السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهنصّ الحديث :
روي عن النبي أنه قال لعلي بن أبي طالب
: يا علي لا تنم قبل أن تاتي بخمسة أشياء هي : قراءة القرآن كله والتصدق بأربعة آلاف درهم وزيارة الكعبة وحفظ مكانك في الجنة ورضاء الخصوم . فقال علي كرم الله وجهه : كيف ذلك يا رسول الله : قال أما تعلم أنك إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله ، وإذا قرأت سورة الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم ، وإذا قلت ( لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو على كل شي قدير ) عشر مرات فقد زرت الكعبة ، وإذا قلت ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة وإذا قلت ( أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) فقد رضيت الخصوم .هذا الحديث باطل ومكذوب ..فقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة برقم 9604 تبين أن هذا الحديث لا أصل له ،
بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الشيعة .. إلخ . فتاوى اللجنة 4/462 .
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_271.shtml
قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ : هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا: كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصح أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن من حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين، ومن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمداً فليتبوأ مقعده من النار؛ إلا إذا ذكره ليبين أنه موضوع ويحذر الناس منه، فهذا مأجور عليه، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علي بن أبي طالب_
فتاوى إسلامية 4/111 .
جواب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى جواباً على سؤال السائلة عن حديث : " يا علي ، لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء ، هي: قراءة القرآن كله ، والتصدُّق بأربعة آلاف درهم ، وزيارة الكعبة ، وحفظ مكانك في الجنة ، ورضاء الخصوم .. ) إلى آخره .
فأقول إن هذا الحديث
حديث باطل لا أصل له ، وفيه من علامات الوضع ما لا يخفى على أهل العلم ، مع أنه قد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن قراءة سورة الإخلاص : " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن انظر ما رواه البخاري (5013) ومسلم (811) ، وصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في فضل سورة الفاتحة أحاديث متعددة انظر ما رواه البخاري (4474) ومسلم (806) ، وكذلك صح في صنوف الذكر من التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير وغير ذلك أحاديث ووردت فيها نصوص ، لكن هذا الحديث المسؤول عنه بهذا اللفظ وبهذه المقادير والأجور والخصائص لا يصح .
وفي هذا السياق فإني أنبه إلى أن هناك كتاباً يتضمن وصايا من النبي – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وقد طُبع مراراً أنه كتاب مكذوب على نبينا – صلى الله عليه وسلم - ، يجب الحذر منه وتحذير الناس منه . وقد نبّه العلماء على كذب غالب الوصايا المنسوبة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – زوراً وبهتاناً والموجَّهة – بزعمهم- إلى عليّ – رضي الله عنه – مبدوءة بعبارة : " يا علي " حتى قال بعض أهل العلم : " إن وصايا علي المصدّرة بياء النداء كلها موضوعة غير قوله – صلى الله عليه وسلم -: " يا علي، أنت مني بمنـزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " فقد رواه أحمد (27467) وانظر ما رواه البخاري (3706) ومسلم (2404) وإن كان في هذا الحصر نظر، لكن يبقى أن غالب هذه الوصايا مكذوب، فعلى المسلم أن يحذر من أمثال هذه الأحاديث وأن يسأل عنها أهل العلم .
ومن هذه الوصايا ما أورده ابن الجوزي في الموضوعات ( رقم 1677، 1678) والصنعاني في الموضوعات ( رقم 9،
، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ( 2/373 – 376) ، والأسرار المرفوعة لملا علي القارئ ( رقم 614) والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع له أيضاً ( رقم 436) والتنكيت والإفادة لابن هِمّات
(44-45) . والله أعلم
. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .