(((صفحات من التاريخ)))
موقف( سكينة بنت الحسين مع عبد الملك ابن مروان )
أيها الأحباب
حين نقلب صفحات التاريخ ونتأمل صفحاتها نجد ما يأخذ بالألباب
فيشرد الفكر طويلا في تلك الأحداث فنأخذ منها العبر والعظات
فاستوقفتني تلك القصة التي حفظتها لنا كتب التاريخ أرويها لكم
بعد هزيمة مصعب بن الزبير أمير العراقين
وبعد قتله وقطع رأسه بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي
وقدمت رأسه للخليفة عبد الملك بن مران
وانضمت العراقين للدولة الأموية
دخل عبد الملك والحجاج وجنودهما قصر مصعب بن الزبير ،
وجلس عبد الملك مزهوا متفاخرا علي كرسي الأمير مصعب في قصره
وأمر الجنود أن يدخلوا عليه زوجة مصعب بن الزبير
سكينة بنت الحسين بنت فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم
ودار بينها هذا الحوار
قال عبد الملك بن مروان : أدخلوها عليّ
فدخلت سكينة بنت الحسين وزوجة مصعب
قائلة له : أيؤذن لي في مجلس زوجي ؟؟؟
قال عبد الملك : نحن أضايف فيها ولكن إلي حين ،،
قالت سكينة : الضيف لا يدخل دارا علي دم أهلها؟؟؟
ثم نظرت إلي الجنود حولها
وقالت له : أترى هؤلاء الجند ليسندوني إن تهاويت أمامك ؟؟؟
قال عبد الملك : ابتعدوا عنها ،،
قالت سكينة : لماذا أردت رؤيتي ؟؟
قال عبد الملك : لتعلمي أنني ما أردت لمصعب أن يقتل ،،
قالت سكينة : فأراد الله له من هو فوقك وأقوى منك ،،
قال عبد الملك : أجل ـ أراد له من هو فوقي وأقوى مني
قالت سكينة : ما أردتني لهذا ؟؟؟
بل لتراني باكية نادمة منكسرة النفس يا بن مروان
فرد عليها الحجاج : خاطبي أمير المؤمنين بما هو أهل له ،،
قالت سكينة لعبد الملك : أيأنف الخليفة أن أدعوه لأبيه ؟؟؟
فرد عبد الملك : أتمي يا ابنة الحسين ،،
قالت سكينة : أجل ـ ليدعى كل منا لأبيه ليعرف موضعه من الآخر ،،
قد قتلتم أبي فبكيته حتى كادت تجف دموعي ولم يبقى إلا نذر يسير أظل به
أجل ـ يا بن مروان إن كان يريحك أن أبكي زوجي مصعب فإنما في خلوتي
فهو الآن بين يدي الله وأبكيه حين أخلو لأكون بين يدي الله فنتواصل
ولا يسفح دمعي بين يدي من ليس بجدير أن يراه
قال عبد الملك لسكينة : أتمكثين في الكوفة ؟؟؟
قالت سكينة : يا بن مروان قد صار العراق إليك
بعد مقتل زوجي مصعب وخيانة من كان حوله ،
أتراني أبقى فيه ؟؟؟
قال عبد الملك لسكينة : لأيسرك حيث تشائين ؟؟؟
قالت سكينة : الطريق التي أسير فيها لا يقع عليها ظل سيفك ،،
وتركته وانصرفت
فقال عبد الملك : يا لها من امرأة
قال الحجاج : يا أمير المؤمنين والله إنها امرأة لا يكون المرء منها
إلا في أمرين : إما قاتلها أو زوجها ،،
أما ما بينهما ـ فيترك في النفس نارا لا تنطفئ
فقال عبد الملك : اللعنة عليك يا بن يوسف ما سمعت أفضل من قولك هذا ،
وما سمعت أسوء منه
ستغادر بنت الحسين العراق ولا أرى موضعا إلا ضيقا عليها
الرئيسية 
من طرف 
موضوع: صفحات من التاريخ ، موقف سكينة بنت الحين مع عبد الملك بن مروان 
المزاج
