أرسل معاوية ابن أبي سفيان لخطبتها أَبَتْ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها،؟؟؟
فقلن: ثناياك (وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها)
فخلعت ثناياها، وأرسلت بهن إلى معاوية،
وحين سُئلت عما صنعتْ،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت: حتى لا يطمع في الرجال بعد عثمان.
تلك نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث الكلبي،
هي زوجة أمير المؤمنين و الصحابي عثمان بن عفان, ولدت من عائلة مسيحية في الكوفة,
واعتنتقت الإسلام لاحقًا على يد عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله,
في العام 28 للهجرة
, تزوجت من عثمان بن عفان.
بعد مقتل عثمان, انتقدت نائلة بشدة الثوار الذين خرجوا على عثمان,
وانتقدت أهل المدينة الذين فشلوا في مقاومتهم, وقد كتبت رسالة شهيرة
إلى معاوية بن ابي سفيان الوالي على الشام وأحد أقارب عثمان,
تنتقده فيها بعدم فعله شيء يذكر في إنقاذ عثمان.
عندما اشتدت المحنة على عثمان بن عفان وأُحْكِمَ عليه الحصار، صمدت معه،
وتلقت عنه ضربات السيوف قبل أن تصل إليه، وما إن ألقى الرجال بحبالهم
على أسوار منزله، ودخلوا عليه حتى أسرعت تنشر شَعْرَها،
فقال عثمان: خذى خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ، أعظم عندى من دخولهم علي.
وحين هجم عليه أحدهم وهوى عليه بسيفه تلقت السيف بيدها فقطعت أناملها،
فصرخت على رباح غلام عثمان، فأسرع نحو الرجل فقتله، وبينما كانت تهرع
لإمساك سيف رجل ثانٍ لكن الرجل تمكن من أن يقطع أصابع يدها الأخرى
وهو يدخل السيف في بطن عثمان ليقتله، وحين هموا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها
إلا أنهم لم يرحموا ضعفها، ولم يعرفوا لعثمان قدره، فحزوا رأسه، ومثَّلوا به،
فصاحت والدم يسيل من أطرافها: إن أمير المؤمنين قد قُتل. إن أمير المؤمنين قد قُتِل.
ثم دخل رجل عقب مقتل عثمان، فإذا رأسه في حجرها.
فقال لها: اكشفى عن وجهه. قالت: ولِمَ؟ قال الرجل: ألِطم حُرَّ وجهه فقد أقسمت بذلك.
فقالت: أما ترضى ما قـال فيـه رسول اللَّه (، قال فيه كذا وكذا. فقال: اكشفى عن وجهه.
ثم هجم عليها فلطم وجه عثمان، فدعت عليه قائلة: يبَّس اللَّه يدك، وأعمى بصرك.
وتُركت جثة عثمان في مكانها دون أن يجرؤ أحد على تجهيزه ودفنه،
فأرسلت إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن مطعم، وأبى جهم بن حذيفة،
وحكيم بن حزام، ليُجَهِّزُوا عثمان، فقالوا: لا نقدر أن نخرج به نهارًا.
وحين حلّ الظلام خرجوا به بين المغرب والعشاء نحو البقيع، وهى تتقدمهم بسراج
ينير لهم وحشة الظلام حتى تم دفنه بعد أن صلى عليه جبير بن مطعم وجماعة من المسلمين.
ثم قالت ترثيه: ومالى لا أَبْكى وأُبكـى قرابتى وقد ذهبتْ عنا فضول أبى عَمْرِو
وبعد أن دُفن عثمان خطبت نائلة -رضى الله عنها- في المسلمين،
فقالت: معاشر المؤمنين وأهل اللَّه لا تستكثروا مقامي، ولا تستكثروا كلامي،
فإنى حزينة أُصِبْتُ بعظيم وتذوقت ثكلا من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول اللَّه
(، فقد تراجع الناس في الشورى حين تقدم، فلم يتقدمه متقدم ولم يشك في فضله متأثم.
ولم تكتف نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان ممزقًا مليئًا بالدماء،
وعقدت في زر القميص خصلة من شعر لحيته، قطعها أحد قاتليه من ذقنه، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة.
وأوصت إليه أن يعلق كل أولئك في المسجد الجامع في دمشق،
وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب،وكان بعض ما جاء فيه:
إلى معاوية بن أبى سفيان،
أما بعد:
فإنى أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة،
وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة،
وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم، فإنه
قال وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات: 9].
وقد اجتمع لسماعه خمسون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وأصابعها.
وعاشت نائلة حافظة لذكرى عثمان بن عفان وظلتْ وفية له، فلم تتزوج وكانت
من أجمل النساء. وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه،
ولما تقدم معاوية لخطبتها أَبَتْ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها،
فقلن: ثناياك (وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها) فخلعت ثناياها،
وأرسلت بهن إلى معاوية، وحين سُئلت عما صنعتْ،
قالت: حتى لا يطمع في الرجال بعد عثمان.
تلك هي "نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص"رمز الشجاعة والصبر والصمود،
ذات الأدب والبلاغة والفصاحة، تزوجها عثمان بن عفان فكانت له زوجة مخلصة
وفية ومطيعة،
وكان عثمان يستشيرها دائمًا لسداد رأيها، وقد حظيت في بيته بمكانة كبيرة.
وقد زوجّها له أخوها ضب، وحملها إلى عثمان في المدينة، وكان مسلمًا
وكان أبوها نصرانيَّا، وقد تزوجها عثمان وهى نصرانية، وقبيلتها - قبيلة كلب -
كلها يومئذ نصارى.
وقد أسلمت نائلة على يديه، وأنجبت له من الولد ثلاثًا: أم خالد، وأروي، وأم أبان الصغرى.
وقد روت السيدة نائلة عن عائشة بعضًا من أحاديث رسول الله.فإذا ذكرتم نائلة ذكرتم الصدق في المحبة وأن حبها لعثمان قد ارتقي إلي معاني الحب السامية فلم ترتضي بديلا عن حبيبها عثمان حتي بعد فقده حتى أنها ترفض الخطاب الذين وقفوا بابها وتردهم
فتسأل عن مواطن جمالها التي منحها الله لها فتنصرف للتخلص منها
حتى بنصرف عنها الخطاب
هذا هو الحب الصادق وليس حب المواقف أو حب الطوارئ أو حب الحالات الذي يزول بزوال الموقف
تلك هي الأميييييرة في زمن الحب