هل الاختلاف في الراي في الامور السياسية بين الزوجين يؤثر على حبهم؟

هل تؤثر الاختلافات السياسية بين الزوجين في علاقتهما وتصيبها بالتدهور ؟
وكيف نتعلم لغة الحوار من دون إلحاق الأذى بالطرف الآخر الذي نحبه ؟
وهل يتقبل كل طرف وجهة نظر الطرف الآخر ويناقشه فيها من دون أن يخرج
الجدل بينهما عن حدود المودة والاحترام ؟
أسئلة تطرح نفسها في خضم الصراعات والحروب التي بتنا نشهدها سنويا ،
فلم نكد ننتهي من حرب تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان ، حتى طالعتنا
الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة .. وهي حرب فرضت نفسها على كل منزل
ودفعت الجميع ، حتى الصغار ، إلى الحديث عنها .
وربما يكون الأمر طبيعيا في حال اتفق الشريكان على رأي واحد في مجرى الأمور
السياسية ، بحيث يكتفيان بإبداء سخطهما تجاه ما يجري والتعليق على الأحداث من
خلال وجهات نظر متقاربة ، لكن ماذا لو اختلف الطرفان حول الأحداث ، خصوصا
إذا كانا ينتميان إلى جهتين سياسيتين متعاديتين ؟
فقد يرى بعضهم أنه ليس من المهم أن يمتلك الطرفان وجهات النظر السياسية نفسها
طالما أن ذلك لا يؤثر في علاقتهما . ويمكنهما أن يتناقشا في الأمر ، لكن يجب عليهما
عدم تصعيد الأمر وإيصاله إلى طريق مسدودة ، ويمكن للحوار أن يكون عقلانيا
ومترابطا منطقيا ، بحيث يزيد من إعجاب الطرفين بذكاء بعضهما ويوطد حبهما
والاختلاف السياسي ليس مجرد اضطراب عاطفي أو تمزق في العلاقة ،(مثل الخلاف
حول كيفية إنفاق العائلة للمال أو تربية الأطفال )لكن السياسة عبارة عن بناء من
الأخلاق والمعتقدات التي يجب أل يختلف فيها الشريكان المتناغمان ، ولا يسمحان
لها بالتأثير على القضايا الأساسية في حياتهما .
على الجانب الآخر يرى بعضهم أن التوافق في وجهات النظر السياسية أمر ضروري
فالمرأة مثلا لا تتصور نفسها تعيش مع رجل يخالفها معتقداتها ويحاول فرض آرائه
عليها فبرأي هؤلاء أن الأطفال سيكبرون في جو غير صحي نتيجة الخلاف الدائم
بين الأبوين على القضايا السياسية التي لا تنتهي ،
لكن هل فكر هؤلاء في حقيقة أن الحب والسياسة يشكلان وقودا قويا للمشاعر
خصوصا عندما يتصادمان ، إذ ليس من الضروري أن تسيء الإختلافات السياسية
للعلاقة بين الطرفين ، وهذا يعتمد على قوة العلاقة بينهما وقدرتهما على وضع التباين في الرأي السياسي ، في المرتبة الثانية بعد حبهما ، والشريكات اللذان يملكان مهارات جيدة في التواصل يمكنهما تكريس ذلك لخدمة وإغناء علاقتهما وتسوية اختلافاتهما .
ومختصر القول أن المشكلة تكمن في إدارة الاختلاف ولبس في وجوده ..
فوضع ضوابط للجدال والاختلاف يخلق فرصا لا يستهان بأهميتها لخلق حياة مفعمة بالنشاط
والحيوية والغنى ، مما يوسع من آفاق الحوار داخل الأسرة ، ويمنحها تميزا وغنى ..
ومن أهم الإشارات التي تعتبر نذيرا على اضطراب العلاقة بين الزوجين المختلفين سياسيا :
فقدان الإحترام في مفردات الخطاب بين الطرفين .
ظهور المشاعر العدائية والبحث عن الثغرات في وجهة نظر الآخر بدل الرغبة في تقصي
وجهة نظره .وإلغاء ما طرحه أحد الطرفين عبر الإكثار من استخدام كلمة (لكن ).
الانسحاب من متابعة الحوار ..وهيمنة التوتر على مجمل الأحاديث التي يمكن أن تنشأ..
في حين أن الإهتمام برأي الطرف الآخر واحترام حريته وفكره يذلل الخلافات بينهما أو
يضع لها إيقاعا .. يملك رقة الحب ، وأهم ما يفترض في هذه الحالة :
ليكن هدف الطرفان المشاركة في الأفكار وليس تغيير العقلية .
تعلم الإستماع إلى الآخر ومنحه فرصة التجدث والإستماع لوجهة نظره .
التركيز على الإهتمامات المشتركة . والبحث عن المشترك لتعزيز التضامن بينهما .
الإبتعاد عن الجدال كهدف لهزيمة الآخر .والبعد عن التنافس والاستفزاز لأن ذلك يرفع
من مستوى الإستياء بينهما .
إن خلق التوازن بين السجالات السياسية الساخنة والنشاطات العائلية الأخرى بما فيها
الجوانب العاطفية ، يعتبر أساسيا لنجاح العلاقة الزوجية في ظل الاختلاف السياسي.
إن الدفاع عن استمرارية الشراكة بين الزوجين على قاعدة الحب والإحترام والتمتع بمستوى عال من الثقافة والوعي والقدرة على ضبط النفس ..
كل ذلك يعتبر أهم مكونات إدارة الإختلاف بين الشركاء وخاصة العاطفيين (الزوجين)
كيلا تأتي اللحظة التي يندم فيها أحدهم ويلعن الساعة التي خاض فيها عالم السياسة

الاروع مرور ابنتي الغاليه نور الشمس
اسعدك الله دنيا واخره ابنتي

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

الصلاة والسلام على من لانبي بعده
جزاك الله خيرا اختي الكريمه
دمتي ودام تالقك

» هكذا تدعي الشييعه حبهم لسيدنا علي
» هل يؤثر القرآن على شخصية الإنسان ؟؟ ؟؟؟
» هل يؤثر التبرع بالدم أو الحجامة على الصيام؟
» هل ارتكاب المعاصي يؤثر على شهادة التوحيد؟
» ما هو الاختلاف