أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الاحبة في الله (اسلامي ..اجتماعي .. ثقافي)
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الحمـــــد لله الواحد الاحد الكريم الوهاب الرحيم التواب غافر الذنب وقابل التوب و الصلاة و السلام على رسول الله & أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا وإياكم في هذه الحياة على الإيمان والذكر والقرآن &وأ سأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في ملتقي ألأحبة في الله علي ذكره أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته &اللهم لا تعذب جمعا التقى فيك ولك & أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن قال الله فيهم {الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب} & { وأتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين }
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» للصباح حكاية
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:54 am

» في سوق القلوب
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:53 am

» ابتسامات من التاريخ
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:28 am

» اُمنية من القلب .
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:25 am

» حين يمتلئ قلبك بالدفء
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:23 am

» سَــجل حُضُــورَك بِمعلــومة طِــبية
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:21 am

» جايين بعد يوم صيام شاق وتعب طمعانين في رحمتك ومغفرتك يارب
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:19 am

» بريد القلوب ..مساحة للجميع ..
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:17 am

» ۞ حـــرّك قلبـــك ۞
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» وحدوا الله يا عباد الله
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» كم مرة استغفرت ربك اليوم؟؟؟
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:13 am

» هل صليتم علي حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» ادعوا لكل اسرة منتدانا الحبيب وجميع المسلمين
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» قطوف من بستان الحكمة.
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:10 am

» أفشوا السلام علي المتواجدون بالملتقي
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:08 am

» مطلب اصحاب الكهف وهم في شدة البلاء
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير السبت مايو 01, 2021 8:01 pm

» حذاري أن تمل من الصبر
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الخميس أبريل 29, 2021 9:48 pm

» حديقة ملتقى الآحبة في الله الاسلامية
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أبريل 12, 2021 9:39 pm

» ..... الخطيب
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف الشيخ مرشدي الإثنين أبريل 05, 2021 8:37 am

» اثبت حضورك بأيه من القرأن الكريم
تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15من طرف الشيخ مرشدي الإثنين أبريل 05, 2021 8:30 am


أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 95 بتاريخ الأربعاء مايو 30, 2012 11:23 pm

 

 تفسير سورة البقرة [283-286]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد بحبكم في الله
صاحب الموقع



الدولة : مصر
تفسير سورة البقرة [283-286] C13e6510
ذكر
عدد المساهمات : 2471
تاريخ التسجيل : 12/03/2011

تفسير سورة البقرة [283-286] Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقرة [283-286]   تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15الجمعة أكتوبر 14, 2011 6:20 pm

تفسير قوله تعالى: (وإن كنتم على
سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة ...)
قال الله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosوَإِنْ
كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ
بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ
رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:283]. قوله تعالى: (وإن كنتم على سفر) يعني: إن كنتم
مسافرين وتداينتم إلى أجل مسمى، ولابد من ربط هذا الشرط بما قبله، يعني: إن كنتم
على سفر وتداينتم؛ لأن صدر هذه الآية مرتبط بالآية التي قبلها، وهي أطول آية في
القرآن: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosيَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
..
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:282]
فلابد من ربط هذه الآية بما قبلها يعني: إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى وكنتم على
سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة، يعني: الذي يستوثق به في هذه الحالة: رهان
مقبوضة يقبضها صاحب الحق وثيقة لدينه. وهذا الرهان إنما يكون إذا لم يأمن بعضكم
بعضاً بلا وثيقة، والدليل على هذا أنه سبحانه قال بعد ذلك مباشرة: (( فَإِنْ أَمِنَ
بَعْضُكُمْ بَعْضًا )) يعني: لحسن ظنه به واستغنى بالثقة فيه وبأمانته عن الوثيقة
(( فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ )) يعني: من باب: أدِ الأمانة إلى من
ائتمنك (فليؤد الذي اؤتمن) وهو الشخص المدين، وإنما عبر عنه بذلك ولم يقل: فليؤد
المدين الدين وإنما قال: (فليؤد الذي اؤتمن أمانته) لأن الرجل إذا وثق فيك وكان
بوسعه ألا يعطيك هذا المال إلا باستيثاق برهن أو غيره، فإنه يجب ألا تخيب ظنه وقد
أحسن الظن فيك. وكثيراً ما يحصل نزاع بين الناس بسبب هذا الأمر، ويشتكي كثير من
الناس من أن بعض الناس لا يؤدي الحقوق إذا حان أجلها، بل منهم من يجحد ويماطل!
فنذكر في هذا المقام عبارة عمر
بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه حينما قال: ما خان أمين قط، ولكن اؤتمن
غير أمين فخان. فإذا كان الشخص فعلاً متصفاً بصفة الأمانة فالأمين لا يمكن أبداً أن
يخون إلا أن يشاء الله، لكن الذي يحصل أنك تضع ثقتك في غير موضعها، ولكن اؤتمن غير
أمين فخان، فهذا هو الواقع الذي يحصل، فالله سبحانه وتعالى كما ترون قد أنزل أطول
آية في القرآن -وهي آية الدين السابقة- لأجل حفظ مال المسلم في جنيهات معدودة، فبين
كيف تحفظ له؛ ولذلك يعتبرون هذه الآية من آيات الرجاء، وهناك بحث لطيف يذكره بعض
العلماء وهو مبحث بعنوان: ما هي أرجى آية في القرآن؟ وفي المقابل أيضاً ما هي أخوف
آية في القرآن؟ فبعض العلماء ذهب إلى أن أرجى آية في القرآن لأهل المعاصي والكبائر
من الموحدين هي هذه الآية آية الدين، ووجه ذلك أن هذه الآية تبين كيف أن الله
سبحانه وتعالى يرعى ويحفظ ويشرع من التشريعات ما يضمن حق المسلم ويراعي شئونه حتى
في أشياء دقيقة، فأنزل أطول آية في القرآن لحفظ مال يسير من الدريهمات أو الجنيهات،
وإذا كان كذلك فلا شك أن عناية الله سبحانه وتعالى بعبده المؤمن في عرصات القيامة
وفي أهوالها يرجى أن تكون أعظم، وأن تكون رحمته أوسع، فهذا هو وجهها. بعض الناس
يستحيي في هذا المقام من كتابة الدين، وهذا غير صحيح؛ لأن الاستيثاق بالكتابة أو
بالإشهاد ليس معناه أنك تخونه أو أنك لم تثق به، لكن هذا يكون لاعتبارات كثيرة،
منها: أنك يمكن أن تموت أنت أو يموت هو وبالتالي ينتقل لورثته الحق، وورثته إذا
قالوا: أين ما يثبت أنه كان لك دين على الميت؟ فلا شك أن التوثيق يثبت الدين ويحسم
الخلاف ويضبط حقوق الناس. والأمر الآخر: أن بعض الناس قد ينسى، فبعض الناس يكون
حريصاً في قلبه على أن يوثق الدين، لكنه يستحي وهذا الاستحياء لا يسمى استحياء لكنه
عجز، وهو لا يدخل في الحياء المحمود وإنما هو عجز. ولذلك قال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: (ثلاثة
يدعون الله فلا يستجاب لهم - وذكر من هؤلاء الثلاثة- رجل أدان ديناً فلم يشهد
عليه
) أي: أقرض رجل رجلاً مالاً ولم يشهد عليه ولا كتبه، فلما جاء موعد
حلول أجل الدين وطالبه به جحده وقال: ما لك عندي شيء، فهنا إذا دعا صاحب المال على
هذا المدين المقترض لا يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاءه عليه؛ لأن الله سبحانه
وتعالى قد شرع من الأحكام ما يضمن له حقه، وهو الذي بمحض إرادته تخلى عنها وتنازل
عنها، أو هو الذي وضع ثقته في محل لا يستحقها، أي: ائتمن شخصاً وهو غير أمين.
فالشاهد من ذلك: أنه إذا دعا عليه لا يستجاب له، وكيف يدعو عليه وقد أنزل الله
سبحانه وتعالى هذه الآية الطويلة التي هي أطول آية في القرآن، ثم هو بمحض إرادته لم
يعمل بها، فليلم نفسه ولا يلم غيره؛ فهو الذي قصر. يقول تبارك وتعالى هنا: ((
فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا )) يعني: لحسن ظنه به واستغنى بالثقة والأمانة عن
أن يأخذ منه رهناً. (فليؤد الذي اؤتمن أمانته) المقصود به: المدين، وإنما عبر عنه
بذلك لأنه العنوان لتعينه طريقاً للإعلام؛ لأنه لا يوجد طريق للإعلام الحق سوى
الائتمان والثقة ولحمله على الأداء (أمانته) أي: دينه، وإنما سمي أمانة لائتمانه
عليه بترك الارتهان به. (وليتق الله ربه) يعني: في رعاية حقوق هذه الأمانة، وفي
الجمع بين عنوان الألوهية وصفة الربوبية من التحذير والتأكيد ما لا يخفى. (ولا
تكتموا) يعني: أيها الشهود! لا تكتموا الشهادة. (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) قال الزمخشري:
فإن قلت: هلا اقتصر على قوله: (فإنه آثم)، وما فائدة ذكر القلب، والجملة هي الآثمة
لا القلب وحده. يعني: الرجل هو الآثم وليس قلبه فقط. قال الزمخشري:
قلت: كتمان الشهادة هو أن يضمرها في قلبه، فلما كان إثماً مقترفاً بالقلب أسند إلى
القلب؛ لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التي يعمل بها أبلغ، ألا تراك تقول إذا أردت
التوكيد: هذا مما أبصرته عيني وسمعته أذني، ومما عرفه قلبي؛ ولأن القلب هو رئيس
الأعضاء، وهو المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، فكأنه
قيل: قد تمكن الاسم في أصل نفسه، وملك الاسم أشرف مكان فيه وهو قلبه، ولئلا يظن أن
كتمان الشهادة من الآثام المتعلقة باللسان فقط، ولكنه أيضاً متعلق بالقلب (ومن
يكتمها فإنه آثم قلبه). فاللسان عبارة عن ترجمان عما في القلب؛ ولأن أفعال القلوب
أعظم من أفعال سائر الجوارح. (وإن كنتم على سفر) يعني: إن كنتم مسافرين وتداينتم
بدين إلى أجل مسمى (ولم تجدوا كاتباً فرهان) وفي القراءة الأخرى (فرهُنُ) وكلاهما
جمع رهن (مقبوضة) مقبوضة أي: تستوثقون بها، وهذا القيد الذي جاء في هذا الحكم معلق
بقيدين (إن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً) فالقيد الأول: أن يكونوا في السفر،
والقيد الثاني: عند افتقاد الكتَّاب، لكن بينت السنة جواز الرهن في الحضر، وجواز
الرهن مع وجود الكاتب، حتى لو وجدنا كاتباً وأمن بعضنا بعضاً ولم نكتب فلا حرج في
ذلك. والدليل على ذلك ما رواه البخاري
في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة
رضي الله تعالى عنها (أن
النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل ورهنه درعاً من
حديد
) فهذا كان في الإقامة ولم يكن في السفر، وهم كانوا في المدينة،
وسيجدون كاتباً، لكنه مع ذلك لم يكتب. فالتقييد بما ذكر من السفر ووجود الكتاب؛ لأن
التوثيق فيه أشد؛ فالتوثيق في حالة السفر يحتاج الإنسان إليه أكثر من حالة الحضر.
وأفاد قوله تعالى: (فرهان مقبوضة) اشتراط القبض في الرهن يعني: أنه لابد من قبض
الشيء المرهون، وأن يحوزه الشخص المرتهن. وأفاد قوله: (مقبوضة) اشتراط القبض في
الرهن والاكتفاء به من المرتهن. (فإن أمن بعضكم بعضاً) أي: أمن الدائن المدين على
حقه فلم يرتهن (فليؤد الذي اؤتمن) أي: المدين (أمانته) دينه (وليتق الله ربه) في
أدائه (ولا تكتموا الشهادة) إذا دعيتم لإقامتها (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) خص
بالذكر لأنه محل الشهادة، ولأنه إذا أثم تبعه غيره فيعاقب عليه معاقبة الآثمين
تفسير قوله تعالى: (آمن الرسول بما
أنزل إليه من ربه والمؤمنون)
قال الله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosآمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ
رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
الْمَصِيرُ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:285]. قوله: (لا نفرق بين أحد من رسله) يعني: يقولون: لا نفرق بين
أحد من رسله، فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعل اليهود والنصارى، ومعنى التفريق هنا هو
في الإيمان، وليس معناه عدم المفاضلة بين الأنبياء؛ لأن الله سبحانه وتعالى فضل
الأنبياء بعضهم على بعض؛ لأن بعض الناس يتوهم أن الاعتقاد في أفضلية نبينا صلى الله
عليه وسلم على سائر الأنبياء هو من التفريق بين الرسل!! ليس هذا هو المقصود، وإنما
(لا نفرق بين أحد من رسله) يعني: في الإيمان، بل نؤمن بجميع الرسل. وقوله: (وقالوا
سمعنا) يعني: سمعنا ما أمرنا به سماع قبول. (وأطعنا غفرانك ربنا) يعني: نسألك
غفرانك ربنا. (وإليك المصير) أي: المرجع للبعث. ولما نزلت الآية التي قبلها شكا
المؤمنون من الوسوسة، وشق عليهم المحاسبة بها، والآية التي قبلها هي قوله تعالى:
تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosلِلَّهِ
مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ
تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:284] إلى آخر الآية فلما نزلت شكا المؤمنون من الوسوسة؛
لأن الوسوسة مما يشق عليهم أن يحاسبوا بها، والخواطر التي ترد على القلب ليس في
طاقتهم أن يدفعوها، فأنزل الله: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosلا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:286].
تفسير قوله تعالى: (لا يكلف الله
نفساً إلا وسعها...)
قال الله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosلا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا
اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا
وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ
لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
الْكَافِرِينَ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:286]. قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosلا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:286] وهذا كلام مستأنف من الله سبحانه
وتعالى أي: اطمئنوا فإن الله لن يكلفكم إلا ما في طاقتكم، ولن يحاسبكم على هذه
الوساوس والخواطر ما لم تتكلموا أو تعملوا بها. ويحتمل أن تكون هذه العبارة من باقي
ذكر المؤمنين ودعائهم. وقوله: (وسعها) يعني: ما تسعه قدرتها. (لها ما كسبت) يعني:
من الخير، والمقصود ثوابه. (وعليها ما اكتسبت) أي: من الشر، فلا يؤخذ أحد بذنب أحد
ولا بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه. (ربنا لا تؤاخذنا) يعني: وقالوا: (ربنا لا
تؤاخذنا) أي: بالعقاب، (إن نسينا أو أخطأنا) يعني: تركنا الصواب لا عن عمد، كما
أخذت به من قبلنا، وقد رفع الله سبحانه وتعالى ذلك عن هذه الأمة كما ورد في الحديث
الصحيح: (إن
الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
) فسؤالهم
اعتراف منهم بنعمة الله سبحانه وتعالى، وقد رفع عنهم الخطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه. ولأن من خصال هذه الأمة رفع الآصار ورفع المشقة وإعذار الأمة بهذه الأعذار،
كالإكراه والجهل والنسيان وغير ذلك، فمن خصائص هذه الأمة العذر بالإكراه، فهذه من
الآصار التي كانت على من قبلنا، فمثلاً إذا تأملنا حكاية الله سبحانه وتعالى عن
أصحاب الكهف، أنهم قالوا: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosإِنَّهُمْ
إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[الكهف:20] ثم ذكروا احتمالين فقط تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosيَرْجُمُوكُمْ
أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا

تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[الكهف:20] يعني ما كان
لهم عذر في أن يعودوا في ملتهم، بل كان يجب عليهم أن يثبتوا على الدين، فإما أن
يرجموا وهم ثابتون عليه، وإما أن يعودوا كفاراً، فلم يكن لهم سعة في الاعتذار
بالإكراه؛ وإنما هذا من خصائص هذه الأمة. (ربنا ولا تحمل علينا إصراً) يعني: أمراً
يثقل علينا حمله. (كما حملته على الذين من قبلنا) يعني: بني إسرائيل، وإذا تتبعنا
شرائع التوراة وجدنا من ذلك شيئاً عظيماً جداً، ففي التوراة كثير من الآصار
والأغلال التي بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم برفعها، فالشرائع السابقة كانت
تأتي خاصة لكل أمة تعالج العوج الذي في أخلاقها وفي قلوبها، وكانت بنو إسرائيل من
أكبر الأمم عوجاً وعتواً وعناداً، فكما أنهم لما عاشوا تحت القهر بسبب فرعون وملائه
أذلوهم واستعبدوهم وآذوهم واضطهدوهم؛ فمشوا على الخنوع والمذلة، فمن أجل ذلك عوقبوا
بالتيه في الأرض حتى ينشأ جيل جديد يتحرر من آثار هذا الذل الذي عاشوا عليه من قبل،
كذلك العوج الذي في أخلاق وطباع اليهود -لعنهم الله- أدى إلى أن الله سبحانه وتعالى
كان يشرع لهم كثيراً من الآصار والأغلال عقوبة لهم، وكان يتم التشديد عليهم بسبب
تنطعهم وعنادهم وعتوهم، وخبث طباعهم ولؤمهم، كما قال تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosفَبِظُلْمٍ
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[النساء:160] بكذا .. وبكذا، هذه كلها باء
السببية أي: بسبب كل هذا الإجرام من اليهود -عليهم لعائن الله- حرم الله عليهم
الطيبات، وانظر في قصة البقرة، أمروا أن يذبحوا أي بقرة عندما قال لهم موسى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosإِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:67] لكن لما شددوا شدد الله سبحانه
وتعالى عليهم، فإذا تتبعنا هذه الأحكام سنجد كيف أن الله سبحانه وتعالى أرسل نبيه
صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أجمعين، ورحمة لليهود، لكنهم أبوا وبقوا في هذه
الآصار والأغلال كما سنبين إن شاء الله. فكان من هذه الآصار أن التوبة تكون بقتل
النفس، فإذا أرادوا أن يتوبوا يقتل بعضهم بعضاً، كما قال الله: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosفَاقْتُلُوا
أَنفُسَكُمْ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:54] وكذلك في الزكاة كان الواحد منهم يخرج ربع المال في الزكاة،
وكذلك كان الواحد منهم إذا تنجس ثوبه فإنه يقطع ويقرض موضع النجاسة من الثوب، وغير
ذلك من الأحكام الشديدة. ولهذا فإن هذا اعتراف بنعمة الله سبحانه وتعالى تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosرَبَّنَا
وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِنَا
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:286] أي: الذين عاقبتهم بهذه التشريعات، وقد فعل الله سبحانه
وتعالى ذلك فخفف عن هذه الأمة، وهذا الباب واسع جداً، ولضيق الوقت لا نستطيع أن
نفصل فيه القول، فهذه الشريعة تميزت برفع الحرج ورفع الآثار ورفع الأغلال،
وبالسماحة وباليسر حتى قال صلى الله عليه وسلم: (بعثت
بالحنيفية السمحة
). (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) المقصود بقوله:
(لا طاقة) يعني: لا قوة لنا به من التكاليف والبلاء. (واعف عنا) أي: امح ذنوبنا.
(واغفر لنا وارحمنا) الرحمة فيها الزيادة على المغفرة. (أنت مولانا) أي: سيدنا
ومتولي أمورنا. (فانصرنا على القوم الكافرين) يعني: بإقامة الحجة والغلبة في
قتالهم، فإن من شأن المولى أن ينصر مواليه على الأعداء، وفي الحديث (لما
نزلت هذه الآية فقرأها صلى الله عليه وسلم قيل له عقب كل كلمة: قد فعلت
)
أي: رحمة من الله سبحانه وتعالى، وأي شرف أن ننتسب إلى هذه الأمة المرحومة! فتأمل
إذا قرأت هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى يجيبك ويقول لك بعد كل دعاء: قد فعلت، قد
فعلت، قد فعلت! وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أيتها الأمة
تنبيهات تتعلق بالآيات الآخيرة من سورة البقرة


هناك بعض
التنبيهات تتعلق بهذه الآيات الأخيرة: قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosآمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ
رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
الْمَصِيرُ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:285] قال
الزجاج:
لما ذكر الله عز وجل في هذه السورة فرض الصلاة والزكاة والصيام والحج والطلاق
والحيض والإيلاء والجهاد وقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والربا والدين ختمها
بقوله: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosآمَنَ
الرَّسُولُ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:285] آمن
الرسول بتعظيمه وتصديق نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بجميع ذلك المذكور قبله
وغيره، فكأن هذا تأكيد لكل ما مضى من الأحكام في هذه السورة العظيمة، أي أن موقف
المؤمنين من جميع ما تقدم من هذه الأحكام وهي مئات الأحكام في سورة البقرة كان هو
الإيمان والتسليم: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosآمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:285] فصدقه عليه الصلاة
والسلام بما أنزل إليه وتخلق به حتى صار خلقه القرآن صلى الله عليه وآله وسلم. تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosلا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا
اكْتَسَبَتْ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:286]
قال الزمخشري
: لما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي مجبولة عليه وأمارة به، كما قال عليه الصلاة
والسلام: (حفت
النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره
) فالشهوات النفس مجبولة عليها
ووراءها النار، والجنة تحتاج إلى مجاهدة، فأسهل شيء على الإنسان أن يدخل النار؛ لأن
النفس تعينه على فعل المعاصي والكبائر بل والكفر الذي يئول به إلى النار؛ ولذلك
تحتاج النجاة من النار إلى مجاهدة، بخلاف الذي يريد أن يدخل النار فهذا سهل عليه؛
لأن الشهوات تجذبه كما يجذب الضوء الفراش الأحمق، ونفسه وهواه وشيطانه تسول له
وتجذبه إلى هذه الشهوات، فلما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وهي أمارة
به كانت في تحصيله أعمل وأجد فجعلت بذلك مكتسبة فيه، فلهذا قال: (وعليها ما اكتسبت)
ولم يقل: (ما كسبت)، ففي الخير قال: (ما كسبت) وفي الشر قال: (اكتسبت)، ومعروف أن
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، فقال هنا في الشر: (اكتسبت)؛ لأنها تنجذب إلى
هذا الشر وتحصله بالاجتهاد. ولما لم تكن في باب الخير كذلك لفتورها في تحصيله وصفت
بما لا دلالة له على الاعتماد والتصرف فقال: (لها ما كسبت).
أمثلة من آصار اليهود




قوله تبارك
وتعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosرَبَّنَا
وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِنَا
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:286] هو
ما كلفه بنو إسرائيل مما يهد الأركان، وقد ذكر القاسمي
رحمه الله تعالى هنا حوالى خمس صفحات وهي تؤكد ما وصف به هذا التفسير (محاسن
التأويل) من أنه أحياناً ينساق وراء الإسرائيليات، لكن له عذر في بعض المواضع، فإنه
أراد أن يأتي بأمثلة حية من التوراة التي بين يدي القوم على هذه الآثار والأغلال
التي عاقبهم الله سبحانه وتعالى بها. فمثلاً: من ضرب أباه وأمه يقتل قتلاً! ومن سرق
إنساناً وباعه أو وجد في يده يقتل قتلاً! ومن شتم أباه وأمه يقتل قتلاً. وإذا مات
إنسان في خيمة -مثلاً- فكل من دخل الخيمة وكل من كان في الخيمة يكون نجساً سبعة
أيام! وكل إناء مفتوح ليس عليه سداد بعصابة فإنه نجس! وكل ماء مكشوف لم يسد ويربط
على فمه فهو نجس!! وهناك أشياء كثيرة جداً بهذا المعنى، مثل إيجاب القتل في القصاص
يعني لا تقبل دية من القاتل المذنب بل إنه يقتل! وإذا كان لرجل ابن معاند ومارد ولا
يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه ويؤدبانه فلا يسمع لهما فإن أباه وأمه يمسكانه ويأتيان
به إلى شيوخ مدينتهم ويقولون لهم: ابننا هذا معاند ومارد ولا يسمع لقولنا وهو مسرف
وسكير؛ فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى
يموت!
معنى قوله تعالى: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر
لنا...)

