حكم دفع المرأة زكاة مالها لزوجها
السؤال: هل
يجوز للمرأة أن تدفع زكاة مالها لزوجها إذا كان مستحقاً؟ الجواب: فيه خلاف بين أهل
العلم، والصواب أنه لا بأس، إذا كان فقيراً وأعطته زكاة مالها فلا بأس على
الصحيح.
حكم تشريح الموتى والتبرع بأعضائهم
السؤال: ما
هو حكم تشريح الموتى والتبرع ببعض أعضائهم مثل الكليتين والقلب، كما هو معمول به في
بعض المستشفيات، وقد وجدنا من يقول بتحريمه وعدم إباحته؟ الجواب: تشريح المسلم
للعبث لا يجوز، تشريح جثته وهو ميت، بل يجب احترامه، وأن يكفن ويغسل ويصلى عليه
ويدفن محترماً، أما الانتفاع بشيء من أجزائه بعد موته فهذا فيه خلاف بين العلماء؛
علماء العصر ومن قبلهم، منهم من أجاز أن ينتفع بشيء منه؛ لأنه يئول إلى التراب
ويذهب إلى التراب إذا أوصى بذلك، كأن يوصي بكليته أو يوصي بشيء آخر من أجزاء بدنه،
فذلك عند جمع من أهل العلم جائز، وقد قرر مجلس هيئة
كبار العلماء بالأكثرية، ومجلس المجمع
الفقهي الإسلامي التابع للرابطة
بالأكثرية، جواز ذلك لمصلحة المسلمين إذا أوصى بشيء لأخيه المسلم، من كلية أو غير
ذلك لإتلاف ما به من المرض والخلل في كليته ونحوها، فإذا أوصى بذلك ولم يترتب على
هذا فتنة بين الموصى له وبين الورثة، أجاز ذلك الأكثرون من علمائنا الموجودين؛
نظراً للمصلحة العامة، كما يتبرع في صحته بماله ويساعد إخوانه ببدنه، ويدافع عن
إخوانه ببدنه وهو حي، فهكذا إذا تبرع لهم بشيء من جسمه الذي سوف يكون إلى التراب
وسوف يذهب لينفع به بعض إخوانه. وقال آخرون من أهل العلم: لا يتصرف في جسده، ولا
يتبرع منه بشيء؛ لأنه لا يملك جسده فلا يتصرف فيه، ولا يقطع منه شيئاً لا بإذنه ولا
بغير إذنه، احتراماً له، والأفضل الأول، ومنهم الأكثر من أهل العلم الذين قد درسوا
هذا الموضوع واعتنوا به، ورأوا أن من الصالح العام ومن الفوائد أن يتبرع لأخيه
المحتاج إلى شيء من جسمه بعد وفاته، والله جل وعلا أعلم. السائل: وهل يجوز الأخذ من
الكافر؟ الشيخ: من باب أولى. حال حديث: (الدنيا ملعونة) ومعناه
السؤال: ما مدى صحة حديث: (الدنيا
ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه)؟ وما معنى هذا الحديث؟
وهل اللعن شامل لكل ما في الدنيا من جماد وحيوان وخاصة المستخدم منها في معصية
الله؟ الجواب: الحديث لا بأس به وإسناده جيد، ومعناه عند أهل العلم: (ملعونة)، أي:
مذمومة، كما قال تعالى: إِنَّ
شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ
الْأَثِيمِ [الدخان:43-44]،
وسماها في موضع آخر: وَالشَّجَرَةَ
الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60]، بمعنى: مذمومة.. فالدنيا مذمومة ومذموم ما فيها، إلا ذكر
الله، وتوحيده وطاعته سبحانه، وما والى ذلك من المؤمنين والأخيار المطيعين لله من
أهل الإسلام، وعالماًَ ومتعلماً، فما كان لله وفي طاعة الله وفي الخير، وما كان
يعين على طاعة الله؛ فليس بمذموم، وما كان في سبيل الكفر والضلال والإعانة على
المعاصي فهذا هو المذموم، ولهذا قال: (إلا
ذكر الله وما والاه)، ما والاه من طاعة الله ورسوله، وما يعين العبد على
طاعة الله ورسوله، هذا هو الذي ليس بمذموم، وأما ما أعان على طاعة الشيطان ومعصية
الرحمن من مال أو غيره فهو المذموم، وهكذا الجاهل الذي يعين على معاصي الله، وهكذا
كل شيء يستعان به على معاصي الله فهو مذموم، وإنما الممدوح المثني عليه ما أعان على
طاعة الله، ونفع عباد الله من مال وغيره حكم تأخير الصلاة إلى بعد انتهاء وقتها تعمداً
السؤال:
هناك من المسلمين من يقوم بتوقيت الساعة على الساعة السابعة صباحاً، ما حكم هؤلاء
حيث أنهم لا يصلون الفجر إلا بعد طلوع الشمس؟ الجواب: هذا منكر عظيم، وفساد كبير،
وآفة عظمى، لا يجوز للمسلم أن يفعل ذلك؛ لأن معناه: العزم على تأخيرها عن وقتها،
وهذا منكر لا يجوز، بل يجب ترك ذلك. ونصيحتي لمن فعل ذلك أن يوقت الساعة على الوقت
عند آذان الفجر؛ حتى يصلي مع المسلمين، وحتى يؤدي حق ربه في وقته مع إخوانه
المؤمنين، وهكذا المرأة يجب عليها أن تؤدي الصلاة في وقتها، ولا يجوز التأخير إلى
بعد طلوع الشمس، ولا غيرها، كالظهر إلى وقت العصر، والعصر إلى وقت المغرب، أو إلى
أن تصفر الشمس، كل هذا لا يجوز، وهكذا المغرب لا يجوز تأخيرها إلى أن يغيب الشفق،
وهكذا العشاء لا يجوز تأخيرها إلى نصف الليل، بل يجب أن تؤدى قبل نصف الليل.
والمقصود أن الواجب أن تؤدى الصلوات في أوقاتها، ولا يجوز تأخيرها لا للرجل ولا
للمرأة، وتأخيرها عن أوقاتها من أكبر الكبائر، وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم من
فعل ذلك، وأمر أن تؤدى الصلاة في وقتها، وقال: (إنه
يأتي عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فمن أدرك ذلك فليصل الصلاة لوقتها، فإن
أدركته الصلاة وهو معهم صلى معهم نافلة). والمقصود أن الواجب على
المؤمنين والمؤمنات أداء الصلوات في أوقاتها، والحذر غاية الحذر من تأخيرها عن
أوقاتها، ومن فعل ذلك استحق أن يعزر ويؤدب من جهة ولاة الأمور، ومن جهة أهل الحسبة
أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا ثبت أنه يؤخرها عن وقتها استحق أن يؤدب
ويعاقب. السائل: ورد أنكم كفَّرتم من تعود على ذلك، فما صحة ذلك؟ الشيخ: من عزم على
الترك يكفر على الصحيح .. من عزم على تركها وليس على تأخيرها، من عزم على تركها
بالكلية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد
الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، ويقول صلى الله عليه
وسلم: (بين
الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) فالذي يعزم على تركها، أو يتركها
إلا يوم الجمعة، أو إلا في رمضان؛ فهذا كافر، على الصحيح من قولي العلماء. وقال
آخرون من أهل العلم: إنه يكون كافراً كفراً أصغر لا كفراً أكبر إذا لم يجحد الوجوب،
أما إذا جحد وجوبها كفر إجماعاً، لكن الصواب والأرجح من القولين: أنه متى تركها
عامداً عازماً على تركها فإنه يكفر بذلك وإن لم يجحد وجوبها، ولو فعلها بعض
الأحيان، أو فعلها يوم الجمعة، أو فعلها في رمضان، فلا يغنيه ذلك، نسأل الله
السلامة والعافية! حكم الأموال المكتسبة من الحرام
السؤال: ما
حكم دخل الذين يبيعون أشرطة الفيديو وأشرطة الأغاني؟ وما حكم دخل من يقوم بتأجيرهم
المحلات لهم هداهم الله إلى الصواب؟ الجواب: بيع آلات الملاهي وما حرم الله أمر
منكر، وثمنه حرام؛ لأنه ثمن لما حرم الله بيعه، وكذلك من يؤجر عليهم وهو يعرف أنهم
يفعلون هذه الأشياء فلا يجوز أن يؤجر عليهم، كما لا يجوز أن يؤجر على من يستأجر
لجمع البغايا والزناة أو شراب الخمر أو نحو ذلك؛ لأنه معين على معاصي الله، والله
يقول: وَلا
تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، فلا يجوز أن يؤجر محله لبيع خمر، أو لتصوير، أو
لآلات الملاهي، أو لغيرها من معاصي الله؛ لأنه قد أعانهم على الإثم والعدوان، ومن
كان يقبل هذا يأكل سحتاً وإثماً، نسأل الله العافية! حكم رفع الصوت بالذكر عقب الصلوات
السؤال: هل
رفع الصوت بالتسبيح بعد الفريضة سنة مثل مشروعية رفع الصوت بالتهليل؟ الجواب: الذكر
بعد الصلاة يستحب رفع الصوت به، قال ابن
عباس رضي الله عنهما: [كان
رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم]، وقال : [كنت
أعلم أنه انصرف من الصلاة إذا سمعته]، وقال : [ما
كنا نعرف انتهاء صلاة رسول الله إلا بالتكبير]، أي: إذا أتى الصبيان من
عند الأبواب يسمعونهم فيعرفون أنهم قد انتهوا من الصلاة. فالسنة بعد الصلاة أن
يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل
وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا
مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحان الله، والحمد
لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، كل هذه يستحب رفع الصوت بها بعد الصلوات الخمس،
ويزيد في الفجر تكرار عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، بعد الفجر وبعد المغرب بزيادة، ويكررها بعد
السلام وبعد الانصراف إلى الناس إذا كان إماماً عشر مرات، بعد قوله: أستغفر الله
ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، كل هذا
مستحب، ويرفع الصوت به كما كان يرفع به في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، ولأن
الناس يحتاجون إلى التنبيه والتعليم والتذكير، فإذا رفع الصوت بذلك ذكر الناس ونبه
الجاهل، حتى يشتركوا في ذلك ويتعاونوا عليه. وبعض الناس يظن أن هذا غير مشروع
لجهله؛ ولأنه عاش في بيئة لا ترفع، فيظن أنه غير مشروع، والسنة رفع الصوت بذلك،
رفعاً متوسطاً ليس فيه إزعاج، بحيث يسمعه من حول الأبواب وحتى يعرفوا أنهم سلموا من
الصلاة، هذا هو المشروع، لا يكون سراً بينه وبين نفسه. السائل: في جميع الأوقات؟
الشيخ: يكون في جميع الأوقات الخمسة، لكنه يزيد في الفجر والمغرب تكرار: لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر
مرات، زيادة على ما هو معروف في الصلوات الأخرى: الظهر والعصر والعشاء، فإن السنة
بعد السلام للإمام والمنفرد والمأموم أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر
الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، هذا مشروع
للجميع، الرجال والنساء، والإمام والمنفرد والمأموم. ثم بعد ذلك ينصرف الإمام إلى
الناس ويعطيهم وجهه، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير، وهكذا المأموم والمنفرد، يقول هذا الذكر بعد قوله: اللهم أنت
السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا
إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله
إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، قال ابن
الزبير رضي الله عنه: )كان
النبي عليه الصلاة والسلام يقولها إذا سلم)، وهكذا قال المغيرة:
(كان
إذا سلم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك
الجد)، والمراد فيما بعد قوله: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام...
ولما اشتكى فقراء المهاجرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس عندهم صدقات
يتصدقون بها كالأغنياء، وليس عندهم عبيد يعتقون كالأغنياء، قال لهم النبي عليه
الصلاة والسلام: (ألا
أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم، وتسبقون من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا
من صنع مثلما صنعتوا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل
صلاة ثلاثاً وثلاثين)، وقال في حديث أبي
هريرة: (
يقول بعد ذلك: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير)، وفي الحديث: (من
قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)، وهذا وعد عظيم وفضل كبير،
ينبغي المحافظة عليه رجاء هذا الوعد، ورجاء حصول المغفرة، مع الاستقامة على طاعة
الله، ومع الحذر من معاصيه. السائل: اللهم أجرني من النار، هل العبارة صحيحة؟
الشيخ: هذه تقال في الفجر والمغرب، لكن الحديث في سنده ضعف، وإذا فعله الإنسان فهو
حسن إن شاء الله؛ لأن سنده مقارب للحسن، وفيه لين، فإذا فعله الإنسان فلا حرج إن
شاء الله.
حكم مشاهدة المصارعة
السؤال: ما حكم مشاهدة المصارعة الحرة، مع أنها تظهر الرجال
وهم مكشوفين العورة؟ الجواب: المصارعة فيها خطر، ولا سيما إذا كان معها ملاكمة،
فالملاكمة منكرة؛ لأنها خطر على الناس، وإذا كانت مصارعة بدون ملاكمة فلا بأس به،
لكن مع الرفق والبعد عن الخطر الذي يضر به أحدهما الآخر، أما إذا كان فيه بدو عورات
فلا يجوز للمتصارعين ولا للمشاهدين، إذا كان مع بدو الأفخاذ أو العورة الشديدة
القبيحة فهذا محرم، المقصود أن جنس المصارعة لا بأس بها على الطريقة التي ليس فيها
خطر، فقد صارع النبي صلى الله عليه وسلم يزيد
بن ركانة فصرعه، وهذا الأمر معروف عند العرب، وفيها تمرن على القوة، لكن
بشرط أن يكون ذلك على طريقة سليمة ليس فيها تعرض لأسباب الهلاك، ولا يكون فيها كشف
للعورات، ومشاهدتها لا تجوز إذا كان فيها كشف للعورات، كالفخذ، أو السوأة العظمى،
فلا يجوز ذلك. السائل: إذا كان الذين يفعلون المصارعة كفاراً؟ الشيخ: سواء كانوا
كفاراً أو مسلمين، إذا لم تكن فيها ظهور عورات فلا بأس بها والنظر إليها إذا لم تصد
عن ذكر الله، ولم تشغل عن صلاة ولا عن واجب حكم الوضوء والغسل من تغسيل الميت
السؤال:
توفي عندنا طفل صغير، وقامت والدتي بتغسيله وتكفينه، وعندما حضرت الصلاة توضأت
للصلاة وصلت، وقيل لها بعد الصلاة: يلزمك أن تغتسلي ولا يكفيك الوضوء، فما قولكم؟
الجواب: الوضوء يكفي، والغسل مستحب وليس بواجب، الغسل لمن غسل ميتاً مستحب، والوضوء
يكفي وليس بواجب على الصحيح إذا كان المغسل لم يمس عورة الميت، إنما يشرع الوضوء،
وقال بعض أهل العلم بوجوبه، ولكن إذا كان المغسل ما مس العورة فليس هناك دليل على
الوجوب، فإذا توضأ واغتسل كان ذلك أفضل؛ لأن عائشة
رضي الله عنه قالت: (كان
النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من غسل الميت)، وكان معروفاً بين
الصحابة الغسل من غسل الميت. أما الوضوء فاختلف العلماء فيه، فقال بعضهم: يجب، وقال
بعضهم: لا يجب، والصواب: أنه يجب إذا كان المغسل مس عورة الميت، أما إذا ما مسها
فلا يجب، لكن إذا توضأ احتياطاً وخروجاً من خلاف العلماء فإن ذلك يكون أحسن، وليس
له أن يمس العورة، بل يغسلها من وراء حائل، المغسل يجعل على يديه خرقه يغسل بها
العورة ولا يمسها. حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخريين في الثلاثية
والرباعية
السؤال: إذا
أدركت مع الإمام في الصلاة الرباعية ركعتين، وبعد السلام قمت أكمل ما فاتني، فهل
يشرع لي أن أقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن أم أكتفي بقراءة الفاتحة في
الركعتين؟ الجواب: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن
اهتدى بهديه، أما بعد: فالصواب أنما يدركه المأموم مع الإمام هو أول صلاته، ما
أدركته مع الإمام هو أول صلاتك، فإذا أدركت معه ثنتين فهاتان الثنتان اللتان
أدركتهما هما أول صلاتك، تقرأ الفاتحة وما تيسر معها إذا أمكنك ذلك، وما تقضيه هو
آخر صلاتك؛ لأن الصلاة لا تنعكس، فلا يكون آخرها أولها، فما أدركته فهو أولها، وما
تقضيه فهو آخرها، وعلى هذا إذا كنت أدركت ركعتين في الرباعية أو الثلاثية فإنك تقرأ
الفاتحة فقط دون الزيادة، هذا هو الأفضل، لكن في الظهر لو زدت شيئاً بعد الفاتحة
فلا بأس؛ لأنه جاء في حديث أبي
سعيد ما يدل على أن الرسول عليه السلام كان يزيد في الثالثة والرابعة في
الظهر زيادة على الفاتحة في بعض الأحيان. والمقصود أن ما أدركته هو أول صلاتك، وما
تقضيه هو آخر صلاتك، والسنة في الأخيرتين الفاتحة فقط في العصر وفي العشاء وفي
الظهر، وفي المغرب الركعة الأخيرة الفاتحة فقط، لكن لو قرأ زيادة في الظهر بعض
الأحيان آيات أو بعض السور القصيرة في الثالثة والرابعة فلا بأس؛ لما جاء في حديث
أبي
سعيد ما يدل على أنه كان ربما فعله بعض الأحيان. أما أبو
قتادة رضي الله عنه فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في
الأخريين بفاتحة الكتاب، كما رواه الشيخان من حديث أبي
قتادة . حكم بيع الدم
