| وقفات مع قصة سليمان في القران | |
|
+6نسمة ليلى اسالك العفو مريم نور محمد وليد بحبكم في الله 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
وليد بحبكم في الله صاحب الموقع
الدولة : عدد المساهمات : 2471 تاريخ التسجيل : 12/03/2011
| موضوع: وقفات مع قصة سليمان في القران الأربعاء مايو 04, 2011 6:44 pm | |
| الحمد لله الذي أنزل كتابه الكريم هدى للمتقين، وعبرة للمعتبرين، ورحمة وموعظة للمؤمنين، ونبراساً للمهتدين، وشفاءً لما في صدور العالمين، أحمده تعالى على آلائه، وأشكره على نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحيا بكتابه القلوب، وزكى به النفوس، هدى به من الضلالة، وذكر به من الغفلة، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كان خلقه القرآن فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيها من القول والعمل، ورضي الله عن جنده وحزبه، ومن ترسم خطاه وسار على نهجه، ما تعاقب الجديدان، وتتابع النيران، وسلم تسليماً كثيراً0اما بعد عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والعلن والنجوى.عباد الله:- عنوان هذه الخطبة :وقفات مع قصة سليمان عليه السلام في القران الكريم 0 أيها الأخوة الكرام :سنقف وإياكم في هذه الدقائق الغالية مع آيات من القران مع قصة سليمان عليه السلام 0 لقد جاء في سورة النمل، ثلاث قصص عن سليمان عليه السلام.مع النملة، ثم مع الهدهد، ثم مع ملكة سبأ. لقد كان سليمان عليه السلام، نبياً من أنبياء الله، ومع ذلك كان ملكاً من ملوك الأرض في زمانه، وفوق كل هذا فقد منّ الله عليه، وعلمه لغة الحيوان والطير، وكان يفهم عليه الصلاة والسلام، ما تتخاطب به هذه الحيوانات والطيور. يقول الله تعالى: ) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ( النمل:15 وعند هذه الآية تكون الوقفة الأولى: وهي اعتراف داود وسليمان عليهما الصلاة السلام بنعمة الله عليهما بالعلم النافع، ونسبوا الفضل إلى الله تعالى0إن العلم نعمة وابتلاء يبتلي الله صاحبه ، وإن الله سائله عن علمه ماذا عمل به، فبماذا يجيب إولئك الذين جعلوا علمهم سلاحا يهاجمون به الدين والأخلاق والفضيلة، ويثنون بأقلامهم التي آتاهم الله عز وجل على أساطين الكفر والإلحاد ودعاة الرذيلة من أهل الفن والشعر والرواية ،ويسلون ألسنتهم عبر أطباق الفضاء لحرب الدين والسنة0 وفرحوا بما عندهم من الفصاحة والبيان)وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ( المنافقون:4 بل ربما بلغ ببعضهم الانهزام إلى التنكر لجذروه الإسلامية ونشأته الدينية، وكأنها عار يجب سترة 0)وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ( (النمل:16) هذا هو التواضع لله ،فأين علوم المتكبرين الذين احتقروا الخلق بسبب شهاداتهم التي حصلوها في جامعات الغرب0هذا سليمان وقد علمه الله منطق الطير فضلا عن ألسن الخلق ، وفهم كلمات النمل، واتاه الله من كل شي فرد الفضل لصاحب الفضل جل وعلا، واعترف بنعمة الله عليه،وفضله لديه، وظهرت آيات الملك وعلامات السلطان في قوله تعالى: )وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ( (النمل:17) جموع من كل الخلائق من الجن والأنس والطير والشياطين جنود كثيرة هائلة،فهم يوزعون يدبرون وينظمون في حل وترحالهم، فالدين دين النظام لا دين الفوضى والتمرد والخروج عن الأحكام، فكيف يتذمر الطلاب أو الطالبات من تطبيق النظام في مدارسهم أو كلياتهم مع قيام هذا النظام بمصلحتهم وحفظ أخلاقهم وحقوقهم 0إن الدعوة إلى التسيب دعوة شريرة ، يتبناها أعداء الفضيلة والنظام، يريدون بها خلخلة المجتمعات وتربيتها على الفوضى ،والتمرد ونبذ الأخلاق، والاستخفاف بحقوق الآخرين، بدعوى الحرية المزعومة0إن لمجتمعنا أيها الأخوة دينه الذي يحكمه وينظم تعاملات أهله وكل أحد يخرج عن منظومته يجب الأخذ على يديه ، فليس من الحرية الشخصية أن يطأ الطالب أو الطالبة على تعليمات المدارس أو الكليات ثم يجد من يدافع عن وجهة نظرة،وينافح عن تهوره وشذوذه0ليس من الدين في شيء ذلك الانحدار الأخلاقي الذي انحدر إليه بعض الطلاب من الجرأة على معلميهم ، فهذه الطيور العجماء انتظمت في جيش سليمان ولم تخرج عنه اليس لهؤلاء حلوما وعقولا ولو كعقول الطيور حتى يعلموا أهمية الطاعة في غير معصية الله لمعلميهم والمسؤولين عنهم0وتربيتهم على التهاون بما يأمرونهم به، إنه دعوة سفيهة بلاشك سيجنى ثمارها المجتمع إن لم يترب الجيل على الأدب ورعاية المصالح التي تقوم عليها الناس0)حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ( (النمل:18) هذا نداء تحذير ، وصرخة نذير، ونفس من أنفاس النصيحة صدعت به هذه النملة الصغيرة الناصحة لله درها كيف حملت هم هذا الواد الكبير وهي الصغيرة في حجمها الضئيلة في جسمها ، الضعيفة في قوتها، وقفت وقد رأت الجموع الهائلة فتحركت للنصيحة ونادت بنداء عذب مؤدب مهذب )َيا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ( (النمل: من الآية18) فلله هذه النملة كيف حذرت من الخطر وبينت الحل ولم تكتف بالصراخ والعويل واللطم والتأنيب والبكاء والشكوى بل قدمت خطة عاجلة للحل السريع الناجع ادخلوا مساكنكم، نحن بحاجة إلى هذه التصور العميق في حل المشكلات ، يجب أن نقدم الحلول بعد تشخيص المشكلات فالتلاوم والتشكي لا تزيل مشكلة ولا ترفع بلاء0نحن بحاجة إلى أدب النملة عند الخلاف وإحسان الظن بالآخرين خاصة من أهل العلم والفضل والدين ، فلا نطير بهفواتهم، ولا نضخم سهوهم أو غفلتهم، بل نحسن الظن ما أمكن ونقيل العثرة، ونذيب السيئة في بحر الحسنات، وننسى الخطيئة إذا جاءت في صحيفة الفضائل والمكرمات0فتبسم ضاحكا من قولها وعجب من نصحها وحرقتها على بنات جنسها وأدبها في الاعتذار لسليمان وجنوده، وعندها دعا الله تعالى عند هذه النعمة فقال: )رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ( (النمل: من الآية19)ومشهد آخر من مشاهد الملك والسلطان الذي آتاه الله سليمان : )وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ( : نعم إن مسؤولية الراعي الجسيمة ومهمته العظيمة تفقد الرعية أيا كانت هذه الرعية صغيرة أو كبيرة إنها الهم الثقيل ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته )0 هذا الملك العظيم والحشد الجليل الضخم من الجن والأنس والطير لم ينس معه سليمان الهدهد)وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ( النمل: 20-21 إن الغضب والحرقة والألم واضحة في مقالة سليمان، إن هم الراعي ، أين الهدهد لماذا غاب عن الجمع ، لماذا تأخر، هذا هو العزم والحزم والتدبير المنظم، لا وقت للمهاودة والمهادنة مع المتأخرين عن قافلة المجتمع والنشاز عن دينه وأخلاقه وقيمه، لا مكان للمستهترين بمسلماته ومعتقداته، )لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ( : إنه العدل لم يجزم بالذبح لأنه لا يدري ما هو الذنب أصغير أم كبير فإن كان صغيرا عذبه بقدر ذنبه،وإن كان كبير يستحق معه الذبح فعل0ثم قال أو ليأتيني بسلطان مبين: وهذا هو الكمال في الأنصاف والعدل، إن جاء بحجة قبلتها ، فلصاحب الحق مقالا، والحجة سلطان ، والحكم على الغير قبل سماع عذره وتبين أمره طيش وظلم0)فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ( (النمل:22) فمكث غير بعيد إنها الهيبة والحزم فرغم أن الهدهد معذور لكنه مع عذره الواضح لم يتأخر كثيرا فمكث غير بعيد ثم بادره بعذره قبل نفاذ صبره: ) أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ( فهل غضب سليمان لذلك ، كلا، لقد واجهه بهذه القوة لأنه محق ولأن سليمان على عظيم علمه يعلم أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا،وقد أظهر الله له قلة علم الإنسان مهما تنوعت علومه فأتاه الهدهد بشي لا يعرفه0 ثم ألقى الهدهد خطبة في التوحيد والعقيدة والإيمان والذي نفسي بيده لكلماتها أحلى من الشهد المصفى،ألقاها بتحرق ولوعة وألم0 ألقاها بلسان العجب من أمة أنكرت ربها وجحدت نعمة مولاها وخالقها فقال كما أخبر الله تعالى)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ *أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ( (النمل:22-26) أيها المسلمون: لقد فاق هذا الهدهد، كثيراً من الدعاة إلى الله في هذا الزمان، حيث إنهم محسوبين على الدعوة، يشاهدون المنكرات في مجتمعهم، ويشاهدون المخالفات الشرعية الواضحة، ومع هذا لا ينكرون على أقوامهم ذلك، ولا يمنعهم ذلك أن يؤاكلوهم، أو يجالسوهم، أو يشاربوهم، فهل لنا في هذا الهدهد أسوة حسنة، حيث إنه أنكر على ملكة دولة في زمانها وهي ملكة سبأ. وأين منا هذه الهمة العالية، والنفس الطموحة الإيجابية،من اليمن إلى الشام يرفع الشكوى من الشرك والوثنية، وينادي بالإيمان والوحدانية0أين هو من جموع يمرون على المنكر فلا يحركون ساكنا ولا يحدثون أمرا، ولا يرفعون خبرا0وفهم سليمان الخطاب، فلم يبادر بالتصديق خاصة و الخبر يتعلق بالغير فالأمر يحتاج إلى التثبت والتحقيق، وأخذ الناس بمجرد الدعاوى جور وتعد )قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( النمل: من الآية 64 ) قال : سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ( النمل:27 وقدم الصدق على الكذب من حسن الأدب في الخطاب حتى مع فرد من الرعية صغير0)اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ( النمل:28 ألق الكتاب ثم تأخر عنهم ، الله أكبر يعلمه الأدب حتى في انتظار الجواب فهم يحتاجون للنظر في الكتاب والمشاورة في الأمر 0ثم حدث ما ذكر الله في كتابه اللهم بارك لنا في كتابك العظيم وسنة نبيك الكريم واجعلنا من الهداة المهتدين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكالخطبة الثانية قصة سليمان في القرآن الحمد لله الذي أنزل على رسوله من أخبار السابقين ، وقصص الغابرين ما يثبت به قلوب المؤمنين ويكون عبرةً للمعتبرين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . قال وهو أصدق القائلين : )نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) (يوسف:3).وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين وخاتم النبيين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من سلك طريقهم إلى يوم الدين . أما بعد :أيها المسلمون: وأما عن القصة الثالثة، لنبي الله سليمان عليه السلام، فكانت مع ملكة سبأ، وتسمى بلقيس، وأرض سبأ باليمن، وسميت كذلك نسبة إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحان، وسمي هو سبأ، لأنه أول من سبي السبي من ملوك العرب، وأدخل السبايا إلى اليمن.فبعد ما رجع الهدهد، وأخبر سليمان عليه السلام بما رآه وشاهده في أرض اليمن، من وجود امرأة تحكمهم، وأن لها دولة، أرسل سليمان عليه السلام الهدهد، إلى أرض سبأ وأعطاه رسالة إلى ملكة سبأ، طار الهدهد برسالة سليمان إلى بلقيس، وألقاها بين يديها، تناولت بلقيس الرسالة، وقرأت ما فيها، ثم جمعت أشراف قومها، وقواد مملكتها، وأخبرتهم بالرسالة، وقرأت نصها عليهم، ثم طلبت المشورة، فأجابها الحاضرون بأنهم على استعداد للقتال، مع جند سليمان, وأنهم أصحاب قوة، لكنهم أرجعوا الأمر لها، وإلى هذا تشير الآيات القرآنية: )ٱذْهَب بّكِتَابِى هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلا إِنّى أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ *إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ *أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ *قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلاَ أَفْتُونِى فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَـٰطِعَةً أَمْراً حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ *قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَٱلأمْرُ إِلَيْكِ فَٱنظُرِى مَاذَا تَأْمُرِينَ[النمل:28-33].أيها المسلمون: ولنا وقفة مع قول بلقيس، في قول الله عز وجل: )قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلاَ أَفْتُونِى فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَـٰطِعَةً أَمْراً حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ(النمل:32)، إن هذه المرأة تكلمت بصراحة، وإنها الفطرة، ومتى كانت النساء يفتون في الأمور ويقطعونها خصوصاً ما يتعلق بأمور الدولة، فهذه المرأة مع أنها كانت ملكة سبأ، لكن عند حدوث بعض المواقف، يتبين ضعف المرأة، وأنها لا تستطيع أن تسوس الأمور، فاستشارت الملأ، )يٰأَيُّهَا ٱلْمَلاَ أَفْتُونِى فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَـٰطِعَةً أَمْراً حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ(النمل:32)، عباد الله: عند ذلك عزمت بلقيس على إرسال هدية عظيمة لسليمان عليه السلام، فإن من عادة الملوك أن الهدايا تقع في نفوسهم موقعاً حسناً، فقالت إن قبلها سليمان عرفت أنه ملك يرضيه ما يرضي الملوك، وإن كان نبياً أبى إلا أن نتبع دينه.ذهب وفد بلقيس إلى فلسطين، يحملون الهدايا لسليمان عليه السلام، فلما رأى ذلك عليه السلام، أنكر عليهم، ورفض الهدية، وقال: إن بقوا على كفرهم، فلنأتينهم بجنود لا طاقة لهم بمقاومتها، ولنخرجنهم من مدينة سبأ أسرى أذلاء مستعبدين، قال تعالى: )قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ *وَإِنّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ *فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتَـٰنِى ٱللَّهُ خَيْرٌ مّمَّا ءاتَـٰكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ *ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَـٰغِرُونَ( (النمل:34-37).رجع الوفد أدراجه، وأخبر ملكته بما رأى من قوة سليمان، أدركت بلقيس أن سليمان نبي مرسل، وأنها لا طاقة لها بمخالفة أمره، فتجهزت للسير إليه مع أشراف قومها. عرف سليمان بمسيرة بلقيس إليه، فأراد أن يريها بعض ما خصه الله به من معجزات، ليكون دليلاً على نبوته، فقال لمن حوله من الجن، أيكم يأتيني بعرش بلقيس، قبل أن تصل إليّ مع قومها، ليروا قدرة الله عز وجل، فقال أحد العفاريت من الجن، أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك الذي تقضي وتحكم فيه، وكان سليمان يجلس من الصباح إلى الظهر في كل يوم للحكم بين النـاس، ومـا هي إلا لحظات إلا وعرش بلقيس مستقراً في مجلسه، قال تعالى: )قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلاَ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ *قَالَ عِفْرِيتٌ مّن ٱلْجِنّ أَنَاْ ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ *قَالَ ٱلَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ أَنَاْ ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءاهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبّى لِيَبْلُوَنِى أَءشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ( (النمل:38-40). أمر سليمان عليه السلام رجاله، أن يغيروا هيئة العرش، ليعرف ما إذا كانت بلقيس تتعرف على عرشها وكرسي ملكها، قال سبحانه: )قَالَ نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ *فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَـٰفِرِينَ( (النمل:41-43).ثم لما رأت بلقيس من إكرام سليمان الشديد لها، ورأت الحقيقة الساطعة، التي كانت محجوبة عنها، توجهت إلى ربها: )قَالَتْ رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَـٰنَ لِلَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ( (النمل:44).عباد الله: وأما عن موت سليمان عليه السلام، فقصته عجيبة، فبينما كان يصلي عليه السلام في محرابه، مات وهو متكئٌ على عصاه، وكما نعلم بأن الشياطين والجن كانوا مسخرين له عليه السلام، فبقي كل منهم يؤدي المهمة التي كلف بها، وينظرون إليه، ولا يعلمون أنه قد مات، فصارت دودة الأرض، تأكل من عصاه، فأكلت بعضه، فإنهار الجزء الذي أكلته فاختل توازنه، فسقط عليه السلام، عندها علم الناس والجن أنه قد مات، وذلك قول الله عز وجل: )فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِى ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ( [سبأ:14].اللهم علمنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، ونسألك اللهم قلباً خالصاً، ولساناً ذاكراً صادقاً 0اللهم اجعلنا ممن يتدبر القرآن ويعمل بما جاء فيه. عباد الله: ألا وصلوا -عباد الله- على الرسول المختار ، فقد أمركم الله العزيز الغفار بذلك في كتابه فقال: )إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً( اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر وارض اللهم على الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وعن سائر الصحب والآل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين.للهم انصر عبادك الذين يقاتلون في سبيلك، اللهم انصر عبادك الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا يا أرحم الراحمين، اللهم قوهم، اللهم قوهم، وأمدهم بمدد من عندك وكن لهم وعلى أعدائهم يا أرحم الراحمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ودلهم اللهم على الرشاد وباعد بينهم وبين سبل أهل البغي والفساد يا أرحم الراحمين، اللهم واجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى يا أكرم الأكرمين، اللهم نسألك أن ترفع عن هذه الديار وعن جميع ديار المسلمين الربا والزنا وأسبابهما وأن تدفع عنا الزلازل والمحن يا أكرم الأكرمين يا من يجير ولا يجار عليه.نسألك أن تجيرنا من الخزي في الدنيا، ومن العذاب والخزي في الآخرة0 عباد الرحمن: )إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون( [النحل:90]. فاذكروا الله بألسنتكم وبأعمالكم يذكركم، واشكروه على النعم يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون | |
|
| |
نور محمد عضو مجلس الادارة
الدولة : عدد المساهمات : 1614 تاريخ التسجيل : 26/04/2011 المزاج : لــعــلـه خـــيـــر
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الجمعة مايو 06, 2011 11:31 pm | |
| | |
|
| |
مريم عضو مجلس الادارة
الدولة : عدد المساهمات : 7056 تاريخ التسجيل : 05/12/2011 المزاج : رضا بقضاء الله تعاليق : كُـــــنُ فـِ الدّنـيـــَــا كـَ عــَــابــِــر سـَبيــــِـلْ
وَاتــْـرِكْ وَرَاءكْ كُــــلّ اثـَــرٌ جَميـِــلْ
فمَـــا نَحــْـنَ فَيهـَـا إلا ضِيـــوفْ
¨وَمَا عَلىْ الضّيف ألا الرّحِيلْ
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الثلاثاء يونيو 05, 2012 7:54 pm | |
| | |
|
| |
اسالك العفو عضو نشيط
الدولة : عدد المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 19/07/2012 المزاج : عفوك يارب ورحمتك تعاليق : لا تعلقوا القلوب بغير الله ..وإلا وكلكم الله إليها ونزع عنكم معونته
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الجمعة يوليو 20, 2012 3:19 am | |
| جزاكم الله كل الخير
غاب الهدهد عن سليمان عليه الصلاة والسلام ساعة فتوعده ، فيا من أطال الغيبة عن ربه هل أمنت غضبه؟ | |
|
| |
ليلى عضو فعال
الدولة : عدد المساهمات : 98 تاريخ التسجيل : 31/10/2011
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران السبت سبتمبر 29, 2012 1:17 pm | |
| جميل جميل يا وليد جزاك الله خيرا | |
|
| |
نسمة مستشاري الادارة
الدولة : عدد المساهمات : 5071 تاريخ التسجيل : 28/04/2013 المزاج : متقلبة احيانا
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الأربعاء أبريل 23, 2014 7:59 pm | |
| جميل جميل يا وليد جزاك الله خيرا | |
|
| |
الشريف الهاشمي عضو مجلس الادارة
الدولة : عدد المساهمات : 2294 تاريخ التسجيل : 09/06/2012 العمر : 59 الموقع : قلوب خلق الله المزاج : رايق جدا تعاليق : اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس انت رب المستضعفين و انت ربى الى من تكلنى؟ الى بعيد يتجهمنى ؟ ام الى عدو ملكته امرى؟! ان لم يكن بك على غضب فلا ابالى اعوذ بنور وجهك الذى اضاءت له الظلمات و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة من ان تنزل بى غضبك او يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة الا بك
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الأربعاء أبريل 23, 2014 10:01 pm | |
| اخي الفاضل وليد موضوع قيم جزاك الله خيرا | |
|
| |
داعية الخير المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 24394 تاريخ التسجيل : 25/08/2011 العمر : 54 المزاج : ولله الحمد
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الخميس أبريل 24, 2014 10:17 pm | |
| جزاك الله خيرا اخي الكريم وليد وجعله الله بميزان حسناتك الله يكرمك يارب | |
|
| |
صفا الروح شخصية هامة
الدولة : عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 22/03/2013
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الجمعة أبريل 25, 2014 6:58 pm | |
| جزاك الله خيرا اخي وجعله الله بميزان حسناتك | |
|
| |
دمعة قلب حزين مستشاري الادارة
الدولة : عدد المساهمات : 1546 تاريخ التسجيل : 11/04/2012 العمر : 54 المزاج : الحمد لله على الستر والصحه
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الخميس مايو 01, 2014 2:34 pm | |
| [size=34]الصلاة والسلام على من لانبي بعده بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخي الكريم[/size] | |
|
| |
دمعة قلب حزين مستشاري الادارة
الدولة : عدد المساهمات : 1546 تاريخ التسجيل : 11/04/2012 العمر : 54 المزاج : الحمد لله على الستر والصحه
| موضوع: رد: وقفات مع قصة سليمان في القران الخميس مايو 01, 2014 2:35 pm | |
| الصلاة والسلام على من لانبي بعده بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخي الكريم | |
|
| |
| وقفات مع قصة سليمان في القران | |
|