يتامى المسلمين

يتامى المسلمين

أيها الأحبة الفضلاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم يخل قطر علي ظهر الأرض من يتامى ، فإن الموت يطرق البيوت في كل طرفة عين من ليل أو نهار

، ومن الناس من يتوفي دون أن يري ولده ومنهم من يخلفهم ذرية ضعفاء أفقر ما يكونون إلي الكافل

الرحيم ،

وقد كنت أحسب المسلمين أكثر الناس يتامى لأن مغارمهم في حرب العقائد فادحة والطامعون في

فتنتهم عن دينهم لا ينتهون ،قال تعالي : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ،،، )

ثم بدا لي أن حروب العدوان في الأرض لا تجف بركتها ، وقد قتل في الحرب العالمية الأخيرة خمسون

مليونا ، وسيل القتلي في الحروب المحلية لا يتوقف ، والأيتام يكثرون ولا يقلون ، ثم جاءت كوارث

الزلازل والفيضانات فحصدت الأخضر واليابس وخلفت أعدادا من الأرامل واليتامى ، فلا عجب إذا حث

الدين علي رعاية المستضعفين وإيواء الأيتام ، وترقيق القلوب لهم ، وأرصاد الأموال لمساعدتهم وفي

الحديث ( كافل اليتيم له أو لغيره ـــ أي قريبا أو غريبا ـ أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار إلي أصبعيه

السبابة والوسطي وفي رواية أخري ( من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني

عنه وجبت له الجنة البتة )

وعن أبي إمامة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال (من مسح علي رأس يتيم ــ لم يمسحه إلا لله ــ

كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات)

وجاء أن ر جلا جاء إلي رسول الله قسوة قلبه؛ فقال له : ( أمسح رأس اليتيم وأطعم المسكين )

إن مشاركة ذوي الألأم متاعبهم والاقتراب منهم يعيد التوازن إلي من أسكرتهم لذات الدنيا ، وأذهلهم

نعيمها علي أن المسلك الفردي إن أغني حينا فهو فاشل في أغلب الأعيان ، لا سيما عندما يعم البلاء

وتترادف الألام ؛

في البلاد التي نكبت بالجفاف تشردت الألوف المؤلفة ، وأجهز الموت علي جماهير من الضحايا، وفي

الحروب بين العراق وإيران ، والعراق والكويت ، والعراق وغزو أمريكا عليها ، ثم في قتل اليهود

للشعب الفلسطيني وأخيرا القتل الذي حدث في ثورات الربيع العربي إلي وقتنا هذا زهقت أرواح لا

حصر لها

ولو قدرت تقدر بالملايين ، تركت ملايين من اليتامى والثكالي ، ماذا حدث لهم ؟

وما خلفت الحروب من يتامى في لبنان والحبشة واريتريا وبين أقطار شتي في وسط أفريقيا ،

ماذا حدث لهم أيضا ؟

إن حملات التبشير وبعثات التنصير تتلقف الكثير منهم علي عجل ، وفتحت لهم المدارس والملاجئ

وقامت في صمت بأداء واجبها الذي تكونت من أجله ؛

وأعلم أن غنيا وثريا إيطاليا تبني أكثر من ألف طفل منحهم اسمه وماله ؛؛

ماذا صنع المسلمون ؟

هل تلاوتهم للقران وأيات البر وأحاديث الرحمة تغني فتيلا ، أو تطعم من جوع أو تؤمن من خوف؟

إنه لابد من جهاد جماعي مكثف متصل حتى يمكن إغاثة الملهوفين وتأمين حياتهم وحماية عقائدهم ،

إن الفكر البليد والقلب القاسي أخصر طريق إلي الضياع والعار والنار ، وصدق الله العظيم :

( وليخشي الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ، فيتقوا الله وليقولوا قولا سديدا )

وصل اللهم علي محمد وعلي أله وصحبه وسلم

عليه الصلاة والسلام
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

تسلم تسلم وتعيش
بابا وشيخنا الفاضل الاستاذ مرشدى
وجزاك الله خيرا
احسنت بابا

» حرمة دماء المسلمين
» الفرقة في حياة المسلمين
» مقومات الاصطفاء بين المسلمين واليهود
» مقومات الاصطفاء بين المسلمين واليهود
» رسالة لمن لا يصلي في المسجد مع جماعة المسلمين