السؤال: ما
حكم بيع الدم مع أن المستشفيات تبيعه؟ الجواب: بيع الدم لا يجوز، ثبت في الصحيح أن
النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى
عن ثمن الدم)، فالدم لا يجوز بيعه؛ لأنه محرم، ولكن لا بأس بالإسعاف به،
لا بأس أن يسعف الإنسان أخاه بالدم إذا اضطر إلى ذلك، يسعفه بواسطة الأطباء
العارفين، فيأخذ من الصحيح دماً لا يضره لإسعاف المريض المحتاج إلى الدم، لكن بغير
الثمن، لكن لو اضطر المسعف لشرائه جاز له وحرم على البائع الثمن، ولو اضطر المريض
إلى الإسعاف، ولكنه لم يحصل عليه إلا بثمن جاز له بذل الثمن وحرم على الآخذ البائع
الثمن؛ لأنه بيع دم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الدم. السائل: وما
حكم عقد الجوائز على التبرع بالدم؟ الشيخ: هذا أسهل من المبايعة، الهدية التي تهدى
إليه أو الجائزة التي تهدى إليه من غير مشارطة بالهدية أمرها أسهل، أجازها جمع من
أهل العلم؛ لأنها ليست مشارطة ولا مبايعة، إنما هي هدية، كما يُهدى لصاحب التيس أو
الجمل أو الحصان الذي يضرب به ما عنده من الإناث، فإذا أهدى إليه شعيراً أو أهدى
إليه قتاً أو شيئاً للدابة هذه من دون أن يشارطه على شيء؛ لأنه لا يجوز بيع عسب
الفحل، ولا يجوز بيع غراب الفحل، لكنه لو أهدى إليه شيئاً لتيسه أو حصانه أو ثوره
أو جمله، فلا بأس من باب الهدية لا من باب المشارطة.
حكم من جامع امرأته في نهار رمضان
السؤال: جامع زوجته في يوم من أيام رمضان بجهالة وبرضاهم الاثنين -أي: الزوج والزوجة- على أنه ليس بالمعصية الكبيرة، ونريد أن تعلمنا ما هو السبيل للتكفير عن ذنوبهما؟ الجواب: الجماع في رمضان من الكبائر، ولا يجوز للرجل ولا للمرأة، وإذا أرادها يجب عليها الامتناع، ولو بدفعه بالقوة، ولا يجوز لها أن ترضى بذلك ولا أن تعين على ذلك، وإذا وقع وجبت التوبة والكفارة معاً والقضاء، إذا وقع هذا الجماع وجبت أمور ثلاثة: الأمر الأول: قضاء اليوم الذي وقع فيه الجماع مع الإمساك، فعليهما الإمساك فيه وإتمام الصوم مع القضاء. الأمر الثاني: التوبة إلى الله من ذلك والندم والإقلاع، وعدم العودة إلى ذلك؛ لأنه جريمة وكبيرة، والله حرم على المسلمين الجماع في نهار الصيام، وإنما أحل لهم الجماع في الليل. الأمر الثالث: الكفارة، وقد ثبت أن رجلاً قال: (يا رسول الله! هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: أتجد رقبة تعتقها؟ قال: لا. قال: هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا. قال: هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا.)، رجل فقير، فبين عليه الصلاة والسلام أن الواجب عليه العتق أولاً إن قدر، فإن عجز فصيام شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجز فإطعام ستين مسكيناً، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد من تمر أو غيره، مقداره كيلو ونصف تقريباً، هذه هي الكفارة في الجماع في رمضان، وفي الظهار إذا حرم زوجته، الكفارة واحدة مرتبة، العتق، ثم الصيام، ثم الإطعام حسب الطاقة. والمرأة كذلك، فالقاعدة: أن الأحكام الثابتة في حق الرجال تثبت في حق النساء، وهكذا العكس؛ ما ثبت في حق النساء ثبت في حق الرجال، إذا ما قام عليه الدليل بأنه خاص بهذا أو بهذا، وإلا فالأصل أنهما سواء في الأحكام؛ لأنهما مكلفان، فهما سواء في الأحكام إلا ما خصه الدليل. ولو كان عليها أو عليه أيام من رمضان وحصل الجماع في أيام القضاء في شوال أو في أشهر أخرى، فيجب قضاء اليوم الذي فسد بالجماع، وعليهما التوبة، ولكن لا يجب فيه كفارة، إنما الكفارة على الصحيح إذا وقع الجماع في نفس رمضان في زمانه؛ لهتك الحرمة، أما في القضاء فلا تجب الكفارة، لكن يجب القضاء؛ لكونه أفسد الصوم، مع التوبة إلى الله من ذلك. |
|
|
زكاة حلي النساء
حكم استعمال حبوب منع الحمل في رمضان وحكم رفع المرأة صوتها على
زوجها
السؤال: هل
يجوز شرب حبوب منع الحمل في رمضان؟ وما حكم رفع صوت المرأة على زوجها؟ الجواب: لا
حرج في استعمال، الحبوب في رمضان لأجل الصوم مع الناس والصلاة مع الناس، إذا كانت
لا تضرها بعد استشارة الطبيب، فإذا أشار الطبيب بأنها لا تضر، وعرف عنها أنها لا
تضر، فلا بأس، حتى تصوم مع الناس، وحتى تصلي مع الناس، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
أما رفع صوتها على زوجها، وسوء أدبها مع زوجها فهذا لا يجوز، والواجب عليها السمع
والطاعة لزوجها، وحسن الكلام وطيب الكلام منه ومنها، عليه أن يطيب الكلام هو وعليها
أن تطيب الكلام، كل منهما عليه ذلك، يقول الله : وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]،
ويقول سبحانه: وَلَهُنَّ
مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ
[البقرة:228]، فعلى الزوج أن
يخاطبها بالمعروف، وأن يكون طيب الكلام، حسن البشر، لا فظاً ولا غليظاً، ولا
عنيفاً، ولا خبيث الكلام واللعن، ولكن يكون طيب الكلام، طيب البشر، طيب الملاقاة،
حسن الخلق مع أهله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم
خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (خياركم
خياركم لنسائهم، وأكملكم إيماناً أحسنكم خلقاً)، وعليها هي أيضاً حسن
الخلق، والكلام الطيب، وحسن الأدب مع زوجها، والتواضع، وعدم التكبر عليه، وعدم
العصيان، وإذا طلبها لحاجته أجابت إلى ذلك في الليل أو النهار، وإذا طلبها إلى
فراشه وجب عليها الإجابة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا
دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح)،
وفي اللفظ الآخر: (حتى
يرضى عنها)، فالواجب عليها السمع والطاعة والاستجابة، إلا إذا عجزت لضرر
بها أو لمرض بها فالله يقول: فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] .. لا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، أما أن تعصيه في ذلك من دون عذر فلا يجوز لها لا
في الليل ولا في النهار؛ لأنها سكن له، ومن أسباب عفته، وهو من أسباب عفتها أيضاً،
فعليهما التعاون فيما يعفهما جميعاً، وفيما يطيب عيشهما، وفيما يريحهما جميعاً،
وعليه أن ينصفها من نفسه، وعليها أن تنصفه، كل منهما عليه أن ينصف أخاه في الله عز
وجل، بالتعاون على الخير، والكلام الطيب، وحسن الكلام، وعدم السب والعنف، وعدم
اللعن لا منه ولا منها، كل منهما يتحرى الخير، ويحرص أن يكون خيراً من الآخر في
عشرته وفي أخلاقه وفي جميع شئونه، والله المستعان. نصائح في طريق الاستقامة والهداية بعد الانتكاسة
السؤال: أنا شاب كنت مستقيماً وانحرفت عن الطريق المستقيم بسبب
أصدقاء السوء، والحمد لله عدت مرة أخرى إلى الطريق المستقيم، وإلى كتاب الله وسنة
نبيه، فبماذا تنصحني يا فضيلة الشيخ؟! الجواب: أنصحك أولاً: أن تحمد الله على أن
هداك ورجعت إلى الصواب، تحمد الله وتثني عليه، وتسأله الثبات على الحق في صلاتك ..
في سجودك .. في آخر التحيات .. في آخر الليل .. بين الأذان والإقامة، في كل وقت
تسأل ربك أن يثبتك على الحق، وأن يعيذك من جلساء السوء. وأوصيك ثانياً: بالتفقه في
الدين, وطلب العلم، والإكثار من قراءة القرآن، وحفظ ما تيسر من سنة النبي صلى الله
عليه وسلم، مثل: كتاب
التوحيد ، وبلوغ
المرام ، والعقيدة
الواسطية ، وعمدة
الأحكام ، والأربعين
النووية ، وما أشبه ذلك مما ينفعك. وأوصيك ثالثاً: بصحبة الأخيار،
والحذر من صحبه الأشرار، عليك بصحبه الأخيار دائماً، والبعد عن الأشرار الذين
يجرونك إلى الباطل، فالجلساء لهم خطر عظيم إذا كانوا أشراراً، فيجب الحذر منهم،
وعليك بالحرص على التماس الأخيار، فإن لم تجد أصحاباً أخياراً فالزم بيتك، من
المسجد إلى بيتك، أو إلى حاجتك في السوق، واحذر صحبة الأشرار، واجلس في بيتك إلا
وقت الصلوات ووقت الخروج للحاجات. وعليك أن تتفقه في الدين، وأن تجتهد في التفقه في
الدين؛ حتى تكون على بصيرة، مع الدعوة إلى الله، والنصح لعباد الله، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، حسب علمك وحسب بصيرتك، وسؤال الله الثبات على الحق
دائماً دائماً حكم من قال لزوجته: أنت حرام علي إذا فعلت كذا ففعلته ناسية
السؤال:
سائلة تسأل وتقول: قال لي زوجي في حالة عصبية شديدة: إذا كلمتيني خلال ساعتين فسوف
تحرمين علي شهر رمضان كله، وكلمته ناسية، فما الحكم جزاكم الله خيراً؟ الجواب: إذا
قال: إذا كلمتيني خلال كذا وكذا، ساعة أو ساعتين أو اليوم أو هذه الليلة فأنت حرام
علي، وكلمتيه ناسية فلا شيء عليكِ، فالله يقول: رَبَّنَا
لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فلا شيء عليك ولا تقع يمينه، هذا
التحريم لا يقع، وهكذا إذا كان قصده منعك وليس قصده تحريمك، وإنما قصده منعك من
الكلام فقط، وليس قصده التحريم لو فعلت، أو قال: إذا خرجت من البيت فأنت حرام، أو
إذا زرت آل فلان فأنت حرام، وقصده منعك وليس قصده تحريمك، فهذا كله فيه كفارة
اليمين ولا يقع به التحريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما
الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، فإذا قال: إن خرجت فأنتِ حرام
أو أنتِ طالق، أو كلمت فلاناً فأنت طالق أو أنت حرام، أو إن زرت آل فلان فأنت طالق
أو حرام، والمقصود منعك وليس قصده تحريمك ولا طلاقك، إنما قصده أن يمنعك من هذا
الشيء، فهذا له نيته والله أعلم بنيته، وعليه كفارة اليمين، إذا فعلتِ ما قال لك
وخالفتيه ولا يقع شيء من التحريم، ولا يقع شيء من الطلاق في أصح قولي العلماء رحمهم
الله. نصائح للشاب المراهق الذي لا يستطيع الزواج ولا الصوم
السؤال: شاب في سن المراهقة، فماذا أفعل علماً أني لا أستطيع
أن أتزوج، ولا أستطيع الصوم؟ الجواب: عليك أن تجتهد في طلب العلم، وصحبة الأخيار،
والحرص في حفظ نفسك عن صحبة الأشرار، وعن الذهاب إلى مواضع النساء، أو مواضع
الخمور، أو مواضع الفساد، لا تذهب إليها لا وحدك ولا مع الفساق، ابتعد عن مواضع
الشر، ومواضع الفسوق، وأصحاب السوء، والزم بيتك ومدرستك، واجتهد في طاعة الله،
والمحافظة على الصلاة في الجماعة، واسأل ربك العافية، وتسلم إن شاء الله. وعليك أن
تحرص على الزواج مهما استطعت أنت وأولياؤك، يساعدونك حتى تتزوج، ولو بالاستدانة
والله يقضي عنك، ويوفي عنك سبحانه وتعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من
أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه)، ويقول: (ثلاثة
حق على الله عونهم... وذكر منهم: المتزوج يريد العفاف)، فبادر بالزواج
وأبشر بالخير، واستعن بالله ثم بأهلك من أبيك أو أخيك ولو بالقرض حتى يوفي الله
عنك، تتسبب في البيع والشراء، أو تعمل، أو تتوظف ويوفي الله عنك إن شاء الله.
السائل: نرجو نصيحة في عدم المغالاة في المهور. الشيخ: ننصح جميع ولاة أمور النساء،
وننصح النساء أيضاً ألا يغالوا في المهور، لا الرجل ولا المرأة، لا وليها ولا هي،
نوصي الجميع بالتسامح في المهور وفي الولائم حتى يتيسر الزواج، نوصي الجميع بتخفيف
المهور وعدم التكلف في ذلك، وتخفيف الولائم، يكفي الوليمة القليلة الشاة والشاتان
ويدعو الأقربين ويكفي، إعلان النكاح وإظهاره مطلوب وهو من السنة، ولكن لا ينبغي
التكلف الذي يشق على الزوج ويحرجه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لـعبد
الرحمن بن عوف : (أولم
ولو بشاة). السائل: التكلف من الأمهات. الشيخ: كله من الرجل والمرأة،
على الأم وعلى الخالة والأخت أن يساعدوا على التخفيف والتسهيل في الزواج، وعلى ولي
الأمر أيضاً أن يتعاون مع أهل بيته، ولا يطيع امرأته في المغالاة ولا في الولائم،
مهما تيسر له ذلك، ونسأل الله لنا ولهم التوفيق حكم أخذ الأجرة على إمامة المصلين في رمضان
السؤال: هل
من أخذ أجرة على إمامة المصلين في رمضان إثم في ذلك؟ وهل ينقص أخذ الأجرة من أجر
الإمام؟ الجواب: المشارطة لا تجوز، المشارطة على ذلك لا تنبغي، أما إذا صلى بهم
وأهدوا إليه شيئاً أو أعطته الأوقاف شيئاً فلا بأس، أما أن يقول: لا أصلي بكم إلا
بكذا وكذا، فهذا لا ينبغي، لا ينبغي للمؤمن أن يفعل ذلك، ولكن يحتسب ويصلي بهم، فإن
أهدوا إليه شيئاً قبله.
حكم منع الرجل زوجته من مشاهدة التلفاز
السؤال:
سائلة تقول: لدي زوج مستقيم يمنعنا من رؤية التلفاز وغيره من المحاضرات، وهو يرى
الفيديو الذي لا يوجد فيه نساء، وكذلك يمنعنا من الذهاب إلى الحدائق. الجواب: زوجك
مأجور، والأصل أنه صالح، وهو يخاف عليكن من الشر، فهو مشكور على اجتهاده وعلى قصده
الصالح، ولكن لا مانع إذا أحضر عندكن أشرطة مفيدة، أو مسجلات مفيدة تنفعكن بدلاً من
رؤية التلفاز وما فيه من الشر، وإذا كان عندكن وفتحه ولا شيء ينفعكن وينفعه ثم
أغلقه عما يضر فلا بأس بذلك، المقصود أنه يتحرى الشيء الذي ينفعكن ولا يضركن ولا
يضره، أو يأتي إليكن بشيء ينفعكن من تسجيلات مفيدة، وأشرطة مفيدة تنفع، وهكذا ينبغي
سماع إذاعة القرآن، لأنها مفيدة، ونور على الدرب برنامج مفيد، أرى أن المرأة والرجل
يسمعوا ذلك، ولا ينبغي للزوج أن يمنع امرأته من سماع إذاعة القرآن، أو برنامج نور
على الدرب، أو المحاضرات المفيدة التي تنفعهن، هذا شيء مطلوب، ينبغي أن يعين على
ذلك، ولكن يمنعهن مما يضرهن من سماع الأغاني والملاهي والمسلسلات الخبيثة التي
تضرهن وتضر غيرهن، نسأل الله العافية والسلامة.
حكم النكت وحكم سماعها
كيفية التخلص من الأموال المحرمة
السؤال: شخص
ساهم في شركة، ثم تبين له بعد ذلك أن تعاملها محرم، فهل يجوز له أن يبيع الأسهم
بأسعارها اليوم وهي أكثر مما اشتراها به؟ الجواب: يأخذ الأسهم ويبيعها ويتصدق
بالزائد إذا كانت الشركة تتعامل بالربا فتيصدق بالزائد، ويأخذ سهمه، وإذا أخذ سهمه
كله فهو إنما باع نصيبه وما باع الربا، فلا حرج عليه، لكنه لا يأخذ الأرباح التي
جاءت إليه من الربا، فإن دخلت عليه تصدق بها إذا علم أنها ربا، فإذا كان دخل عليه
-مثلاً- عشرة آلاف يعرف أن منها ألفاً أو ألفين من الربا، فعليه أن يتصدق بالزائد
إذا عرف أنه من الربا.
حكم غسل المرأة إذا جامعها زوجها من غير إيلاج
[table id="AutoNumber2" width="96%" border="0" cellpadding="1" cellspacing="0"][tr][td width="100%"]
[right][color=blue][b]السؤال: إذا جامع الرجل زوجته من غير إيلاج مع حدوث الإنزال، فهل يجب الغسل على المرأة في هذه الحالة؟ الجواب: إذا جامع الرجل زوجته وأولج الذكر في فرجها وجب عليه الغسل وصار في حكم الجنب، وهي كذلك عليها الغسل، وهكذا لو فعل ذلك زناً وجب عليه حد الزنا -نسأل الله العافية- مع الغسل، وإذا أنزل وجب عليه الغسل أيضاً وإن لم يولج، إذا لامسها أو دنا منها أو قبلها فأنزل وجب عليه الغسل إذا أنزل المني وإن لم يجامع. أما هي ففيها تفصيل: إن أنزلت مثله فعليها الغسل، وإن لم تنزل فلا غسل عليها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماء من الماء)، أي: ماء الغسل من ماء المني، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل)، وفي لفظ: (إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل)، أي: إذا مس ختانه ختانها، إذا أولج الحشفة، ويقول صلى الله عليه وسلم: ([url=https://raby.own0.com/]إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل و
|
|