قوله تعالى:
(ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) أي: من بليات الدنيا والآخرة، فالدعاء الأول
(ربنا ولا تحمل علينا إصراً) هذا طلب رفع شدائد التكليف، أما قوله: (ربنا ولا
تحملنا مالا طاقة لنا به) فهذا فيه رفع شدائد البليات. (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) فإن من حق المولى أن ينصر عبده وأن يتولى
أمره على أعدائه، وفيه إشارة إلى أن إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله تعالى
حسبما مر في تضاعيف السورة الكريمة هي غاية مطلبهم. ثم تختم هذه السورة الطويلة
بقوله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosأَنْتَ
مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos وذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، وهو
لتمكين كل الدين، فأقصى غاية عند المؤمنين والمسلمين الصادقين إعلاء كلمة الله
والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى. يقول الرفاعي
فتضمن ذلك وجوب قتال الكافرين وأنهم أعدى الأعداء، وأن قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [283-286] SQoosلا
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ
تفسير سورة البقرة [283-286] EQoos[البقرة:256] ليس ناهياً عن قتال المشركين وأعداء الدين، وإنما هو إشارة
إلى أن الدين صار في الوضوح إلى حد لا يتصور فيه إكراه، بل ينبغي لكل عاقل أن يدخل
فيه بغاية الرغبة دون الإحواج إلى القتال، فمن نصح نفسه دخل فيه بما دل عليه عقله،
ومن أبى دخل فيه قهراً بنصيحة الله التي هي الضرب بالحسام وماطر
السهام.
فضل الآيتين من آخر سورة البقرة
روى البخاري
والجماعة عن أبي
مسعود
رضي الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من
قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
) قيل: كفتاه من كل سوء،
وقيل: كفتاه عن قيام الليل، يعني: أنه يؤجر كأنه قام هذه الليلة كلها، فهذه من
الأذكار الليلية، وتقال في أي وقت من الليل، ويفضل أن الإنسان إذا خشي أنه لا يأتي
بهما أن يأتي بهما في أول الليل حتى لا يفوته هذا الثواب العظيم. وروى الإمام أحمد
عن أبي
ذر
رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت
خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش لم يعطهن أحد قبلي
). وأخرج
مسلم
عن ابن
مسعود
رضي الله عنه قال: (لما
أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء
السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من
فوقها فيقبض منها قال: (( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ))[النجم:16] قال:
فراش من ذهب، قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس،
وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً إلا
المقحمات
) يعني: الكبائر. وعن ابن
عباس
رضي الله تعالى عنهما -وهذا في مسلم-
قال: (بينما
جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا
باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى
الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لما يؤتهما نبي قبلك
فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفاً منهما إلا أعطيته
) فلا
يسمع بمثل هذا الثواب ويزهد فيه إلا إنسان خاسر!! وأخرج الترمذي
و النسائي
و الدارمي
و الحاكم
وصححه عن النعمان
بن بشير
رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن
الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما
سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان
). فهذه الرحلة
الطويلة التي يقطعها الإنسان إذا قرأ سورة البقرة؛ كأن الله سبحانه وتعالى جعل
نهاية هذه السورة العظيمة المباركة هدية للمؤمنين ومكافئة للمؤمنين إذا ختموا هذه
السورة الكريمة؛ فلذلك كان الحسن
البصري
رحمه الله تعالى -كما أخرج عبد
بن حميد
في مسنده- إذا قرأ آخر البقرة يقطعها ويقول: يا لك نعمة! يا لك
نعمة! إذاً: أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بهذه السورة العظيمة، وبالذات خواتيمها،
ولها من الفضل ما ذكرناه.
فضل سورة البقرة






