تضحيات الرجال والنساء
أيها الأحبة الفضلاء
حين نقلب صفحات التاريخ ، ونتدبر تاريخ السلف الصالح ،نجد تعاونا فريداً ، بين أعضاء الأسرة في خدمة الإسلام ـوالوفاء بحقه ، واقتسام المغارم في نصرته ، بين الأزواج والزوجات ،
تقول: أم سلمة (رضي الله عنها) لما أجمع أبو سلمة علي الهجرة ، أعد لي بعيري وحملني عليه مع ابننا سلمة ، ثم خرجنا إلي المدينة ، فتبعه رجال من أهلي ،معترضين طريقه
قا ئلين : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد ونزعوا خطام البعيرمن يده وأخذوني منه؛ وغضب عند ذلك رهط بني سلمة،
وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها ، إذ نزعتموه من
صاحبنا؛
قالت: فتجاذبوا الولد بينهم حتي كادوا يخلعون يده
ثم انطلقوا به، وذهب زوجي إلي المدينة وحده، ففرقوا بيني وبين ابني وزوجي ؛
فكنت أخرج كل غداة ، فأجلس في الأبطح ، فما أزال أبكي حتي
أمسي أهتف، وا صريخآه ، وا وليدآه ، وا زوجآه ، وا غوثاه ومكثت ،علي ذلك عام،حتي مرّبي رجل من بني عمومتي فرأي ما بي، من جزع وألم ورق قلبه لي،
فقال لأهلي: ألا تتركون هذه المسكينة تلحق بزوجها ؟؟
فقالوا لي: إلحقي بزوجك إن شئت،فاسترددت ابني وارتحلت بعيري
وخرجت أريد المدينة وما معي أحد من خلق الله ؛حتي إذا كنت بالتنعيم ـــ قريبا من مكة ـــ لقيت عثمان بن طلحة
فسألني إلي أين ؟؟
قلت أريد زوجي بالمدينة؛
قال : وما معك أحد ؟
قلت:ما معي إلا الله وابني هذا ، فأخذ بزمام البعير وهو يقول: والله ما لك من مترك، وانطلق مسرعاً بي ،،فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط أري أنه كان أكرم منه،كان إذانزل محطة
أناخ بي ثم تأخر عني حتي أنزل،ثم قيّد بعيري إلي شجرة ثم ذهب بعيدا إلي شجرة أخري، فأ ضطجع تحتها ؛ حتي إذا دنا الرواح ،
قام إلي بعيري فأعده، ثم استأخرعني حتي أركب، فإذا استويت عليه أخذ بالزمام يقودنا، وما زلنا كذلك حتي أقدمني المدينة،فلما نظر إلي قرية بني عمرو بن عوف
قال :هنا يقيم أبو سلمة، فادخلي علي بركة الله،ثم انصرف قا فلا إلي مكة بعد ما أدي واجبه الشريف الرائع ؛
واجتمع الشمل مرة أخري في دار الهجرة بعد شتات وأحزان
لكن أبا سلمة واصل كفاحه في نصرة الإسلام،وشاء الله أن يكون من شهداء أحد،
وأن تبقي أم سلمة وحيدة مستوحة حتي قدر الرسول ( صلى الله عليه وسلم )جهادها ومصابها فتزوجها وبني بها وأعز جانبها ،
إن صرح الإسلام قام علي تضحيات ثقال ، قامت بها أسر شُجاعة
تواصي رجالها ونساؤها بالحق والصبر؛
إن المرأة الجبانة تعجِّز ،زوجها عن النهوض بواجباته ، وتحمُّل المخاطر واقتحام العقبات ؛
ألمرأة البخيلة : هي التي تمنع رجلها من بذل العون وإكرام الضيف
ودعم الضعاف،إن خذلان الداخل ، يعوق الامتداد في الخارج، ويجعل الرجل خادما لمطالب بيته ومآرب زوجته وأولاده،وهذا طريق لانهاية له؛
وقد أمر الله تعالي الرجال أن يلبوا نداء التضحية، ولو تعلقت نساؤهم بأذيالهم ، وحذرهم من النكوص، وإيثارالراحة واجتماع الشمل علي حساب المبادئ والعقائد ،
وهذا معني قوله تعالي:
{ يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروافإن الله غفور رحيم }
اللهم اهدنا واهدى نساءنا وأبناءنا إلي العمل بكتابك وسنة نبيك
وإقامة شريعتك ونصرة دينك اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم اللهم آمين يارب العالمين وصل الله علي محمد وعلي اله وصحبه وسلم
،
الرئيسية 
من طرف 
موضوع: تضحيات الرجال والنساء 
المزاج
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك عندي مالا فقلت اليوم أسبقأبا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قلت مثله وأتى أبو بكربكل ما عنده فقال يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت والله لا أسبقه إلى شيء أبدا 
قال هذا حديث حسن صحيح الترمذي
