هل (هو) من اسماء الله الحسنى؟

هل (هو) من اسماء الله الحسنى؟
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ[الأنعام : 17]

سمعت من يذكر الله قائلا (يا هو)
فما الصحيح في هذا الشأن؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذا كلام ظاهر البطلان لا يقول به من كان عنده مسكة من علم بل من عقل ،فهذا أخي من تخاريف الصوفية وضلالاتهم التي ابتدعوها في هذا الدين الحنيف . فتجد أمثال هؤلاء المنحرفين عن الصراط السوي يقسمون الذكر إلى أنواع :
1- النوع الأول :وهو ذكر العامة عندهم وهو كأن تقول لا إله إلا الله ، أو سبحان الله ......إلخ مما ورد من السنة .
2- النوع الثاني :وهو ذكر الخاصة وهو الذكر بالاسم المفرد فيقول الله الله .......إلخ .
3- النوع الثالث :وهو ذكر خاصة الخاصة وهو الذكر بالاسم المضمر فيقول هو هو ........ إلخ .
فانظر أخي هدانا الله وإياك إلى الحق كيف لهؤلاء القوم يفضلون ذكراً ويجعلونه ذكر لخاصة الخاصة بينما ما أتت به السنه يجعلونه ذكر العامة أي عوام الناس . حتى وصل الضلال ببعضهم كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه عن بعض مشايخ التصوف أنه لما سئل عن عدم الذكر بلا إله إلا الله رد قائلاً : " أخاف أن أموت بين النفي والإثبات " فيخاف أن يموت وهو يقول لا إله قبل أن يكمل باقي الذكر فيقول إلا الله .هذه هي عقولهم .
أيضاً ذكر نفس الكلام وقريباً منه الأستاذ سعيد حوى في كتابه تربيتنا الروحية .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في رسالة العبودية :"والذكر بالاسم المضمر المفرد أبعد عن السنة وأدخل في البدعه وأقرب إلى إضلال الشيطان ؛فإن من قال :يا هو يا هو ،أو هو هو ،ونحو ذلك ،لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره قلبه ،والقلب قد يهتدي وقد يضل . وقد صنف صاحب "الفصوص " :كتاباً سماه كتاب الـ "هو" ............" الخ كلامه رحمه الله .
فهذا كله من الغي والضلال التي أوقع الشيطان فيه هؤلاء الأقوام .فالحمد لله على الهدى .

وقال أيضاً : " فأما الاسم المفرد مظهرا مثل " الله ، الله " أو مضمراً مثل " هو ، هو " : فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنَّة ولا هو مأثور أيضاً عن أحد مِن سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين .
اقتباس:
وقال أيضاً : " وأما الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً : فليس بكلام تام ، ولا جملة مفيدة ، ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي ولم يذكر ذلك أحدٌ مِن سلف الأمة ، ولا شَرعَ ذلك رسولُ الله ولا يعطي القلب بنفسه معرفة مفيدة ، ولا حالاً نافعاً
عرفت ان (هو) ليس من اسماء الله الحسنى ولكن هذه العبارة للشيخ ابن تيمية رحمه الله تجعلني اسأل على مدى صحة القول بعدم جواز الذكر باسم الله المفرد (الله) وكيف لا تفيد من يذكر الله باسمه مفردا
خصوصا ان آيتين واحاديث في البخاري ومسلم توقفت امامهم وامام قول الشيخ ابن تيمية فارجو منكم توضيحه جزاكم الله خيرا

الايتين

يقول الحق تبارك وتعالى

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
[المزّمِّل : 8]

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
[الإنسان : 25]

فاذا ذكرنا اسم الله حسب الامر الالهي فماذا نقول؟

وفي صحيح البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً " قَالَ لِلَّهِ
تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا لاَ يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَوَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ"
وفي صحيح مسلم
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ

ما معني قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله وتر يحب الوتر) ؟

كما حديث اخر في صحيح مسلم

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ سِيرُوا هَذَاجُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ

سؤالك عن قوله " وهو وتر يحب الوتر " فيوضحه لك الحافظ النووي في تعليقه على شرح مسلم قال Sad

الوتر :الفرد ،ومعناه في حق الله تعالى :الواحد الذي لا شريك له ولا نظير . ومعنى { يحب الوتر } :تفضيل الوتر في الأعمال ،وكثير من الطاعات ،فجعل الصلاة خمساً ،والطهارة ثلاثاً ،..................... ) إلى أن قال Sad

وقيل :إن معناه منصرف إلى صفة من يعبد الله بالوحدانية ،والتفرد مخلصاً له .والله أعلم .) اهـ كلامه رحمه الله .
أظن أن هذا الكلام يزيل اللبس والإشكال . والله تعالى أعلى وأعلم .

اهلين ابنتي مريم الغالية
اسعدني مرورك
ربي يحفظك ويسعدك في الدارين
اللهم امين