا ذل ولا ضل
الرئيسية 
من طرف 
موضوع: والله ما سألت الدنيا من يملكها أفأسألها من لا يملكها؟ 
المزاج
