أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الاحبة في الله (اسلامي ..اجتماعي .. ثقافي)
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الحمـــــد لله الواحد الاحد الكريم الوهاب الرحيم التواب غافر الذنب وقابل التوب و الصلاة و السلام على رسول الله & أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا وإياكم في هذه الحياة على الإيمان والذكر والقرآن &وأ سأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في ملتقي ألأحبة في الله علي ذكره أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته &اللهم لا تعذب جمعا التقى فيك ولك & أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن قال الله فيهم {الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب} & { وأتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين }
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» بريد القلوب ..مساحة للجميع ..
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 3:01 am

» اُمنية من القلب .
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:58 am

» للصباح حكاية
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:56 am

» عطش البحر فارتوى من دموع الأيام
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:54 am

» صباحكم .مساؤكم خيراخوتي الاعضاء ؟؟؟
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:43 am

» قطوف من بستان الحكمة.
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:43 am

» أفشوا السلام علي المتواجدون بالملتقي
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:36 am

» في سوق القلوب
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:53 am

» ابتسامات من التاريخ
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:28 am

» حين يمتلئ قلبك بالدفء
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:23 am

» سَــجل حُضُــورَك بِمعلــومة طِــبية
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:21 am

» جايين بعد يوم صيام شاق وتعب طمعانين في رحمتك ومغفرتك يارب
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:19 am

» ۞ حـــرّك قلبـــك ۞
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» وحدوا الله يا عباد الله
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» كم مرة استغفرت ربك اليوم؟؟؟
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:13 am

» هل صليتم علي حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» ادعوا لكل اسرة منتدانا الحبيب وجميع المسلمين
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» مطلب اصحاب الكهف وهم في شدة البلاء
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير السبت مايو 01, 2021 8:01 pm

» حذاري أن تمل من الصبر
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الخميس أبريل 29, 2021 9:48 pm

» حديقة ملتقى الآحبة في الله الاسلامية
تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أبريل 12, 2021 9:39 pm


أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 129 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 129 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 293 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 am

 

 تفسير سورة البقرة [8-20]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وليد بحبكم في الله
صاحب الموقع



الدولة : مصر
تفسير سورة البقرة [8-20] C13e6510
ذكر
عدد المساهمات : 2471
تاريخ التسجيل : 12/03/2011

تفسير سورة البقرة [8-20] Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقرة [8-20]   تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15الأربعاء سبتمبر 07, 2011 9:14 pm




تفسير قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

يقول الله تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:8].
الناس هنا المقصود بهم المنافقون، وكلمة الناس أصلها: أناس، لكن حذفت
الهمزة تخفيفاً، وإذا دخلت (أل) على كلمة أناس فإنه يلزم أن تحذف هذه
الهمزة، فلا يقال: الأناس، ولكن يقال: الناس، فحذف الهمزة مع لام التعريف
كاللازم. وسموا ناساً لظهورهم، ولأنهم من المخلوقات التي يؤنس بها؛ بعكس
الجن، فإنهم سموا جناً لاجتنانهم واختفائهم، ومادة (جن) تأتي في كل ما
خفي، يقول عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosفَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الأنعام:76]،
والجنين في بطن أمه مستتر، والمجنون هو من غاب عقله واستتر؛ والجنة غائبة
عنا لا ترى الآن.
إذاً الجن سموا بالجن لاجتنانهم، والإنس سموا إنساً؛ لأنهم يؤنسون
ويشاهدون.
وقيل: سموا إنساً من الأُنس، وهو ضد الوحشة، والقول الأول أولى.
قوله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ )) يعني: يوم القيامة؛ لأنه آخر الأيام.
قوله: (( وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )) جمع المؤمنين مراعاة لمعنى كلمة
(مَنْ) في قوله: (ومن الناس من يقول) وأفرد الفعل (يقول) مراعاة للفظ
(من).
......