رويت في فضل
سورة البقرة أحاديث كثيرة منها ما أخرجه مسلم
و الترمذي
من حديث النواس
بن سمعان
رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى
بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل
عمران
). وعن بريدة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا
سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة
) أي
السحرة. وقال صلى الله عليه وسلم: (تعلموا
البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان
أو كأنهما فرقان من طير صواف تجادلان عن صاحبهما
) أي: تأتي هاتان
السورتان تجادلان عن الإنسان الذي يكون قد استحق العذاب فتأتي هذه السورة تحامي
عنه، فنعم المحامي ونعم المدافع!! تجادلان عن صاحبيهما وتشفعان له. وأخرج أحمد
و مسلم
و الترمذي
عن أبي
هريرة
رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا
تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت التي قرأ فيه سورة
البقرة
)، ولفظ الترمذي
: (وإن
البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان
). وينبغي أن نكف عن
هذه الظاهرة الشائعة الآن، وهي أن بعض الناس يظن أنه يرضي ضميره بأن يشغل التسجيل
والشرائط لسورة البقرة في البيت!! فهل التسجيل الذي يثاب أم أنت الذي تثاب؟! أما
وجدت سبيلاً إلى القراءة بلسانك وبقلبك؟! فينبغي أن تقرأ أنت، أما هذا التسجيل فهو
حديد، وأنت الذي تطالب بقراءة سورة البقرة، وهذا من الاستهتار الذي يدخل في
العبادات، فهو لا يقرأ ويظن أنها تقرأ سورة البقرة في البيت عن طريق التسجيل، صحيح
أنه من الممكن أن يكون ذلك عند العجز كرجل أو امرأة عجوز لا يستطيع أن يقرأ أو أمي
أو إنسان له أي عذر من الأعذار، لكن لا ينبغي أن تكون القاعدة أن ينوب عنا التسجيل،
بحيث إن الإنسان يظن أنه يثاب إذا قرأ سورة البقرة بحديد أنطقه الله سبحانه وتعالى
من معدن أو جماد!! فأنت المتعبد بالتلاوة، فينبغي ألا يزحف التكاسل في حياتنا إلى
حد أن نقيم هذه الجمادات التي لا تعقل مقام عقولنا وقلوبنا وأسماعنا وأبصارنا.
وأخرج سعيد
بن منصور
و الترمذي
و الحاكم
عن أبي
هريرة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل
شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن: آية
الكرسي
).


خاتمة تفسير القاسمي لسورة البقرة
القاسمي
رحمه الله تعالى ختم تفسير سورة البقرة باقتباس جميل جداً هو في الحقيقة في غاية
الروعة، وما أشد مناسبته لختام سورة البقرة؛ لأنه جمع فيه الفضائل العظيمة جداً في
القرآن، يقول رحمه الله تعالى: تأمل خطاب القرآن تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد،
كله يثيب ويعاقب ويكرم ويهين ويخلق ويرزق ويحيي ويميت ويقدر ويقضي، ويدبر الأمور
النازلة من عنده دقيقها وجليلها والصاعدة إليه، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا تسقط
ورقة إلا بعلمه. فتأمل كيف تجده يثني على نفسه، ويمجد نفسه، ويحمد نفسه، وينصح
عباده، ويدلهم على ما فيه سعادتهم وصلاحهم ويرغبهم فيه، ويحذرهم مما فيه هلاكهم،
ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه، يذكرهم بنعمه عليهم،
ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها، ويحذرهم من نقمه، ويذكرهم ما أعد لهم من الكرامة
إن أطاعوه، وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه، ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه،
وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء، ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوقاتهم،
ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم. ويضرب الأمثال، وينوع الأدلة والبراهين،
ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة، ويصدق الصادق، ويكذب الكاذب، ويقول الحق، ويهدي
السبيل، ويدعو إلى دار السلام، ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها، ويحذر من دار البوار،
ويذكر عذابها وقبحها وآلامها. ويذكِّر عباده بفقرهم إليه، وشدة حاجتهم إليه من كل
وجه، وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين، ويذكر لهم غناءه عن جميع الموجودات، وأنه
الغني بنفسه عن كل ما سواه، وكل ما سواه فقير إليه، وأنه لا ينال أحد ذرة من الخير
فما فوقها إلا بفضله ورحمته، ولا ذرة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته. وتشهد من
خطابه عتابه لأحبابه بألطف عتاب، وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم، وغافر زلاتهم، ومقيم
أعذارهم، ومذهب فسادهم، والدافع عنهم، والحامي لهم، والناصر لهم، والكفيل لمصالحهم،
والمنجي لهم من كل كرب، والموفي لهم بوعده، وأنه وليهم الذي لا ولي لهم سواه، فهو
مولاهم الحق وناصرهم على عدوهم، فنعم المولى ونعم النصير. وإذا علمت القلوب من
القرآن أن الله جواد رحيم جليل، هذا شأنه؛ فكيف لا تحبه، وتتنافس في القرب منه،
وتنفق أنفاسها في التودد إليه، ويكون أحب إليها من كل ما سواه، ورضاه آثر عندها من
رضا كل من سواه؟! وكيف لا تلهج بذكره وتصير حبه والشوق إليه والأنس به هو رضاؤها
وقوتها ودواؤها، بحيث إن فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها؟! اللهم اجعل
القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء حزننا، وأعنا على إكمال ما قصدناه بفضلك يا
أرحم الراحمين!







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raby.own0.com
ملكة بنقابى
المراقب العام
المراقب العام
ملكة بنقابى


وسام شعلة المنتدى
الدولة : مصر
تفسير سورة البقرة [283-286] C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 1260
تاريخ التسجيل : 02/08/2011
الموقع : https://raby.own0.com/profile?mode=editprofile
المزاج المزاج : رب لك الحمد فى السراء والضراء
تعاليق : ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وتب علينا

تفسير سورة البقرة [283-286] Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة [283-286]   تفسير سورة البقرة [283-286] I_icon15الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 3:38 pm

تفسير سورة البقرة [283-286] Images?q=tbn:ANd9GcRX968UF1aWO0OdS_bqFHUu6dYVqxP52D6uWcOYy8kmvt29a5wBwhwExQ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة البقرة [283-286]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ملتقى الاحبة في الله_…ـ-*™£آ منتديات القرآن الكريم£™*-ـ…_ :: ۞{ملتقى القرآن وعلومه}۞ :: ۞{ملتقى تفسير القرآن}۞-
انتقل الى: