هل يجوز أن يتبادل الرجل والمرأة الشعر الغزلي ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز أن يتبادل الرجل والمرأة أبيات من الشعر الغزلي؟؟؟
في المنتديات وعلي صفحات التواصل الاجتماعي كمسابقات أو مناظرات بينهما ؟؟؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى أله وصحبه من الاه واتبع هداه
أما بعد
لا يجوز هذا بحال، فالحوار العادي، والمحادثة العادية بين الرجل والمرأة لا يجوز إلا بضوابط، ولا يجوز إلا لحاجة.
فلا يجوز لامرأة أن تتحدث مع الرجل على سبيل (الدردشة) أو على سبيل (الفضفضة) أو غير ذلك، وإنما يكون الحديث لحاجة ولضرورة.

أما عن تبادل القصائد الغزلية بين رجل وامرأة،
فهذا أمر خطير وتعدى مرحلة الحرام بكثيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير.

فالكلام نوعان: نثر، وشعر.
فالنثر هو الكلام العادي الذي نتبادله فيما بيننا وهو أقل تأثيرا من الشعر بكثير.
أما الشعر فهو قمة الفن العربي وهو أعلى قمة في فن الكلام والتأثير به والتأثر،دد
فالشعر هو أرقى أداة من أدوات التعبير، وأعلى قممه،
فكيف أحلل استخدام هذه الأداة بين الرجل والمرأة بدون دافع
حتى ولو كان في مدح الرسول صل الله عليه وسلم
أو أن الشعر غزل صوفي في الله عز وجل كما كان يفعل ابن الفارض وابن عربي والحلاج وغيرهما،
فقد كانوا يشبهون الله عز وجل بامرأة ويتناولون الغزل فيها على سبيل الرمز.

فلو قالت المرأة أبيات من الشعر منقول عن رابعة العدوية
(شاعرة العشق الإلهي) كما أطلقوا عليها
قالته : لرجل
أحبك حبين حب الهوى
وحب لأنك أهل لذاك
وقالت المرأة أنها تقصد الله تعالى ،
وليس الرجل
فلو افترضنا أن ما يتبادله الرجل والمرأة قصائد من هذا القبيل فهو أيضا لا يجوز لأنهما يتبادلان قصائد غزلية بحتة،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا اجتمع رجل وامرأة كان الشيطان ثالثهما» .

والتعبير النبوي كان في منتهى الدقة، فقد قال ما اجتمع رجل وامرأة،
فهذا عام على كل اجتماع بين الرجل والمرأة حتى ولو علي صفحات التواصل الاجتماعي ،
واستعمال المفرد في الرجل والمرأة هذا أيضا في منتهى الدقة حتى يخرج كون الاجتماع عن المألوف من تخاطب الناس على العام،
فإذا كان الحال هكذا
فسيسول الشيطان للرجل أن يأخذ الكلام ، له حتى ولو كان مدحا في الرسول ، على أنه له فيه،
وأيضا سيسول الشيطان للمرأة أن تأخذ الكلام لها ، حتى ولو كان مدحا في الرسول ، على أنه لها وفيها.

ومما لا يقبل أن يقول الرجل أو المرأة أنا لا أنجرف إلى مثل هذا،
وأنا رجل متدين أو أنا امرأة متدينة،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«ولو كانت مريم ابنة عمران».

ويجب على الناس ألا تأمن أنفسها،
بل يجب علينا أن نحتاط وأن نتقي،
وقد سأل عمر بن الخطاب كعب الأحبار عن التقوى،
فقال: يا أمير المؤمنين ما تصنع إذا نزلت بواد شوك.
قال عمر: شمرت وحذرت.
قال كعب: كذلك التقوى.

فيجب علينا أن نشمر ونحذر، فأنت لست في مأمن من مكر الشيطان،
وهذا كله إذا كان الأمر حلالا فما بالنا أنه من الأصل حرام،
فلا يجوز الحديث العادي بين الرجل والمرأة إلا لضرورة كما وضحنا.

أما أن أستعمل أعلى قمم التعبير عن العاطفة والشعور
وهو الشعر وأن أستعمل منه الغزلي ويكون بين رجل وامرأة،
ونحاول تحليل هذا لأنفسنا فهذا ضرب من العبث.

وقد قال الله تعالى:
{فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا} .
فهذا الأمر حرام شرعا، ولا يجوز بحال.

فلو قال الرجل للمرأة : الكلام العادي (الحرام)،
مثل: أحبك.
أو أعشقك
أو أشتاق إليك .
أو غير ذلك من مثل هذا الكلام.
ولو بادلته المرأة هذا الكلام،
فهو أهون بكثير من تبادل أشعار الغزل بينهما،

حتى ولو على سبيل المسابقات؛
لأن الشعر هو أعلى قمة الشعور والإحساس والعاطفة،
فمن غير المتصور مثلا،
أن يقول رجل لامرأة:

يا من حوى ورد الرياض بخده

وحكى قضيب الخيزران بقده

دع عنك ذا السيف الذي جردته

عيناك أمضى من مضارب حده

كل السيوف قواطع إن جردت

وحسام لحظك قاطع في غمده

إن رمت تقتلني فأنت مخير

من ذا يعارض سيدا في عبده

فمن من الرجال يقبل أن يسمع هذا الكلام
يقال لزوجته حتى على سبيل المزاح،
فما بالنا أن نقول أن هذا لعب بينهما ومسابقات

فمن من الرجال يسمح بهذا،؟؟؟
ولو سمح رجلها بهذا ـ
وفي هذه الحالة لن يكون رجلا ـ

فدعنا نسأل الأهم:
كيف سولت لنا أنفسنا أن الله عز وجل
ينظر إليهما وهما يفعلان ذلك
ويكون عنهما راض؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وإذا ردت المرأة على الرجل:
وقالت:

عَيناكَ جَمرٌ يُحِيطُني.

وشِفَتَاكَ خَمرٌ يُسكِرُنِي.

وجَسَدُكَ مِدفئَةٌ.

هَيا، هيا فَلتُوقِدَني.

فَأفعَالُك ذَنبٌ فِي الهَّوى.

فَمَا ذَنبِي أن تُثمِلنِي؟

فَأقعُ بينَ أحضَانِكَ صَرِيعَةً.

وعِشقِي لكَ هُوَ مَن يَحِملُنِي.

فَرفقَاً بِي فَأنتَ حَقاً تُرهِقَنِي.

وتَعصِفُ رِياحَك فَتُبَعثِرَنِي.

وَتطُوفَ عَلى جَسدي كالإِعصَارِ فَتنحِتَنِي.

و بِيداكَ تَرُسمُ جَمَال أنُوثَتِي.

وبِجَمالِكَ أنتَ تَفتِنَنَي.

أردتَنِي بَينَ يَداكَ جَارِيةً.

فَكُنتُ لكَ عَارِيةً.

وَفي كُلَ لَيلَةٍ بِأحرُفِكَ تُلِبَسنِي

وبِنَظرَاتِكَ عِيناكَ كانَت تَحرُسَني

فَأنتَ ملك.

وأنتَ فَقط مَن تَأمُرَنِي.

وبرغم ركاكة هذا الكلام وما فيه من أخطاء في النحو والعروض،
وأخطاء بلاغية فادحة إلا أن من قالته ظنت أنه شعر،
وعلمت أنه قيل من فتاة لرجل على سبيل المسابقات التي من هذا النوع.

فهل هذا كلام مقبول،؟؟؟
ومن من الرجال يقبل أن يقول حريمه هذا الكلام،؟؟؟
ولو قبل الرجل ، وفي هذه الحالة تأنف عنه صفة الرجولة

فهل نقول بأن الله عز وجل نظر إليهما من فوق سماواته
وهو عنهما راضٍ.
يجب أن نفهم أن للشيطان مداخل وأنه لن يأتي إليك ليقول لك تعال لنعص الله،
بل سيسول لك الأمر
و يحلل لك الحرام بل سيجعله في بعض الأحيان حفاظا على الدين
وعلى اللغة العربية
مثلا، وتحفيز لحفظ الأشعار
مثلا، وسيظل يجرك إلى أن يوقع المحظور،
وهاهو قد وقع.

أرى أن الجدال في هذه المسألة محسوم
فلا يجادل منصف أو عاقل في هذا الأمر.
فلو عرضت الأمر على نصراني منصف ممن يعيشون بين أظهرنا لأنكره،
ولذكر من كتابه ما يدل على تحريم الأمر فكيف بنا كمسلمين.

ولا يقولن قائل: إن ما قد رفع من شعر قالته الفتاة للرجل
— وهو الشعر السالف الذي ذكرته سابقًا
— ليس هو ما نتناوله بل نتناول أشعار محترمة،
فأجيب:
أولا: ما هو الضابط الشرعي على ذلك؟
ولو لم يكن للأمر ضابط شرعي بدليل شرعي فالأمر من أصله حرام،
وهو ما ذكرته مدعما بالأدلة النقلية والمنطقية.

ثانيًا: أنه لو كان الغزل عفيفا وليس صريحا فهذا أيضا
لا يقبله رجل من الناس أن تقوله امرأته في رجل غيره، أو العكس،
وإن قبل — وفي هذه الحالة تبرأ منه الرجولة —
فهل نتوقع أن ينظر إلينا الله عز وجل
ونحن نفعل ذلك وهو عنا راض ؟؟

وقد حرم علينا ما دون ذلك من الحديث العادي
بين الرجل والمرأة في غير الغزل بل في الأمور الحياتية العادية،
ولكن بدون ضرورة أو حاجة،
فما بالنا بالغزل!!!!!!!!
إن هذا أمر لم يقبله الجاهليون في جاهليتهم،

يحكى أن علقمة الفحل الشاعر الكبير،
ناظر أمير الشعراء امرأ القيس،
فاحتكموا إلى زوج امرئ القيس، وكان اسمها أم جندب الطائية،

فقالت: ليصف لي كل منكما فرسه على نفس الوزن والروي،
فأنشد امرؤ القيس قصيدته
التي تغزل في مطلعها بأم جندب (زوجته)
قال :
خليليَّ مُرَّا بي على أمِّ جُندبِ
لنقضي لبناتِ الفؤادِ المُعذَّبِ

وقال فيها واصفًا فرسه:
فللسوط أُلهوب
وللساق درة
وللزجر منه وقع أفرج منعب

وقال علقمة قصيدته التي مطلعها:
ذهبت من الهجران في كل مذهب
ولم يك حقًّا كل هذا التجنب

وقال فيها واصفًا فرسه:
فأدركهن ثانيًا من عنانه
يمرُّ كمرَّ الرَّائح المتحلِّب

فحكمت أم جندب لعلقمة
على زوجها امرئ القيس،

فقال لها: بما فضلته عليَّ؟
قالت: أدرك علقمة طريدته ثانيا من عنان فرسه،

أما أنت فزجرت وضربت ومريت،
فأجهدت فرسك بسوطك، ومريته بساقك، وزجرته.

فقال امرؤ القيس: ما هو بأشعر مني ولكنك له وامق. أي عاشق.
وطلقها، فتزوجها علقمة.

فوائد من هذه القصة:
1- أنفة الجاهلي من أن يجعل المسابقة في الغزل في أم جندب،
ويكون الفائز من يحسن الغزل فيها،

وكان هذا هو الأقرب إلى العقل لو كان الأمر مباحًا،
فهي امرأة وتستطيع أن تحكم أي الكلام أمالها أكثر
ومن هو الأبرع في غزلها،

2- ولكن أنفة العربي، أن يتغزل أحد في زوجته أمامه
حتى لو على سبيل اللعب والمسابقة

3- وقد جاء الإسلام بمكارم الأخلاق،
ونقض ما كان من الأخلاق السيئة عند العرب،

4- وأقر ما كان عندهم من حسن الأخلاق مثل الكرم والشجاعة
والغيرة على الحريم والشهامة،

فمن غير المتصور أن يأتي الإسلام على قوم هذه أخلاقهم،
فينقص من محاسنهم لا يزيد.

2- من عادة العرب أن يبدءوا بالغزل أي غرض وأي قصيدة،
فبدأ الأمير امرؤ القيس بغزله في زوجته أم جندب،
وتعفف في ألفاظه أمام صاحبه لأن المتغزل فيها هي زوجته،
وكان المعهود عن امرئ القيس التصريح بالغزل،

وبدأ علقمة بالغزل ولكنه لم يتغزل في زوجة صاحبه،صريحا
بل قال الغزل عامًّا؛ لأن هذا أمر غير مقبول عند الجاهليين،
فما بالنا بالمسلمين.

3- لمجرد أن حكمت أم جندب لعلقمة على زوجها
في غرض هو وصف الفرس وليس في الغزل ،

إلا أن أنفة العربي الجاهلي أبت أن يبقيها على ذمته بعد ذلك،
فكيف نقول نحن بعد ذلك أن مسابقة في أشعار الغزل يلقيها الرجل
على أسماع امرأة، بل وموجه إليها،
فترد عليه بشعر من أشعار الغزل موجه إليه

حلال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وقد قال عنترة بن شداد العبسي، وهو من شعراء الجاهلية

وأغض طرفي ما بدت لي جارتي.....
حتى يُواري جارتي مأواها

إني امرؤ سمح الخليقة ماجد.....
لا أُتبع النفس اللجوج هواها
ــــــــــــ
قدم هذه الفتوى
الأستاذ ـ أحمد المرشدي
أستاذ اللغة العربية والشريعة الإسلامية

الأستاذ ـ عمرو المرشدي
ألمحام وماجستير في الشريعة الإسلامية

الشيخ ـ سيد المرشدي
الداعية الإسلامي

هل يجوز أن يتبادل الرجل والمرأة الشعر الغزلي ؟؟؟ 11990487_174048719598975_7297900200930750667_n

هل يجوز أن يتبادل الرجل والمرأة الشعر الغزلي ؟؟؟ 11990487_174048719598975_7297900200930750667_n

يا الله

ايه الموضوع الجامد ده
ابي وشيخنا الفاضل

ما توقعت كل ده ممكن يحصل نتيجة موضوع مناظره شعريه

لاني رايته في جميع المنتديات تقريبا

باخده على انه مسابقه او مشاركه ترفيهيه بين الاخوان والاخوات الاعضاء في اى منتدى

مجرد بنبتدى اول الابيات الشعريه بنهاية الحرف الذي انتهى به العضو السابق ابياته

ماهو مشاعر او احاسيس شخصيه

يمكن مر امامكم في احد المنتديات ماجعلكم قلقتم من هذه المواضيع
الحمد لله خير
وجزاك الله خيرا ابي وشيخنا الفاضل الاستاذ مرشدي
وارجوا ان تشكر بالنيابه عنا الاستاذ احمد المرشدي
والاستاذ عمرو المرشدي
وشكرا لحضرتك طبعا

وجزاكم الله خيرا
وجعل مجهودكم الطيب في ميزان حسناتكم
شكرا لكم جميعا

جزاك الله خيرا

الأخت الكريمة ــ داعية الخير

بنتي الكريمة ــ نور الشمس

الأخ الكريم ـــ أحمد السيد

نسأل الله رب العالمين أن يجعله في موازين حسناتكم
وأن يرزقنا التقى العفاف والغني

وأن يقينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

وأن يلهمنا السداد وحسن الرشاد

وأن يقينا من النار ومن عذاب النار

وأن يرزقنا حسن الخاتمة

ونقول للأخوة والأخوات
أن ما قدمناه ليس موضوعا
وإنما فـتــــــوى

والفارق كبير بين الفتوى والموضوع
فالفتوى ليست من عند أنفسنا إتما نحن أمناء في الفتوى
وننقل ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما نقل عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان
وما نقل عن العلماء من الكتاب والسنة

ثانيا ــ الفتوى عامة لكل الناس وليست خاصة بأحد
فهذا الأمر منتشر بصورة كبيرة في المنتديات
وعلي صفحات التواصل الاجتماعي
وأصبح آفة بالمجتمع

ومهمة العلماء هو تشخيص الداء ووصف الدواء

ولتنقية المجتمع من الأمراض والأدران
وتحذير الناس من الوقوع فيه
فالوقاية خير من العلاج

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما
قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم
يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات
لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه
ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام
كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه
ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه
ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله
وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)

نسأل الله العظيم أن يعصمنا من الذلل
وأن يرزق بناتنا وأبنائنا العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة
وأن يهدينا إلى حسن الصواب
إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلي الله علي محمد وعلي أله وصحبه وسلم

اللهم امين يارب
جزاك الله خيرا والدنا وشيخنا الفاضل الاستاذذ مرشدي
وبارك الله في مجهودكم الطيب

داعية الخير

الله يبارك فيكي

ويخليكي

ولا تحرميني من دعاكي

اللهم امين