تفسير قوله تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

قال الله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosيُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:9].
(المخادعة) بوزن المفاعلة، وهي استعمال الخدع من الجانبين، وهذه المخادعة هي إظهار الخير واستبطان الشر.
ومخادعة المنافقين لله سبحانه وتعالى هي مخادعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لقوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosمَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[النساء:80].
وهذه المخادعة تتمثل في أنهم يظهرون الإيمان والمحبة، ويبطنون الكفر
والعداوة، من أجل إجراء أحكام الإسلام عليهم، وحقن دمائهم وتحصين أموالهم
وغير ذلك، لكن عاقبتهم وخيمة، فقد فضحهم الله في الدنيا بالوحي؛ وفي
الآخرة يكونون في الدرك الأسفل من النار.
والفرق بين خداع المنافقين وبين خداع الله سبحانه وتعالى والمؤمنين لهم أن
خداع المنافقين لا ينجح ولا يكون له مفعول ولا أثر إلا على أنفسهم، فيعود
وبال هذا الخداع على أنفسهم بإهلاكها وإشقائها، أما خداع الله سبحانه
وتعالى فإنه يؤثر فيهم أبلغ التأثير، كما قال تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[آل عمران:54].
يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosيُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:9] بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر؛ ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية.
فالمنافقون يظهرون الإسلام ليدفعوا أحكام الكفر عنهم، كالقتل والأسر وضرب الجزية عليهم.
قوله: (( وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ )) وفي القراءة الأخرى: (وما يخادعون إلا أَنْفُسَهُمْ) يقول السيوطي : لأن وبال خداعهم راجع إليهم، فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه، ويعاقبون في الآخرة.
قوله: (وما يشعرون) يعني: وما يعلمون خداعهم لأنفسهم، والمخادعة هنا من واحد.
فالإمام السيوطي
يرجح أن المخادعة هنا ليست مفاعلة تقتضي خداعاً من الجانبين، وإنما هي من
جانب واحد كقولك: عاقبت اللص، فهل المعاقبة هنا من الطرفين؟ لا، فهذه
الصيغة تقتضي وقوع المعاقبة من طرف واحد.
ثم يقول: وذكر الله فيها تحسين، وفي قراءة: (وما يخادعون).
وهنا قاعدة لا بد أن نستصحبها: فحينما يعبر الإمامان الجلالان عن القراءة،
فإذا قال أحدهما: (في قراءة)، فهذه العبارة يشير بها كل من الجلالين إلى
أن القراءة سبعية أو من القراءات العشر، أما القراءة الشاذة، فيوهنان
الإشارة إليها بقولهما: (قُرئ) بصيغة المجهول. فتكون إشارة إلى أن هذه
قراءة شاذة؛ ولذلك أضاف القاضي كنعان في هذه الطبعة بعد كلمة (قرئ) كلمة: شذوذاً؛ حتى لا ينسى القارئ هذا المعنى.
.....


تفسير قوله تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ...)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:10].
المرض هو: السقم، وسبب هذا المرض ضعف يقينهم وضعف دينهم، وكما توصف قلوب
المنافقين بالمرض والسقم، توصف قلوب المؤمنين بالسلامة، كما قال تبارك
وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosيَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الشعراء:88-89].
أو المقصود من قوله: (في قلوبهم مرض) مرض الشك ومرض التردد؛ لأن المنافق متردد، كما قال تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosمُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[النساء:143]، وفي صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام واصفاً المنافقين: (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين: تَعِير إلى هذا مرة، وإلى هذا مرة
والعائرة هي: المترددة. فالمرض هنا المراد به التردد، فهم لا يعرفون
اليقين ولا الجزم، فمرض قلوبهم هو: التردد والشك؛ لأن سمة المنافق التردد؛
ولأن المريض متردد بين الحياة والموت. قوله: (( فَزَادَهُمُ اللَّهُ
مَرَضًا )) يعني: فزادهم مرضاً آخر من حقد وحسد وغل بإعلاء كلمة دينه
ونصرة رسوله والمؤمنين، فبالتالي ازداد المرض الذي في قلوبهم. ......

الفرق بين عذاب الكافرين وعذاب المنافقين


تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

قوله: (ولهم عذاب أليم) أي: مؤلم موجع، يبلغ إيجاعه غاية البلوغ. ومنه
يعلم إيثار كلمة (أليم) في عذاب المنافقين على (عظيم) المتقدم في عذاب
الكافرين، فإن الله سبحانه وتعالى قال قبل ذلك عن الكافرين: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosخَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:7]
أما المنافقون فلأنهم في الدرك الأسفل من النار، ولأنهم أسوأ حالاً من
الكافرين، عبر عن عذابهم بالأليم، لأنه بالغ في الإيلام الغاية العظمى!!


الكذب من الأسباب الموجبة للعذاب


تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

قوله: (( بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) هذه الباء إما للسببية، أو
للمقابلة، يعني: إما أن المعنى: (( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) بسبب
كذبهم، وهو قولهم: (آمنا بالله وباليوم الآخر) وهم غير مؤمنين.
أو (( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) أي: في
مقابلة كذبهم حين قالوا: (آمنا بالله وباليوم الآخر). وفي هذه الآية تقبيح
للكذب وتنفير منه.
قوله: (( بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) إشارة إلى أن السبب في عذابهم
واستحقاقهم هذا الوعيد هو أنهم كانوا يكذبون، ومعلوم أن الكذب أحد الأسباب
الموجبة لتعذيبهم، أما الأسباب الأخرى فهي كثيرة ومعروفة كما سيتضح في هذه
الآيات، لكن قد يعبر الله سبحانه وتعالى عن إهلاك الكافرين أحياناً ببعض
الذنوب؛ تنفيراً منها وتغليظاً في حق فاعليها واستعظاماً لها وتنفيراً عن
ارتكابها، كما قال تبارك وتعالى في شأن قوم نوح عليه السلام: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosمِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[نوح:25]،
وقوم نوح كانوا كفرة، فإهلاكهم إنما كان بسبب كفرهم بجانب المعاصي،
فتعظيماً لشأن الخطايا التي تدنسوا بها جعل السبب في تعذيبهم هو الخطيئات؛
استعظاماً لها وتنفيراً عنها فقال: (مما خطيئاتهم أغرقوا) وقال: هنا:
(ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
إذاً: معنى قوله: (( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ )) أي: شك ونفاق أمرض قلوبهم
وجعل اليقين فيها ضعيفاً.
قوله: (فزادهم الله مرضاً) أي: بما أنزله من القرآن لكفرهم به؛ لأنه لا
يجالس أحد القرآن إلا قام منه بزيادة أو نقصان، أما المؤمن فيزيد إيمانه،
وأما الكافر فيزداد رجساً إلى رجسه، كما يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَإِذَا
مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ
هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[التوبة:124] إلى آخر الآيات، كذلك يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الإسراء:82].
قوله:
(( بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) وفي قراءة أخرى: (بما كانوا يكذّبون)
بالتشديد، أي: بما كانوا يكذبون نبي الله عليه الصلاة والسلام، وبالتخفيف
بما كانوا يكذبون في قولهم: (( آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ
)).

تفسير قوله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

قال تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:11]،
هذه بداية نهيهم عن المنكر، ثم ثنى بعد ذلك بأمرهم بالمعروف؛ كي تتم
النصيحة، ففي هذه الآية قال: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي
الأَرْضِ )) فهذا نهي عن المنكر، وفي الآية الثانية قال: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:13]
وهذا أمر بالمعروف.
وهنا شَرَعَ تبارك وتعالى في تعديد بعض مساوئهم المتفرعة والنابعة عن
نفاقهم وكفرهم، فقال: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
)) والفساد في الأرض مثل: تهييج الحروب وإثارة الفتن، كما قال عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:205]
ومعنى إفساد المنافقين في الأرض: أنهم يمالئون الكفار على المسلمين،
ويفشون أسرار المسلمين للكفار، ويغرون الكفار بقتال المسلمين، ويجرئونهم
على نصب الحرب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ لطمعهم في الغلبة
عليهم.
قوله: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ )) يعني: بما
تفعلونه من تهييج الحروب وتأليب الكافرين على المؤمنين.
(( قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) يعني: هم تصوروا إفسادهم في
صورة الإصلاح؛ لأن في قلوبهم مرضاً.
وإذا مرض قلب الإنسان تنقلب عنده القيم وتنعكس عنده الموازيين، مثل
المنافقين رأوا فسادهم إصلاحاً، وزين لهم هذا الإفساد فحسبوه إصلاحاً، ((
قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) كقوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[فاطر:8] فهذا تزيين، وكما قال تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الكهف:104].
قال بعض المفسرين: قوله: (( إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) يعني: بين المؤمنين وأهل الكتاب، وقوله تعالى عنهم: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosإِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[النساء:62] أي: نحن مصلحون بين المؤمنين وبين أهل الكتاب، فنحن نداري الفريقين ونريد الإصلاح بينهما. ......
تفسير قوله تعالى: (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:12] يعني: لا يشعرون بكونهم مفسدين، وهذه الآيات عند عامة المفسرين في المنافقين؛ وزعم بعض المشايخ المعاصرين وهو أبو الفيض الغماري
في كتاب له يتحدث عن إخبار النبي عليه الصلاة والسلام ببعض الأمور
الغيبية، أن هذه الآيات ليس المراد بها المنافقين الأوائل، وإنما المراد
بها أهل هذا العصر من المنافقين أو العلمانيين الذين يصورون أعمالهم في
الأرض بصورة الإصلاح. وذكر من وجوه كثيرة انطباق هذه الصفات كلها عليهم،
خاصة أنهم مولعون باستعمال عبارة الإصلاح الديني، وإذا مدحوا واحداً سموه
مصلحاً، واليوم يسمونه مفكراً إسلامياً مستنيراً.
وقد أفاض في ذلك فلا نطيل بذكر التفاصيل، ويُكتفى بهذه الإشارة، أما مصطلح
الإصلاح الديني فتعبير خبيث لا يجوز أبداً أن يطلق، فالذي يحتاج إلى إصلاح
هو واقع الناس، أما دين الله فلا يحتاج إلى إصلاح، الإصلاح إنما يكون لما
يطرأ عليه فساد، أما الدين فهو وضع إلهي سائغ لذوي العقول السليمة؛ لما
فيه صلاح دنياهم وسعادة أخراهم، هذا هو الدين وكله صلاح، فعبارة (الإصلاح
الديني) عبارة خبيثة، يراد بها إدخال البدع، وتحريف لمعاني الإسلام بحجة
الإصلاح، فترى القوم مولعين بهذه التعبيرات، فلان مصلح ديني، أو مصلح
اجتماعي مع أنه من أشد المفسدين في الأرض: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos. ......
تفسير قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ...)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا
آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا
يَعْلَمُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:13]
قوله: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا )) يعني: هذا أمر بالمعروف بعد
نهيهم عن المنكر في قوله: (( لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ ))[البقرة:11].
قوله: (كما آمن الناس) يعني: كما آمن الناس الكمّل وهم المؤمنون؛ لأن
المؤمنين هم الناس في الحقيقة، فالمقصود بالناس هنا هم المؤمنون.
قوله: (( قَالُوا أَنُؤْمِنُ )) هذا استفهام فيه معنى الإنكار، أي: هم
يستنكرون على من يأمرهم بذلك، ويقولون: (أنؤمن كما آمن السفهاء) فسموا
المؤمنين الكمّل سفهاء!
والسفه: هو خفة وسخافة في الرأي يورثهما قصور العقل، وقلة المعرفة بمواضع
المصالح والمضار، وقد وصف الله تبارك وتعالى النساء والصبيان (بالسفهاء)
بهذا الاعتبار؛ لعدم إحسانهم تقدير عواقب الأمور وميزانها بالميزان الصحيح
حيث قال عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[النساء:5].
إذاً: هؤلاء المنافقون كانوا في يسار وسعة عيش، وكانوا في رياسة وجاه، وكان أكثر المؤمنين فقراء، منهم الموالي: كـصهيب و بلال و خباب رضي الله تعالى عنهم أجمعين فدعوهم سفهاء؛ تحقيراً لشأن هؤلاء الصحابة؛ لأنهم ضعفاء، وقد ذكر أبو سفيان لـهرقل حينما سأله: (أضعفاء الناس اتبعوه أم وجهاؤهم وأشرافهم؟ فقال: بل ضعفاؤهم اتبعوه، فقال: كذلك أتباع الأنبياء).
الشاهد هنا أن قوله: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ )) أي: الصحابة أو المؤمنون.
قوله: (( قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ )) يعني: الفقراء الضعفاء كـصهيب و بلال و خباب
وغيرهم، نحن لا نفعل كفعلهم، فقال الله تبارك وتعالى رداً عليهم وذباً عن
هؤلاء المؤمنين: (( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا
يَعْلَمُونَ )) يعني: لا يعلمون ذلك، فكأن السفاهة كلها منحصرة فيهم هم،
لا في غيرهم، ولا تخرج عنهم. ......

تفسير قوله تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا...)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَإِذَا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى
شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:14].
(لقوا) أصلها لقيوا، فحذفت الضمة للاستثقال، ثم حذفت الياء لالتقائها
ساكنة مع الواو، ثم ضمت القاف للمناسبة، فأصلها لقي فصارت لقوا.
قوله: (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا )) يعني:
أظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة نفاقاً ومصانعة وتَقيَّة،
وليشركوهم فيما أصابوه من الخير ومن المغنم.
قوله: (( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ )) يعني: إذا خلوا منهم
ورجعوا إلى شياطينهم وجلسائهم: (( قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا
نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) يقال: خلوت بفلان أو خلوت إلى فلان، يعني:
انفردت معه، وخلا تكون بمعنى مضى في تفسير آخر، ومنه قولنا: القرون
الخالية، يعني: السالفة والماضية.
قوله: (( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ )) يعني: إلى أصحابهم أولي
التمرد والعناد، والشيطان يكون من الإنس ويكون من الجن، والدليل قوله
تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَكَذَلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الأنعام:112].
قوله: (( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ )) أضيفوا إلى الشياطين لأنهم مشتركون معهم في الكفر.
قوله: (( قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ )) أي: اطمئنوا نحن معكم وعلى ما أنتم عليه.
قوله: (( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) يعني: إنما نحن في إظهارنا الإيمان عند المؤمنين مستهزئون ساخرون بهم.
يقول السيوطي رحمه الله تعالى: (( وَإِذَا خَلَوْا )) منهم ورجعوا (( إِلَى شَيَاطِينِهِمْ )) رؤسائهم.
(( قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ )) في الدين.
(( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) بهم بإظهار الإيمان. ....


تفسير قوله تعالى: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون...)

تفسير سورة البقرة [8-20] Parbotton

يقول عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosاللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:15].
(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يعني: الله سبحانه وتعالى يسخر بهم.
قوله: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَيَمُدُّهُمْ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos يعني: يزيدهم على وجه الإملاء والاستدراج والترك لهم في عتوهم وتمردهم، كما قال تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الأنعام:110].
والطغيان هو: مجاوزة الحد، والشاهد من القرآن قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosإِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الحاقة:11] ومنه أيضاً كلمة الطاغوت.
قوله: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosاللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos ذكر الله سبحانه أنه يستهزئ بهم، لكن لم يبين هنا تفاصيل هذا الاستهزاء، وقد بينه في سورة الحديد في قوله تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosيَوْمَ
تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ
* يَوْمَ
يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا
انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ
فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ
فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الحديد:12-13] فهذا هو استهزاء الله تبارك وتعالى بهم جزاء وفاقاً، والجزاء من جنس العمل.
قوله: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos
العمه بالهاء مثل العمى؛ لكن الفرق أن العمى عام في البصر وفي الرأي، أي:
العمى في البصيرة وفي البصر، أما العمه فهو خاص بالرأي، وهو التحير
والتردد لا يدري أين يتوجه؛ ولذلك يقول: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos
أي: يزيدهم حيرة وتردداً وضلالاً.
قوله: (في طغيانهم) فيه إشارة إلى أن هذا الطغيان غمرهم دنسُه وعلاهم
رجسُه، حتى غرقوا في هذا الطغيان، فهم يترددون حيارى ضلالاً لا يجدون إلى
المخرج منه سبيلاً، حيثما يمموا لا يرون إلا هذا الضلال، وهذا التردد،
وهذا الطغيان!
تفسير قوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ...)
يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:16].
(أولئك) إشارة للبعد؛ للإيذان ببعد منزلتهم في الشر وسوء حالهم. قوله: ((
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ )) الضلالة هي الجور عن القصد، والمقصود
بها هنا العدول عن الصواب في الدين.
قوله: (بالهدى) يعني: بالتوجه إلى الضلالة بدل الهدى، والمقصود بالهدى هنا
الاستقامة على الدين.
قوله: (( اشْتَرَوُا )) يعني: لتمكنهم من الهدى وسهولة وصولهم إلى الهدى
لتيسير أسبابه عليه كأنه في أيديهم، بل إنهم يتصرفون فيه كتصرف المالك.
قوله: (( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ))
معلوم أن الشراء هو استبدال السلعة بالثمن، وأخذ السلعة بدلاً من الثمن
أخذاً منوطاً بالرغبة فيها، والإعراض عن الثمن.
يعني: أنت إذا أردت أن تشتري أي جهاز مثلاً، وسعره غالٍ فكيف تتم عملية
الشراء؟ تتم بأن تستبدل السلعة بالثمن، وما تفعل ذلك إلا لأنك تريد
السلعة، فتضحي بالمال مقابل أن تنال السلعة، فهذا أصل عملية الشراء، فهذا
الأخذ وهذا التبديل بين السلعة والثمن هو أخذ منوط بالرغبة في السلعة
والإعراض عن الثمن، وتقبل مكانه وبدلاً منه هذه السلعة، فكذلك هؤلاء كأن
الهدى كان معهم، وهم متمكنون منه، ثم زهدوا فيه ورغبوا عنه، واستبدلوه
بالسلعة التي هي الضلالة، يقول عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos.
قد يقول قائل: كان يكفي لو أن الله سبحانه وتعالى اقتصر على قوله: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:16]؛
لأنها تشير إلى نفس هذا المعنى؛ لكن بلا شك أن مثل هذا التعبير والتتميم
يزيد المعنى وضوحاً، فهذه من مسالك البلغاء والفصحاء، كما في قول الخنساء ، تصف أخاها صخراً فتقول:
وإن صخراً
لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نارُ تعني: هو إمام للهداة والأدلة كأنه
علم يعني: جبل عال مرتفع شامخ، ولم تقتصر على هذا حتى أضافت قولها: في
رأسه نار، فلم تكتف بوصفه بأنه جبل مرتفع حتى أضافت إلى ذلك اشتعال النار
في رأسه من شدة الوضوح. فقوله تبارك وتعالى: (( فَمَا رَبِحَتْ
تِجَارَتُهُمْ )) هذه إشارة إلى أنهم لا يفقهون في التجارة وما يستجلب
الربح؛ فهم قد خسروا أعظم خسارة؛ لأنهم خسروا رأس المال، وهو هذه الهداية
وهذا الهدى؛ فلذلك قال تبارك وتعالى: (( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ
وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )).
وقال بعض المفسرين: ليس المقصود بقوله: (( وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ))
الهداية الدينية فقط، فلما وصفوا بالخسارة في هذه التجارة أشير إلى عدم
اهتدائهم إلى طرق التجارة الصحيحة؛ لأنهم ليسوا خبراء بالتجارة، وهي:
تحصيل أقصى قدر من الربح فضلاً عن ثبات رأس المال، فشأن التجار البصراء
بالأمور الحرص على أعظم ربح ممكن، أما إذا أتى رجل يدعي أنه تاجر ثم إذا
به يضيع الربح من أصله ثم يفقد أيضاً رأس المال فبلا شك أن هذا دليل على
أنه غير عالم بأساليب التجارة الرابحة، وليس مثل التجار البصراء الذين
عندهم بصيرة وعلم وخبرة بهذا العلم.
تفسير السيوطي لقوله تعالى: (الله يستهزئ بهم) والآية التي بعدها
يقول الإمام السيوطي رحمه الله تبارك وتعالى: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) أي: يجازيهم باستهزائهم.
(وَيَمُدُّهُمْ) أي: يمهلهم.
(فِي طُغْيَانِهِمْ) بتجاوزهم الحد في الكفر.
(يَعْمَهُونَ) يترددون تحيراً، والجملة في محل نصب حال.
وقوله: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى) أي: استبدلوها به.
(فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ) أي: ما ربحوا فيها؛ بل خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم.
(وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) أي: فيما فعلوا
تفسير قوله تعالى: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ...)
قال عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosمَثَلُهُمْ
كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ
ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:17] ثم ضرب الله تبارك وتعالى هذين المثالين لأحوال هؤلاء المنافقين فقال تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosمَثَلُهُمْ
كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ
ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:17].
قوله: (مثلهم) أي: صفتهم في نفاقهم.
(( كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا )) أي: مثل من أوقد ناراً، وقدر الإمام السيوطي
هنا: ناراً في ظلمة، ولا بد أن يكون المعنى كذلك حتى يتم هذا المثل، وهذا
من دقة تفسيره، وهو مأخوذ من سياق الآيات: (( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ
لا يُبْصِرُونَ )).
قوله: (( نَارًا )) التنكير للتعظيم، يعني: أنه أوقد ناراً عظيمة في وسط
هذه الظلمة.
قوله: (( فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ )) أي: فلما أضاءت هذه النار ما
حوله فأبصر واستدفأ وأمن مما يخافه.
وهذه من فوائد النار: أنها تعطي الدفء في البرد، وتعطي الإضاءة والهداية
والرؤية، وأيضاً الأمن مما يخاف.
قوله: (( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )) يعني: أطفأه، وجمع الضمير مراعاةً
لمعنى: (الذي)؛ لأن معنى (الذي) الجمع.
يعني: أطفأ نارهم التي هي مدار نورهم فبقوا في ظلمة وخوف.
قوله: (( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ )) أي: حتى لا يبصروا
ما حولهم فيبقوا متحيرين على الطريق خائفين.
وتأمل قوله تبارك وتعالى: (( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )) فقد كان يمكن
أن يقول: (ذهب نورهم) لكن قال: (( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )) فهذا فيه
إشارة إلى فقدانهم معية الله سبحانه وتعالى الخاصة للمؤمنين، ولم يعد لهم
حظ من قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosإِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[طه:46]، ولا من قوله تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[النحل:128]، وقوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الأنفال:19]،
فهذه إشارة إلى فقدانهم هذه المعية الخاصة التي إنما تكون للمؤمنين.
وأيضاً قال: (( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )) ولم يقل: بنارهم؛ لأن النار
لها فائدتان: الإشراق، والإحراق، فالإشراق هو النور، والإحراق هو النار،
فبين هنا أن الله سبحانه وتعالى أذهب عنهم الإشراق الذي هو النور، وأبقى
لهم الإحراق وهو العذاب بالنار!
وقوله: (( فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ))
لم يقل: ذهب الله بضوئهم؛ لأنه لو قال: ذهب الله بضوئهم، فيحتمل أن يبقى
معهم أصل النور، لكن نفى عنهم أصل النور، ومنع عنهم مادة النور بقوله
تبارك وتعالى: (( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )) أي: أطفأه.
قوله: (( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ )) هنا جمع كلمة
(ظلمات)، وهذا شأن الله سبحانه وتعالى في التعبير عن الحق والباطل،
فالباطل لا يكاد ينحصر، وطرق الضلال كثيرة جداً، والأديان الباطلة
والمذاهب الضالة لا تنحصر؛ ولذلك دائماً يعبر عنها القرآن بصيغة الجمع،
تجدون في القرآن: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosاللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ
النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:257]، وقال تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الأنعام:1]
دائماً تجد في القرآن الظلمات مجموعة والنور مفرداً؛ لأن الطريق إلى الله
سبحانه وتعالى واحد لا يتعدد، وإنما الذي يتعدد هو الباطل.
ولا يشكل على هذا قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosيَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[المائدة:16]
حيث جاءت سبل السلام بصيغة الجمع؛ لأن سبل السلام هي أنواع الخيرات وأنواع
الطاعات المتعددة، وكلها تصب في طريق واحد، وهو هذا النور، وهو هذا السبيل
الذي هو سبيل الله؛ ولذلك لما خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً في الأرض
قال: (هذا سبيل الله، ثم رسم على جنبتيه خطوطاً متفرقة، وقال: هذه سبل على رأس كل منها شيطان يدعو إليه، ثم تلا قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الأنعام:153])
.
قوله: (( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ )) يعني: لا يبصرون
ما حولهم فهم متحيرون عن الطريق خائفون؛ فكذلك ارتباط المثل بصفة
المنافقين الذين آمنوا بإظهار كلمة الإيمان، فاستمتعوا بها واستفادوا منها
بحفظ أموالهم ودمائهم، وجريان أحكام الإسلام عليهم، فإذا ماتوا جاءهم
الخوف والعذاب، وأذهب الله عنهم هذا النور عند الموت؛ بحيث يجازون على ما
كانوا يُكنُّون في صدورهم لا على ما كانوا يظهرون بين الناس.
والمنافق ينتفع في الدنيا بهذا النور الذي هو كلمة لا إله إلا الله،
وبإظهارهم الإيمان والتوحيد ومحبة المؤمنين، (( فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا
حَوْلَهُ )) انتهت فترة استفادته من هذا الإظهار بالموت، انطفأ نوره، ولم
يعد ينتفع بهذا النور، فهذا حاله بعد الموت!
فالحاصل أنهم انتفعوا بكلمة: لا إله إلا الله مدة حياتهم القليلة، ثم قطع
الله هذا الانتفاع عنهم بالموت، فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب.
تفسير قوله تعالى: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)
يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosصُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:18].
(صم) يعني: هم صم عن الحق، فلا يسمعونه سماع قبول.
قوله: (بكم) أي: خرس عن الخير فلا يقولونه.
قوله: (عمي) أي: عن طريق الهدى فلا يرونه.
قوله: (( فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ )) يعني: عن الضلالة.
فهذه إشارة إلى أن هؤلاء المنافقين قد سُدت عليهم سُبُل الهداية كلها،
وهي: سمع، وبصر، وعقل، فهم صم عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول، وإذا سمعوه
فكما تسمع الأنعام كما قال الله عنهم: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَمَثَلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا
دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:171]،
قوله: (( كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ )) يعني: يرفع صوته وينادي البهائم أو
العجماوات.
قوله: (بما لا يسمع) أي: لا يسمع الدعاء والنداء، كالحيوان من البقر
والقرود وغيرها من العجماوات، إذا ناديت سمع صوتك، لكن لا يفهم الكلام،
فهذا الكافر لو تلوت عليه المعلقات السبع يفهمها ويعرف معانيها، لكن لا
يفهمون ما ينفعهم! وهذا الكلام حقيقي يجب استحضاره حين نتكلم وليس مجازاً،
فهؤلاء على قلوبهم أقفالٌ كما قال تعالي
[b]تفسير سورة البقرة [8-20] SQoos[url=https://raby.own0.com/]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raby.own0.com
وليد بحبكم في الله
صاحب الموقع



الدولة : مصر
تفسير سورة البقرة [8-20] C13e6510
ذكر
عدد المساهمات : 2471
تاريخ التسجيل : 12/03/2011

تفسير سورة البقرة [8-20] Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة [8-20]   تفسير سورة البقرة [8-20] I_icon15الأربعاء سبتمبر 07, 2011 9:27 pm

تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[محمد:24]
فالقلب له قفل والعياذ بالله، وضع الله سبحانه وتعالى على قلوب المنافقين
أقفالاً، فلا يخرج الكفر والنفاق منها ولا يدخل الإيمان فيها، لا يسمح
بالخروج ولا بالدخول، فداخلها -والعياذ بالله- هذا النفاق.
تفسير قوله تعالى: (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ..)
قال عز وجل: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoos
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ
يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ
الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:19].
قوله:
(أَوْ كَصَيِّبٍ) يعني: مثلهم كأصحاب صيِّب، والصيِّب هو المطر، أصله
صيوب، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء ثم
أدغمتا، من صاب يصوب يعني: ينزل.
قوله: (( مِنَ السَّمَاءِ )) أي: كصيب من السماء، والمقصود بالسماء هنا
السحاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoos
أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الواقعة:69]
يعني: من السحاب.
قوله: (( فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ )) هذا التنكير للتفخيم
والتهويل، كأنه قيل: في هذا السحاب ظلمات داجية ورعد قاصف وبرق خاطف.
قوله: (ورعد) قيل: هو الملك الموكل به، وقيل: صوته.
قوله: (وبرق) يعني: لمعان بريقه الذي يلمع به، لكن الأولى أن يوصف الرعد
بأنه قاصف، والبرق بأنه خاطف.
قوله: (( يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ
حَذَرَ الْمَوْتِ )) يعني: أصحاب الصيب يضعون أصابعهم في آذانهم، والمقصود
بأصابعهم الأنامل، فهذا من إطلاق الكل، مع إرادة الجزء.
قوله: (( يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ ))
يعني: من أجل الصواعق.
قوله: (( حَذَرَ الْمَوْتِ )) يعني: خوف الموت من سماعها، وكذلك هؤلاء
المنافقون إذا نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبَّه هنا بالظلمات، والوعيد
عليه المشبَّه بالرعد، والحجج البينة المشبَّهة بالبرق، يسدون آذانهم؛
لئلا يسمعوه، فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم، وهو عندهم موت!
وهذا المثل منطبق على أحوال هؤلاء المنافقين.
إذاً: المقصود بقوله تبارك وتعالى: (فيه ظلمات) يعني: أن الوحي الذي ينزل
من عند الله سبحانه وتعالى وهو القرآن يحتوي على وصف الكفر بالظلمات،
ويحتوي على الوعيد على الكفر، وهو الذي شبهه بالرعد بقوله: (وَرَعْدٌ )
والآيات التي تنزل عليهم كالرعد، وتنذرهم عاقبة هذا الكفر.
قوله: (وبرق) أيضاً في هذا الوحي برق ونور ساطع وحجج بينة، فهم يسدون
آذانهم؛ لئلا يسمعوا هذه الحجج فيميلوا إلى الإيمان، ويتركوا دينهم؛ لأنهم
يخافون إذا سمعوا هذا الوحي الذي فيه تنفيرٌ عن الكفر وترغيب في الإيمان
أن تميل قلوبهم؛ ولذلك يضعون أصابعهم في آذانهم من هذه الصواعق؛ حذر الموت
الذي هو التحول مما هم عليه إلى الإسلام، كأن هذا التحول عندهم موت،
فبالتالي يسدون منافذ الهدى؛ كي لا يصل الوحي إلى أسماعهم.
قوله: (( وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ )) يعني: محيط بهم علماً
وقدرة، فلا يفوتونه ولا يعجزونه، وهنا أظهر الله سبحانه وتعالى ما كان
يمكن أن يضمر؛ لأن السياق يقتضي أن يقول: يجعلون أصابعهم في آذانهم من
الصواعق حذر الموت والله محيط بهم، فإظهار كلمة الكافرين في قوله: (والله
محيط بالكافرين) لبيان أن ما دهمهم من البلاء وحل بهم كان بسبب كفرهم،
كقوله تعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosأَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[آل
عمران:117] فأظهر هذا الوصف، وهو أنهم قوم ظلموا أنفسهم؛ لأن الإهلاك
الناشئ عن السخط والغضب لا عن قضاء وقدر فإنه يكون أشد على هؤلاء
الكافرين؛ فلذلك أظهر وصفهم بالكافرين.
تفسير قوله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم ...)
يقول تبارك وتعالى: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosيَكَادُ
الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ
بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[البقرة:20].
قوله: (( يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ )) يعني: يأخذها
بسرعة، وضوء البرق أضعاف ضوء الشمس؛ لأن ضوء البرق القاذف الذي نراه قوي
جداً، ولو استدام قليلاً لربما أثر على بصر الإنسان.
قوله: (( كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ )) يعني: مشوا في ضوء هذا
البرق.
قوله: (( وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا )) يعني: وقفوا أو جمدوا
مكانهم بلا حراك، كما تقول: قام الماء إذا جمد وسكن، كذلك تقول: قامت
السوق، يعني: كسدت وركدت.
إذاً: الله تبارك وتعالى يبين أن ما في القرآن من الأمثلة يزعج قلوب هؤلاء
المنافقين، فهذا تمثيل لشدة الأمر على المنافقين، وبيان ما هم فيه من
التحير والجهل بما يأتون وبما يذرون، إذا أضاء لهم البرق مشوا مع خوفهم من
أن يخطف هذا البرق أبصارهم؛ لكنهم أيضاً يريدون أن يستفيدوا من هذه
الإضاءة التي تحصل من البرق.
إذاً: إذا ظهر البرق فهم بين أمرين: الأول: يخافون منه أن يخطف أبصارهم
لشدة قوته.
الثاني: يريدون أن ينتفعوا بهذا الضوء؛ لأنهم واقفون في ظلمات.
قوله: (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ))
أي: لو شاء الله في قصف الرعد أصمهم، أو في ضوء البرق أعماهم.
يقول ي
السيوط
: قوله تعالى: (وإذا أظلم عليهم قاموا) وقفوا، تمثيل لإزعاج ما في القرآن
من الحجج قلوبهم، وتصديقهم لما سمعوا فيه مما يحبون، ووقوفهم عما يكرهون.
يعني: هذا هو حال المنافقين إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم من الحجج والبراهين فهذه الحجج تزعج قلوبهم، وهي المشار إليها في
آيات القرآن بالبرق، فهذا البرق يزعج قلوبهم فهم إذا سمعوا فيه الوعيد
والتهديد على عاقبة الكفر والكفرة والمنافقين خافوا، وإذا سمعوا فيه أشياء
يحبونها فإنهم يصدقون بها ويأنسون بها ويريدون أن يستفيدوا منها، أما إذا
أتاهم ما يكرهون فإنهم يقفون عما يكرهون، بمعنى: أنهم يعبدون الله على
حرف، كحال من وصفهم الله تبارك وتعالى بقوله: تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosوَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الحج:11] يريد أن يعبد الله على جانب واحد فقط وهو جانب الخير.
تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosفَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الحج:11]، قال: هذا دين حسن، أصبنا فيه خيراً من كثرة الأموال والصحة ونتاج الخيل والإبل إلى غير ذلك من متاع الدنيا.
(( وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ )) أي: اختبار وابتلاء.
(( انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )) أي: انقلب على عقبه.
تفسير سورة البقرة [8-20] SQoosخَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ تفسير سورة البقرة [8-20] EQoos[الحج:11].
فإذا
ابتلي في صحته بمرض أو في ماله بفقر أو بأي مصيبة في الدنيا تراه ينقلب
على عقبيه ويقول: هذا دين سوء ما رأينا فيه خيراً، ويتطير ويتشاءم من هذا
الدين والعياذ بالله، فهذا حال هؤلاء المنافقين.
قوله: (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ))
يعني: ولو شاء الله لذهب بأسماعهم وأبصارهم الظاهرة كما ذهب بالباطنة،
فكما طمس بصائرهم وختم على قلوبهم وأعمى قلوبهم عن رؤية الحق، كذلك أيضاً
يمكن أن يفسد عليهم حواسهم الظاهرة، كما أفسد عليهم حواسهم الباطنة. قوله:
(( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) يعني: إن الله على كل شيء
شاءه سبحانه وتعالى قدير، ومنه إذهاب ما ذكر من هذه الحواس

[/url]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raby.own0.com
 
تفسير سورة البقرة [8-20]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ( تفسير سورة البقرة [229-242] )
» تفسير سورة البقرة [178-188]
» تفسير سورة البقرة [189-195]
»  ( تفسير سورة البقرة [203-217] )
» ( تفسير سورة البقرة [1-2] )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ملتقى الاحبة في الله_…ـ-*™£آ منتديات القرآن الكريم£™*-ـ…_ :: ۞{ملتقى القرآن وعلومه}۞ :: ۞{ملتقى تفسير القرآن}۞-
انتقل الى: