أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الاحبة في الله (اسلامي ..اجتماعي .. ثقافي)
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الحمـــــد لله الواحد الاحد الكريم الوهاب الرحيم التواب غافر الذنب وقابل التوب و الصلاة و السلام على رسول الله & أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا وإياكم في هذه الحياة على الإيمان والذكر والقرآن &وأ سأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في ملتقي ألأحبة في الله علي ذكره أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته &اللهم لا تعذب جمعا التقى فيك ولك & أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن قال الله فيهم {الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب} & { وأتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين }
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» بريد القلوب ..مساحة للجميع ..
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 3:01 am

» اُمنية من القلب .
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:58 am

» للصباح حكاية
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:56 am

» عطش البحر فارتوى من دموع الأيام
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:54 am

» صباحكم .مساؤكم خيراخوتي الاعضاء ؟؟؟
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:43 am

» قطوف من بستان الحكمة.
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:43 am

» أفشوا السلام علي المتواجدون بالملتقي
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:36 am

» في سوق القلوب
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:53 am

» ابتسامات من التاريخ
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:28 am

» حين يمتلئ قلبك بالدفء
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:23 am

» سَــجل حُضُــورَك بِمعلــومة طِــبية
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:21 am

» جايين بعد يوم صيام شاق وتعب طمعانين في رحمتك ومغفرتك يارب
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:19 am

» ۞ حـــرّك قلبـــك ۞
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» وحدوا الله يا عباد الله
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» كم مرة استغفرت ربك اليوم؟؟؟
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:13 am

» هل صليتم علي حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» ادعوا لكل اسرة منتدانا الحبيب وجميع المسلمين
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» مطلب اصحاب الكهف وهم في شدة البلاء
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير السبت مايو 01, 2021 8:01 pm

» حذاري أن تمل من الصبر
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الخميس أبريل 29, 2021 9:48 pm

» حديقة ملتقى الآحبة في الله الاسلامية
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أبريل 12, 2021 9:39 pm


أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 145 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 145 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 293 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 am

 

 هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى }

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد بحبكم في الله
صاحب الموقع



الدولة : مصر
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } C13e6510
ذكر
عدد المساهمات : 2471
تاريخ التسجيل : 12/03/2011

هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } Empty
مُساهمةموضوع: هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى }   هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15الأحد يوليو 17, 2011 7:11 pm

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أيها الإخوة الفضلاء: عنوانُ هذه المحاضرة: أسرار العبقرية عند ابن تيمية ، ضيفنا هذه الليلة هو شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام .

أحييك يا شيخ البطولة والفدا وأرجوك أن تأذن لنا بالتكلم


عشقنا معاني فيك جِدَ جميلةٍ وعشنا مع ذكراك في كل موسم


الليلة لن أقص عليكم حياة ابن تيمية كما يقصها أهل الترجمة، ولن أتكلم عنه كما يتكلم عنه أهل التاريخ، إنما آتي بأسرارٍ في حياته، ولعلكم تعرفون ابن تيمية .

كان ابن تيمية يحمل في قلبه وقوداً لا ينطفئ أبداً، تنطلق على هيئة براكين صاخبة مدوية، إن نفسه تمور كالريح الهوجاء التي تقتلع الشجر، وتقلب الصخور، وتزمجر في الأودية.

كان يتحدث من أعماق قلبه، فيملأ الدنيا ضجة، علَّ الدنيا أن تنصت له! علَّ التاريخ أن يصغي له! ويقف كالجبل يتحدى أوهام الموت الموهومة التي بثها الناس في قلوب الناس، يتحدى التقليد والرجعية البائسة، فهو يعيش الانفتاح بكل معانيه -أو سمه أنت البروستريكا- الانفتاح على النور الخالد الذي أرسله في العالم رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، يتحدى ابن تيمية المراسيم المتخلفة التي درج عليها بعض الفقهاء.

عاش ابن تيمية يعلو كالنجم، ويسطع كالفجر، يهدر كالسيل، لا للشرك، ولا لصرف القلوب عن باريها، ولا للإقطاع، ولا للديكتاتورية البشر، ولا للنفاق والعمالة أو لحصر الإسلام في الزوايا.

عاش الشيخ المعجزة -صاحبنا هذه الليلة- على المنبر خطيباً، وفي الميدان مجاهداً، وفي السجن أسداً محبوساً، وفي الدنيا عبقرياً، وفي التاريخ عظيماً.

صوته يكاد يخلع أرواح الجبابرة، إن قلب ابن تيمية يضرب ضرباتٍ سريعة؛ تخفق لضرباته القلوب.

إن كلماته قذائف تفجر الصخور. قال جولد زيهر : "وضع ابن تيمية ألغاماً في الأرض فجر بعضها محمد بن عبد الوهاب ، وبقي بعضها لم يفجر حتى الآن".

إن ابن تيمية أتى عالماً جديداً في عالم قديم، إنه مشغولٌ بالتاريخ والتاريخ مشغولٌ به، كأن التاريخ واقفاً مع ابن تيمية ، يلاحظ التاريخ حركات ابن تيمية : جاء ابن تيمية ، خرج ابن تيمية ، جلس ابن تيمية ، وقف ابن تيمية ، وكأنه يقول: يعيش ابن تيمية يعيش.. يعيش.. يعيش.

هذا ملخص بطاقة ابن تيمية الشخصية، ونعبر بكم مع فضيلة شيخ الإسلام حيَّاه الله وبياه!

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام كان أبوه نجماً، وجده قمراً، وهو شمساً: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً [الإسراء:12] كان شمساً لكنها تصهر رءوس الملاحدة ! وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ [الكهف:17] وكان قمراً ولكنه بديع يستأنس به أحبابه.......


أسباب عظمة شيخ الإسلام ومميزاته




هنا سؤال يطرح نفسه: ما هي أسباب عظمته؟

أولاً: اسمع لهذه الأسباب التي جعلته عظيماً في الناس، ومثلاً في التاريخ، وشيئاً كأنه أسطورة في عالم العلم، والتضحية والفداء، والعبقرية.

وأنا لا أقص هذه القصص لنتزود من المعلومات لتصبح أذهاننا سلة مهملات، بل ليكون الواحد منا ابن تيمية مصغراً، وليكون كلٌ منا ابن تيمية في بيته، وابن تيمية في حارته، وابن تيمية في قريته، وابن تيمية في مدينته، وابن تيمية في بلاده، فأقول ما هي أسباب عظمة هذا الرجل الداهية؟

وقد ولد شيخ الإسلام سنة 661هـ، وتوفي 728هـ.......



إخلاصه لله وتجرده



أولاً: إخلاصه لله وتجرده؛ فقد قدم نفسه وروحه ووقته لله رب العالمين مخلصاً له الدين: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:3] فأغضب الناس في رضا الله؛ فرضي الله عليه، وأرضى عليه الناس.

شيع جنازته ما يقارب من مليون ونصف مسلم، وخرج من النساء على أسقف المنازل ستون ألف امرأة يبكين ويندبن شيخ الإسلام .

وقف شيخ الإسلام لله، يريد أن تكون كلمة الله هي العليا، عرض عليه المنصب، قال: لا. لماذا؟ المنصب سوف يعطلني عن دعوتي، عرضت عليه الأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، فقال: لا. لأنها سوف تعطلني عن قول (لا إله إلا الله).

عرضت عليه الشهرة وأن يجعل من نفسه محبوب الجماهير. قال: لا. لأن الجماهير لا يرضيها ما يرضي الله، فأنا أرضي الله أولاً والجماهير لا شأن لي برضاها:

إذا صح منك الود فالكل هينٌ وكل الذي فوق التراب ترابُ


فليتك تحلو والحياة مريرةٌ وليتك ترضى والأنام غضابُ


وليت الذي بين وبينك عـامرٌ وبيني وبين العالمين خرابُ


عاش متجرداً: {إنما الأعمال بالنيات } كان لا يبالي بأحد، يقول كلمة الحق صادقة قوية؛ لأنه مخلص: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:3] وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: {من أشرك معي في عملٍ تركته وشركه } وعند ابن حبان : {من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أسخط الناس برضا الله، رضي الله عليه وأرضى عليه الناس } عاش والله في قلبه، محبةً وتلاوةً وتسبيحاً، وتكبيراً، وجهاداً، المهم عنده أن ترتفع كلمة لا إله إلا الله، ولا بد من إعادة لا إله إلا الله قوية. هذا ملخص الميزة الأولى لـابن تيمية ، وقد افتقدها كثير من الناس.

إن كثيراً من الناس يريد أن يرضي المنصب، ويرضي السيارة، ويرضي الزوجة، ويرضي الجمهور، ويرضي ما يطلبه المستمعون.

لكن ابن تيمية إنما يرضي الله أولاً أما غيره فلا.

وأنا أدخل بكم في مسارات وفي دخلات قليلة، ثم أعود إلى أصول المحاضرة.

لم يتزوج ابن تيمية ؛ تزوج الدعوة فأنجب عشرة أبناء:

أولها: الجهاد في سبيل الله.

وثانيها: أنتم يا شباب الصحوة؛ فأنتم أبناء شيخ الإسلام وهي بشرى سارة.

ثالثها: أنجب دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي بلغت زنجبار وأندونيسيا .

رابعها: أنجب المؤلفات التي تكسر ظهور الحمير من البشر والحمير من الحيوانات.

خامسها: أنجب تجديداً للأمة؛ جدد مسار الأمة، وأخرجها إلى عالم الانفتاح.

سادسها: رد عقل الأمة إلى الدليل، إلى قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام.

سابعاً: علم الناس الجهاد في سبيل الله، وكيف تموت النفوس وهي مقربة في ذات الله.

دخلوا عليه وهو مريض فقالوا: ماذا تشتكي؟ قال: لا أخبر أحداً، ثم ردد قائلاً:

تموت النفوس بأوصابها ولم يدرِ عوادها ما بها


وما أنصفت مهجة تشتكي أذاها إلى غير أحبابها


ثامناً: اكتسح الحلف الابتداعي كله؛ اكتسح الملاحدة والحلولية والاتحادية والجهمية المعطلة والصوفية والمعتزلة والنصيرية والأشاعرة :

تقدم شاعراً فيهم خطيباً ولولاه لما ركبوا وراءه


تاسعاً: وقف ابن تيمية في الضمائر وما مات؛ مات جسمه ومات لحمه ودمه، ولكنه معنا هذه الليلة نحييه ونرحب به، وقد ألف فيه أكثر من ثمانين كاتب من المستشرقين والإنجليز والأمريكان والعرب.

عاشراً: وترك ابن تيمية لنا كلمة واحدة أن من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، وأن من جاهد لبطنه ولوظيفته ولسيارته فسوف يموت وينتهي ولا يبقى له أثر في الأرض: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ [الرعد:17].







الذكاء المفرط والذاكرة المتوقدة عند شيخ الإسلام



الثاني: ذكاؤه المفرط، وذاكرته المتوقدة:

رزقه الله موهبة!، يذكر عنه الذهبي أن عينيه كأنهما لسانان ناطقان، يخاف أن تتكلم.

ويقول فيه أحد الشعراء اليمنيين:

وقاد ذهن إذا سالت قريحته يكاد يخشى عليه من تلهبه


يقول: أي من شدة ذكائه يخشى عليه أن يحترق يوماً من الأيام في ثيابه من كثرة توقده، إذا كانت عيناه تكادان تحدثانك؛ فكيف بقلبه الداخلي؟!

أما توقده وذكاؤه فحدث عنه ولا حرج، وقد ذكر أبو الحسن الندوي نقلاً عن العلماء كـالبرزالي قال: إنه ما سمع شيئاً إلا حفظه، وكان ذكياً كثير المحفوظ. انظر الرد الوافر (ص66).

يقول ابن تيمية : ما قرأت مجلداً إلا انتقش في ذهني من مرة واحدة، أي: يأخذ الكتاب ويفتحه من دفعة واحدة ينتقش في ذهنه، وقرأ كتاب سيبويه الذي لا يقرؤه إلا العلماء، فأخرج منه ثمانين خطأً..!

وكان يحفظ كتاب الله كحفظ الفاتحة ولا يتلعثم في آية، أما الحديث النبوي فجعله في ذاكرته هنا في آخر مخه في خانة الأحاديث، وأصول الفقه جعلها في مخه في قسم أصول الفقه، والتفسير، فكان إذا استدعى المعلومة في مجلس الذكر أو مجلس الدرس، قال لذهنه: أريد الحديث الذي أخرجه أحمد بسند جيد يحضر الآن فلا يعود إلى كتبه إنما يتدفق.

قال ابن القيم : وكان شيخنا إذا صلى الفجر ذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم اعتكف وأخذ الكراريس وجرد القلم، وأخذ يكتب بلا مراجع وبلا كتب، ولا يعود إلى مصادر حتى يأتي الظهر وقد عبأ كراريس لا يفهمها إلا العلماء.

ومن ذاكرته المتوقدة -كما ذكروا عنه- أنه كان يجلس بعد صلاة العصر، فيجتمع في جامع بني أمية -الجامع الأموي في دمشق - العلماء، والفقهاء، وعلماء الأصول، والمحدثون، والفلاسفة ، والأصوليون، والمناطقة ، والقضاة فيغلق عينيه. وكان من طريقته إذا تحدث أن يغلق عينيه، إذا بدأ يتحدث أغلق عينيه تماماً ولا يفتحها إلا قبل المغرب، يقولون: فيتكلم ويهدر كالسيل، ولا يستطيع أحد أن يمنعه أبداً أو يسكته، ويستفيد منه كل المجموعات، بعضهم يدرك ما قال، وبعضهم لا يدرك ما قال:

وكلامه السحر الحلال لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز


إن طال لم يملل وإن أوجزته ود المحدث أنه لم يوجز


رآه ابن دقيق العيد وقال: "ما أظن أن الله يخلق مثله!" فغضب ابن تيمية وقال:

أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي وجدي


يقول: أنا ضعيف وفقير، وأبي وجدي ضعفاء وفقراء، ويقول: ما عندي شيء، ولا مني شيء، ولا لي شيء.

وقال الذهبي : "لو أقسمت بين الركن والمقام أني ما رأيت مثله ولا رأى مثله لصدقت ولبررت" وصدق فلم ير مثله، وما رأى هو مثل نفسه، وما رأى الناس مثله. وقال ابن الزملكاني وهو فقيه شافعي من أعدائه: "ما أتى قبل خمسمائة عام مثله" من خمسمائة عام قبل ابن تيمية الذي توفي عام 728هـ لم يأت مثله.

وأنا أقول من جامع أبي بكر الصديق بـأبها : لم يأت من عهد ابن تيمية إلى الآن مثل ابن تيمية وأتحداكم، الآن أن تخرجوا لي عالماً، أو داعية، أو مثقفاً، أو أديباً، أو مفكراً في الهند أو في الصين أو في تايلاند أو في بولندا أو في الجزيرة أو في الكويت أو في الإمارات أتى مثل ابن تيمية !! لا يوجد أبداً..!

وهذه كتب التاريخ بيننا: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:111].






شيخ الإسلام والتبحر العلمي والجامعية



ثالثاً: التبحر العلمي والجامعية:

لم يكن متخصصاً في قسم أصول الدين، أو قسم السنة، كما هو حالنا اليوم، أدخلوا التخصص داخل تخصص، أخرج الجمل خروفاً، والخروف قطاً، والقط فأراً!

قالوا: جامعة الشريعة ومنها أصول الدين ومن أصول الدين قسم السنة ومن قسم السنة الحديث، ومن الحديث المصطلح، ومن المصطلح المدرج.

هذا ابن تيمية لا يعترف بهذا؛ عالم بالحديث بدرجة ممتاز، وفيلسوف من الدرجة الأولى لكن على إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] وقرآنيٌ فريد، ومفسر، ويعرف الواقع، وعلَّامة في الفقه بدرجة مجتهد مطلق.

ويقولون عنه -وهي من النقاط التي أخذت عليه- أنه يتسيب إذا أخذ يتكلم. أي: يتفجر فلا يضبط المسألة، وأنت إذا طالعت مجلداته أحياناً تجده إذا دخل في مسألة دخل في علم الكلام، ثم خرج إلى أصول الفقه، ثم إلى الحديث، ثم إلى التاريخ، طالعوا الفتاوى يُسأل عن المسح على الخفين فيتذكر مسألة فيستطرد، ثم مسألة فيستطرد، حتى يكتب لك سبعين صفحة، وهذه -يقولون- مما أخذ على ابن تيمية ، لأنه يتفجر، حتى يقول أحد الباحثين العصريين من الدكاترة يقول: "عقله فياض ما استطاع أن يتحكم في جهازه العقلي" أي: عليه ضغط من المعلومات يريد أن يخرجها بكل وسيلة.

وقال: "كان يتدفق كالسيل حتى ما يدري الناس ماذا يريد أن يقول بالضبط" أي: ما هي المسألة التي يريد أن يضبطها تماماً لكثرة معلوماته.

وجامعيته تأتي من علومه التي أحاط بها فهو عالم بالكتاب والسنة، وعالم بالواقع، وسوف آتي إلى هذه المسألة بالتفصيل والتنصيص إن شاء الله.

يسأل عن الإسكندر، يقول له السائل: من هو الإسكندر؟ - الإسكندر من يأتي بـالإسكندر الآن؟! قال: " الإسكندر اثنان؛ الإسكندر المقدوني والإسكندر بن فيلبس وابن فيلبس ولد قبل الميلاد 662سنة" ثم سرد لك عشر صفحات في الإسكندر المقدوني وعشراً في الإسكندر بن فيلبس .

يسأل عن قصص خزعبلات في الواقع فيفصلها تفصيلاً: في الملل والنحل، والفقه، والحديث، والتوحيد، والتفسير، وعلم الرجال، والتاريخ، وعلم الاجتماع، والتربية، والسلوك لا أقولها والله عاطفة، لكن أحاكمكم إلى كتبه وإلى تراثه.

الشيخ متبحر علمياً ولم نسمع بمثله في العلم أبداً، أما في التفسير فسموه ترجمان القرآن، وأما في الحديث فقالوا: الحديث الذي لا يحفظه ابن تيمية فليس بحديث، وأما في علم الرجال فكان يعرف الرجال كأن الله عرضهم له، أيضاً كان يتكلم عن الفرق والطوائف ما استطاع.






الشجاعة والاستقلال الفكري عند شيخ الإسلام



رابعاً: الشجاعة والاستقلال الفكري:

المعلومات لا تنفع صاحبها حتى يؤديها بشجاعة، وحفظك للصحيحين لا ينفعك إذا كنت تخاف من القط، والذي دائماً يتوجس من النار لا يستطيع أن يبلغ كلمته بقوة وبحرارة وبهدوء في نفس الوقت. وكان ابن تيمية يمتلك هذه المواهب، كان عنده علم، وكان عنده -أيضاً- قلب كقلب الأسد، يدخل على الناصر قلاوون ؛ هذا الناصر قلاوون تدرون، يقول: إذا التفت هكذا في اليمين خفض الوزراء رءوسهم -الموت الأحمر- الناصر قلاوون يدوس الملوك، كان ملك مصر وملك الشام ، وكان ينظر شزراً وما ابتسم منذ خمسين سنة، لا يعرف الابتسامة، استدعى ابن تيمية وقد سجنه أولاً في دمشق ، واستدعاه في الإسكندرية ليحاكمه، وأخذ ابن تيمية أكفانه تحت ثوبه، ودخل عليه متطيباً متوضئاً، فجلس أمام الناصر قلاوون والسيوف مسلولة، تنتظر رأس ابن تيمية لتقطفه كقطف الزهرة، من يدافع عن ابن تيمية وليس أحد إلا الله؟! فجلس ابن تيمية على ركبه، فقال: تكلم. قال: بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله. قال الناصر : ما أرسلنا لك لتخطب علينا. قال: اسكت! فسكته، ثم اندفع يتكلم بقال الله وقال الرسول، وكاد هذا الناصر يتميز غيظاً، فأخذ يرتعد ويرتعد ويرتعد، وأخذ الناس يجلسون، وأخذ الوزراء يرفعون ثيابهم خوفاً من دم ابن تيمية .

قال: ماذا جئت له؟ قال أولاً: أبطل المكوس التي جعلتها على الأمة -أخذ أموال الأمة ظلماً، والمكوس هي الضرائب والجمارك- أبطلها الآن، قال: سمعاً وطاعة! ثانياً: أخرج الأسارى الذين عندك من المسلمين. قال: سمعاً وطاعة! فخرج، ثم قالوا الناصر : كيف وجدته؟ قال: كاد يخلع قلبي!"

وهذه هي الاستقلالية التي يعرفها ابن تيمية .

دخل على ابن قطلوبك وهو سلطان الشام ووقف أمامه قائلاً: "يا ابن قطلوبك الآن اخرج قاتل التتار؟ قال: يا ابن تيمية لا نستطيع فالتتار اجتاحوا العالم الإسلامي، خرجوا من شمال الصين حتى وصلوا إلى إيران ثم الشام بشر لا يعرفون شيئاً، الثور ترده أما هو فلا يرتد، يمكن أنه تحبس الثور لكن التتري المغولي لا يرتد، يشربون الماء من البحيرات، يأكلون الجراد، يقطفون الشجر ويأكلونه، ويدوسون الأطفال، جاءوا من سيبيريا مثل زحف الجراد، فدمروا بغداد ووصلوا إلى دمشق ، فأتى ابن تيمية ، ودخل على السلطان، وقال: الآن أعلن حالة الاستنفار -والسلطان ضعيف- قال: لا أستطيع. قال: تخرج تعلن. قال: أخاف أن نغلب. قال: والله لتنتصرن، قال: قل إن شاء الله. قال: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً، وخرج ابن تيمية يقود الجيش، وأخذ الكأس يوم الجمعة في 17 في دمشق أمام الناس الألوف المؤلفة فقال: "اشربوا باسم الله، أفطروا في رمضان فأنتم تجاهدون العدو" فأفطروا وقاتلوا وانتصروا.

والشجاعة والاستقلال الفكري هي أن تقول للمخطئ: أخطأت، ولكنه يراهن برأسه، يرفع عمامته ينتظر متى يقطع رأسه بين الفينة والأخرى؛ لأن ابن تيمية ليس عنده أطفال في البيت، ولا عنده زوجة تنتظره، ولا عنده جماهير،ولكنه يريد جنة عرضها السموات والأرض:

وليس على الأعقاب تدمى كلومنـا ولكن على أقدامنا تقطر الدما


تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما


يقول سراج الدين في العقود الدرية : "وكان إذا ركب الخيل يجول في العدو كأعظم الشجعان، ويقوم كأثبت الفرسان، وينكل العدو من كثرة الفتك بهم، ويخوض بهم خوض رجل لا يخاف الموت"

أتى غازان -ابن قائد المغول (التتار) هولاكو الذين اجتاحوا العالم الإسلامي- فنزل قريباً من دمشق ، فجاء ابن تيمية لأصحابه في دمشق ، قال: "تخرجون معي أكلم ملك التتار؟ قالوا: لا تعرض دماءنا يا بن تيمية للسفك. الله الله يا بن تيمية ، قال: أهدأ إن شاء الله -أي: أخذوا عليه موثقاً أن يهدأ- فخرج معه ثلاثمائة من المسلمين الصالحين العلماء، لكن العلماء يصبحون عنده تلامذة:

فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب


ولما وصل إلى غازان ، أخذ يحدثه عن الظلم، وعن الفتك، ويقول: "أنت ظالم، أبوك كان خيراً منك، مع أنه كان كافراً وأنت مسلم لكنه ما فعل بالمسلمين مثل ما فعلت. فأخذ الناس يتكفكفون عن الدماء، وبعدما انتهوا، قال العلماء: والله لا نرافقك بعدها ولا نصاحبك، كدت تقدم رءوسنا" -كما روى ابن كثير - وعودوا إلى كتابه البداية والنهاية .

قالوا: والله لا نرافقك، فأتوا من طريق، وأتى وحده من طريق، فلقي أصحابه من العلماء لصوصاً في الطريق فشلحوهم، وهو نجا بإذن الله، واستقبلته دمشق تحييه عن بكرة أبيها، استقبال الفاتحين.






شيخ الإسلام وروح التجديد التي صاحبته



خامساً: روح التجديد التي صاحبته:

عاش ابن تيمية مجدداً، وقضية: ابق على القديم ولا تخالف الناس، لا يعترف بها ابن تيمية ، بل يريد أن يرد الأمة إلى كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد عاش التجديد بكل معانيه.

كان هناك ابن عربي ومعه فرقة من الاتحادية والحلولية . وكان هناك صوفية لا يعرفون من الدين إلا تنتنة في الزوايا، هؤلاء ألغاهم من الحسبان، بل قال لهم: الإسلام ليس هذا.

أيضاً المعتزلة ؛ قدموا عقولهم على النص، فقال أخطأتم.

أتى إلى الأشاعرة الذين أولو بعض الصفات، فقال لهم: أخطأتم.

أتى إلى النصيرية الذين كفروا بالواحد الأحد، فقال لهم: أخطأتم، وهاجمهم.

أتى إلى المناطقة ؛ وقال: أخطأتم استدلالكم ليس بصحيح.

أتى إلى الفقهاء، الذين لا يخرجون قيد أنملة عن المذهب ولو خالف الدليل، فقال لهم: أخطأتم.

يقول أحد العلماء من العصريين من الأدباء: "كان صف المعارضة رهيباً" لكن ابن تيمية أسقطهم جميعاً بإذن الله؛ لأن الله معه، فقد كان صادقاً.

فقضية التجديد عاشها -رضي الله عنه وأرضاه- في مسألة رد الناس إلى قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام، فأثبت عقيدة أهل السنة والجماعة عند الفرق المخالفة، وأثبت التمسك بالدليل عند أهل الفقه الجامدين على المذهب، وأثبت السلوك الشرعي الذي أتى به عليه الصلاة والسلام عند الصوفية ، وأثبت التوحيد الخالص عند النصيرية والجهمية المعطلة ، وأثبت الكتاب والسنة بكل معانيها عند المناطقة وأهل الكلام ؛ ورد عليهم بقوة.







معرفته بمقاصد الشريعة الربانية



سادساً: معرفته بمقاصد الشريعة الربانية:

الصيرفي الذي يبيع الذهب سنوات يعرف الزائف من الصحيح، والبهرج من الطيب، حتى إذا أعطيته عملة من الذهب. قال: هذا ليس بذهب، هذا زائف.

ابن تيمية يعرف الشريعة مثلما يعرف بائع الذهب سلعته، ومثل صاحب الإبل الذي عاش معها ثلاثين سنة يعرف أن هذه إبله وهذه ليست بإبله. وهكذا يعرف ابن تيمية مقاصد الشريعة.

يتكلم في مسألة الوضوء وفي ذهنه مقاصد الشريعة، يتكلم عن الآخرة وفي ذهنه مقاصد الشريعة، عن الأخلاق وفي ذهنه مقاصد الشريعة.

وهذه ميزة افتقدها كثير من العلماء، فهم يتكلمون عن جزئيات لكن ليس في أذهانهم كليات من مقاصد الشريعة؛ مثل حماية العرض، والنفس، والنسل، والمال، والعقل، والدين؛ هذه مقاصد من مقاصدها الكبرى.

أو من مقاصدها: التيسير على الناس، ورفع الحرج، أو من مقاصدها: إنقاذ الإنسان من الولاء لغير الله، والكينونة والعبودية لغير الله.

أو من مقاصدها: إسعاد الناس في حياتهم.

هذه لا تغيب عن ابن تيمية أبداً.







شيخ الإسلام وعلمه بالنصوص الشرعية ومعرفته بالواقع



ومن مواصفات شيخ الإسلام ؛ أنه عالم بالشريعة، وعالم بالواقع:

عنده علم الكتاب والسنة، وكل الأحاديث والقرآن في ذهنه، وله معرفة كبيرة بواقعه الذي يعيش فيه.

لم يجلس ابن تيمية في غرفة ويغلق عليه بابها، ولم يجلس تحت المكيف ليرسل لنا كتيبات وأشرطة في المجتمع، لا. كان يخالط الناس، ويعرف ما يدور في المجتمع، وما يدور في العالم في الشرق والغرب.

ومن الأدلة على ذلك أنه لما سئل عن ابن تومرت ؛ وابن تومرت عاش في المغرب ، فأجاب عنه بكتيب، وكذلك تحدث عن القونوي وابن عربي وابن سبعين ، والطوائف، والملل والنحل، والدول والشعوب، وما خطر وما سار في العالم، يقرؤها قراءة تامة؛ وهذه تسمى علم الواقع الذي نعيشه.

فطالب العلم لا يكون حافظاً للصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقط، ولا يعرف ما يدور في الصحف والمجلات والجرائد، ولا يعرف ماذا في المجتمع، ولا يعرف ما هي الصراعات التي يعيشها الناس، ولا يعرف ما هي المسائل التي يريد أن يتحدث بها في الناس.

أما ابن تيمية فأجاد العلمين والفنين على حد سواء.

والناس في هذا الباب ثلاثة أقسام:

قسم منهم: يعرف الكتاب والسنة، لكنه يعيش مع الترمذي ، فهو معنا بجسمه، لكنه مع الترمذي -ورحم الله الترمذي - فلا يدري عن الواقع شيئاً! وهذا خطأ.

وقسم ثانٍ: يعرف الواقع، لكن لا يعرف من الكتاب والسنة شيئاً، فهو عالم بالواقع، يقرأ الصحف، والجرائد، حتى أطروحات الواقع يعرفها لكن لا يعرف الكتاب والسنة؛ وهذا نقص.

والْكُمَّلُ كـابن تيمية يعلمون الكتاب والسنة، ويعلمون الواقع.







تعدد جهاد شيخ الإسلام وبذله على كافة الجبهات



ثامناً:تعدد جهاده وبذله على كافة الجبهات:

هو ليس مفتياً فقط، ولا خطيباً فحسب، وليس واعظاً فقط، ولا مجاهداً فحسب، وليس آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر فحسب؛ بل هذه كلها فيه وزيادة، فهو يضرب في كل غنيمة بسهم:

محاسنه هيولى كل حسن ومغناطيس أفئدة القلوب


وتجد بعض المسلمين متكاسلين الآن إذا طلبت منه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، قال: أنا لست موظفاً في الهيئة، سبحان الله! ما هذا السوء؟! ما هذا الكلال واحتقار النفس؟! وما هذا الانهزام والتخلف عن معاني استكمال الشخصية الإسلامية التي يريدها الله من العبد؟!

مجاهد، عابد، آمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكر؛ هذه من ميزات ابن تيمية ، ولذلك استولى على كثير من الجبهات وكأنه التاريخ.

وأرجوكم مطالعة الجزء الرابع عشر من البداية والنهاية فسوف تجدون ابن كثير نسي نفسه، ونسي الملوك، ونسي الدول والسلاطين والوزراء، وانتقل مباشرة إلى ابن تيمية كأن التأريخ ابن تيمية ؛ دخلت سنة كذا وكذا، وكان ابن تيمية في جبل كسروان ، دخلت سنة كذا وكذا وكان ابن تيمية في السجن؛ فأصبح ابن تيمية هو التاريخ لكثرة وتعدد جبهاته واختصاصاته وهكذا يكون المؤمن كـأبي بكر الصديق باذلاً، ومجاهداً، ومعلماً، ومنفقاً، وصبوراً، وصدوقاً، ومحسناً، وغيرها من صفات الخير.







الحيوية المتوهجة في كلماته وكتاباته



تاسعاً: الحيوية المتوهجة مع أنفاسه وكتاباته وكلماته:

لم يكتب ببرود، بعض الناس إذا قرأت له تنعس ويأتيك النوم؛ لأنه كتبه من قلب نعسان، كتبه وهو ينعس، فتقرأ كتاباته ميتة، تميتك وأنت جالس، ويتكلم لك ببرود كأنه لا يعنيه، مثل بعض الناس الذي يتكلم عن الإسلام وهو لا يحمل الإسلام في قلبه، تجده يأتي بعموميات، ولذلك لا يجعل الله لكتاباته قبولاً، يكتب عن إصلاحات الإسلام، وعن الخير فيه، وعن كراماته، ولكن كلماته ميتة، إن الكلمات إذا خرجت من قلب ميت ماتت قبل أن تصل آذان الناس، وإن الكلمات الحية تخرج حية مدوية من القلوب وتحيا في قلوب الناس؛ وهذه ككلمات ابن تيمية تماماً تحيا، لماذا؟ لأنه يرسلها من قلبه، ويدفعها من روحه، كان الإسلام قضيته هو، وأكبر قضية عنده نصر الإسلام، حتى سجن مرات عديدة، وفي السجن كتب لأمه رسالة، وأمه كانت في حران ، وهو في دمشق ، وكتبه كانت مع أمه في دمشق ، وسجن في الإسكندرية مرة ثانية:

بـالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـالرقمتين وبـالفسطاط جيراني


كتب لأمه، قال: "بسم الله الرحمن الرحيم -بعد سلام طويل وكلام- فوالله ما تركنا المجيء إليكم وزيارتكم إلا لأمور كبار، يتعين علينا الوقوف معها، ولو أن الطيور تحملنا لسرنا إليكم"

وأنا كنت أعلق بشيء من الدعابة، أقول: لو قال شيخ الإسلام لطرنا إليكم أحسن من سرنا إليكم. يقول: ليت الطيور تحملنا إليكم، لكن يستأذن أمه، يقول: سامحيني على بقائي هنا، لأن عندي أموراً كباراً، كالجهاد، وأمور الأمة الإسلامية، وبث الوعي العام، واستنقاذ الهمم، وتحرير العقول، فيقول: يا أماه! أنا قصرت في الزيارة فالسماح السماح.

ثم يصف لها ماذا يجد في السجن من سعادة والتجاء إلى الله، قرأ في سجنه في سنة واحدة ثلاثاً وثمانين ختمة للقرآن، ويقول: "إن في الدنيا جنة من لا يدخلها لا يدخل جنة الآخرة"

وأدخلوه السجن، فأتى السجَّان -جزاه الله أفضل ما جزى سجَّاناً عن ابن تيمية - ففتح له الدروازة، ولما دخل ابن تيمية ضرب بالباب وراءه وتلاميذه وراء الباب، فابتسم ابن تيمية ، كما يبتسم الأسد؛ والأسد لا يبتسم:

إذا رأيت نيوب الليث بـارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم


أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم


الخيل والليل والبيـداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم


فتبسم ابن تيمية ونظر إلى السجان وقال: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد:13] ثم تبسم مرة ثانية، وأطلقت كلمات من روحه، فقال: "ماذا يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنَّى سرت فهي معي، أنا قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة" ماذا يفعلون، عندي ممتلكات فليأخذوها، عندي غرفة بجامع دمشق فيها ثوبان له؛ ثوب للصلوات العادية، وثوب لصلاة الجمعة، وكان يتغدى بخبزة واحدة مع خيارتين، ويأكل اللحم في الأسبوع مرة، ولا عنده زوجة، بلغ 63 سنة وما تزوج؛ ربما لسبب عنده، أو لأنه مشغول، لكن السنة سنة محمد صلى الله عليه وسلم وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً [الرعد:38] وربما كان لـابن تيمية عذره فالله أعلم، فيقول:

على الدنيا العفاء فما لشيخٍ كبير الجسم في الدنيا قرار


ويقول:

عفاءٌ على دنيا رحلت لغيرها فليس بها للصالحين معرج


كدأب علي في المواطن كلهاأبي حسن والغصن من حيث يخرج


هذا ابن تيمية ، في مسألة الحيوية.

وأنا أطلب من إخوتي وزملائي وأحبابي أن يكونوا مكتبة لـابن تيمية ، وأن يقرءوا له كثيراً كثيراً.

أحد الفلاسفة قدم من بلد من البلاد، وكان عدواً لـابن تيمية ، فأخذ يقرأ لـابن تيمية -وهذا كان فيلسوفاً ومعه دكتوراة في المنطق- فلما قرأ لـابن تيمية ما يقارب أسبوعاً، قال: "ابن تيمية شيء ثانٍ " أي أنه: مذهل ليس بعادي، وبعدها أصبح من أنصار ابن تيمية ، وألف عن ابن تيمية رسالة.

فأنا أطالبكم بالعودة إلى كتب ابن تيمية ، والتكثير من القراءة له حتى تكونوا عقلية جبارة تفهم الإسلام، كما فهمه شيخ الإسلام وليس هو بمعصوم.






شيخ الإسلام وأسلوبه السهل



عاشراً: أسلوبه سهلٌ ممتنع، والرجل سهلٌ ممتنع، وهو قريب ولكنه متفوق:

يعني: يكلمك بأسلوب عادي قد يفهمه الأطفال، لكن لا يستطيع له إلا العلماء، ومن ميزته أنه يحافظ على مقاصد الشريعة، وكليات الدين، ثم لا تجد في كلامه ما تنتقصه -وليس بمعصوم- وأحياناً إذا أراد أن يغوص بك تركك وأنت تقرأ حتى لا تدري أنت في بيتك أو في مدغشقر وأحياناً إذا أراد أن يلف عليك لفات دخل بك في علم المنطق وضيعك، أنت في الصفحة السابعة وقد بلغ العشرين، ثم يعود لك بأسلوب سهل، ثم يفر أحياناً؛ وهذه كما قيل:

"يسطع يسطع كالنجم، ويلمع يلمع كالفجر، ويهدر يهدر كالسيل".






شيخ الإسلام ودرجة الاجتهاد المطلق



الحادي عشر: المجتهد المطلق.

خرج عن الأئمة الأربعة في كثير من المسائل، خرج عن أحمد ومالك الشافعي وأبي حنيفة ، أي: خالف الأربعة في كثير من المسائل، واتفق الأربعة على مسائل ليست بإجماع بل اتفاق فخرج هو عن الجميع، أتى علماء الحنابلة والأحناف والشافعية والمالكية، وقالوا: ويلك! كيف تخرج؟! قال: أخرج وعندي الدليل.

يجادله ابن الزملكاني من الشافعية فيتغلب على ابن الزملكاني كأنه متخصص في مذهب الشافعي ، ويأتي عالم الأحناف فيغلبه، وعالم المالكية، وعالم الحنابلة.

وابن تيمية أسس فكره الأول على مذهب الحنابلة، ولكنه لا يتقيد بذلك ولو أن أصوله حنبلية، فهو يخرج عن المذهب كثيراً، ويتعبد الله عزوجل بالدليل من الكتاب والسنة.

فكلمة أنه حنبلي فيها ما فيها، فلا يتعصب الآن رجل يأتي ويأخذ ابن تيمية في رأسه، ويجعله في كيس الحنابلة، ويقول: صاحبنا! ليس بصاحبكم، بل ابن تيمية صاحب الحنابلة، وصاحب المالكية، وصاحب الأحناف، وصاحب الشافعية.







شيخ الإسلام وخصومته للمنحرفين عن الكتاب والسنة



ابن تيمية خصم لكل المخالفين.

في كل يوم عنده معركة، ولا يهدأ أبداً.

حبسوه وأخذوا عليه تعهداً وقالوا: لا تهاجم البطائحية ، فخرج من السجن فأول ما بدأ بـالبطائحية ، فبطحهم على الأرض.

أدخلوه، وقالوا: لا تهاجم النصيرية ، فلما خرج بدأ بهم، وأخذ المسلمين ودخل بهم في جبل كسروان يهاجم النصيرية .

قالوا: لا تكثر من مهاجمة المعتزلة ، فألف فيهم.

سبحان الله! وكل يوم له حادث لأنه يريد أن يثبت لا إله إلا الله في الأرض، والذي يريد أن يثبت لا إله إلا الله، لا يتأتى له ذلك بسهولة، إنما بشيء من الدفع والبذل الباهض، والدم.

سيد قطب أراد أن يثبت لا إله إلا الله فذهب رأسه، لكن إلى جنة عرضها السموات والأرض.

سعيد الحلبي هذا عالم من علماء الشام ، كان أعرج إذا أراد أن يجلس فإنه يمد رجله، فدخل عليه السلطان في المسجد، فقام الناس، أما سعيد الحلبي فما قام، وبقيت رجله ممدودة ولا يستطيع قبضها لأنه أعرج، فغضب السلطان فأراد أن يستدرجه، فذهب إلى البيت وقال: "خذوا هذا الكيس من الذهب، وأعطوه لـسعيد الحلبي ، فإذا قبله قطفت رأسه" فأتوا وهو يدرس في المسجد، فأخذوا الكيس فصبوه على سجادته، وهو يدرس عله أن يقبله، فأخذ السجادة ولفها، وفتح النافذة من القبلة، ورمى بالذهب والسجادة وقال: "قل للسلطان: إن الذي يمد رجله لا يمد يده!".

وابن تيمية -رحمه الله- له مواقف مشهودة.

منها أنه لما كان مرة في السوق، وكثير من الناس الآن أموات القلوب يسمعون ويرون المنكر، لكن يقولون: يا أخي! لا تدخل نفسك، عليك بنفسك، كل أكلك واسكت.

فسمع ابن تيمية رجلاً يسب الرسول عليه الصلاة والسلام -نصراني اسمه عساف عسف الله عنقه- قال ابن تيمية : "تسبه! واستدعى أهل السوق فأتوا فضربوا النصراني بالأحذية. وارتفعت القضية للسلطان، وأتى المنافقون وشهدوا على أن ابن تيمية المخطئ -سبحان الله!!- بعض المنافقين من المسلمين شهدوا على ابن تيمية للنصراني، فأتى السلطان، وقال: يجلد ابن تيمية الآن، فجلدوه في المجلس، لكن:

إن كان سركمُ ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكمُ ألمُ


خرج من الديوان، وكتب رسالة الصارم المسلول على شاتم الرسول عليه الصلاة والسلام.

وكان يقول: "إنها من أحسن الأيام، يوم ضُربت من أجل الرسول عليه الصلاة والسلام".

ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه من المسك كافوراً وأعواده رندا


وما ذاك إلا أن هنداً عشية تمشت وجرت في جوانبه بردا


وقال الآخر، وقد مضى إلى محبوبه أو محبوبته في الليل، فسقط عشرين مرة في الوادي في ظلام الليل، وتجرح وأصابه الشوك، من أجل محبوبه، فيقول:

جزى الله المسير إليكِ خيراً ولو كنا تعبنا في الطريقِ


فكم من ليلة في الله بتنا نراعي الفجر من أجل الرفيقِ


أما ابن تيمية فسقط وجرح من أجل لا إله إلا الله، ومن أجل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه ميزة ابن تيمية أيها الأخيار.






اهتمام التاريخ بشيخ الإسلام



ما من مؤلف إلا ويذكر ابن تيمية ، حتى أعداؤه، ومن هنا فرض سيطرته عليهم.

فهذا السبكي ؛ كان العدو اللدود لـابن تيمية وهو قاضي القضاة، شافعي المذهب، فكان يحكم على ابن تيمية بالسجن، ومنعه من الكتابه، والذهبي يكتب له ويقول: -أنت لا تعرف ذكاء هذا الرجل، وإخلاصه، وزهده- فيكتب له السبكي كتاباً ونصه في طبقات الشافعية الكبرى ، ترجمة العلامة تقي الدين السبكي ، يقول السبكي : يقول المملوك: يتحقق كبير قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل ذلك المبلغ الذي لا يتجاوزه الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً".

قال الشاعر:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصومُ


كضرائر الحسناء قلن لوجهها بغياً وإثماً إنه لدميمُ


يريدون أن يطمسوا الشمس! لكن الشمس شمس، والحق حق، والنور نور.

فالتاريخ مهتمٌ بـابن تيمية جداً جداً، بل حتى ألفت عنه كتب بغير العربية.





اهتمامه بالعبادة، وشدة تضرعه إلى الله



يقولون: السبب في أن الله حماه من الاغتيالات ومن كثير من الحوادث، أنه كان كثير الذكر بعد الفجر، وقبل صلاة المغرب، كان له أوراد صباحية، كان عنده طاقة حرارية في جسمه من الذكر والدعاء، وكان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه مستقبلاً القبلة يردد الفاتحة حتى يرتفع النهار، ويقول: "هذه غدوتي ولو تركت غدوتي سقطت قوتي"؛ ولذلك كان من أقوى الناس جسماً.

حتى يذكر ابن القيم يقول: "ما رأيت أقوى منه" يعني: من شيخه ابن تيمية .

وكان إذا تكلم يصهل كأنه فرس، وإذا تحدث أمام الناس تحدث كالأسد، وكان يأخذ السيف ويقاتل به كما قاتل في شقحب ، وتثلَّم السيف من قتاله حتى أصبح خنين شظايا السيف تمر على رءوس الناس، فكان قوياً، وإذا مشى يتكفأ كأنه ينحدر من صبب، وهي مشية الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا هو إسلام القوة، ليس إسلام الخمول الذي يمثله بعض الناس الآن حتى يوسمون الإسلام بأنه ضعف، أي: إذا التزم الإنسان واهتدى أصبح ضعيفاً يلبس غترة بلا طاقية، ويترك الغترة في عطلة الربيع، ويشتري غترة من عهد السلطان عبد الحميد .

لا. الإسلام قوة وروعة، الإسلام حياة، فلا بد أن يتكلم الإنسان بقوة.

رأت عائشة رضي الله عنها شباباً في المدينة فأخذوا يمشون بهدوء، يعني: في الشارع كأنهم نملات.

قالت عائشة : من هؤلاء؟ قالوا: نُسّاك، قالت: سبحان الله!! عمر بن الخطاب أنسك منهم، وكان إذا تكلم أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا مشي أسرع.

هذا عمر الناسك، أي: هل هم أخشى من عمر الذي كاد يقتلع الجبال من قوته؟ وإذا مشى في الطريق فرت الشياطين من اليمين واليسار؟ لا. عمر أقوى، وابن تيمية أقوى، والإسلام أقوى.

فالإسلام جمال في الظاهر والباطن، أما إظهار الإسلام بالدروشة، وإظهار الإسلام بالمسكنة، حتى أصبح ذلك وصمة وقالوا: هذا هو الدين الذي يمثله هؤلاء.

فعلى هؤلاء أن يراجعوا إلى سيرة عمر ، وأن يراجعوا سيرة ابن تيمية وألا يعودوا لنا مرة ثانية ويمثلوا الإسلام في مثلٍ هزيلٍ فاشل.

ابن تيمية منهمك في العبادة -كما قلت- كان عنده أوراد تعبدية دائماً يسأل الله إياها، ودائماً يعيش معها، يقول صاحب العقود الدرية : "وكان ابن تيمية في ليلة منفرداً عن الناس كلهم، خالياً بربه عز وجل، ضارعاً إليه، مواظباً على تلاوة القرآن العظيم، مكرراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية، وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى تميل يمنة ويسرة، وكان إذا صلى الفجر يجلس في مكانه حتى يتعالى النهار جداً، يقول: هذه غدوتي لو لم أتغدى هذه الغدوة لسقطت قواي".

يقول الذهبي : "لم أرَ مثله في ابتهاله، واستغاثته، وكثرة توجهه"

ويقول ابن تيمية : إنه ليقف خاطري في المسألة، أو الشيء، أو الحالة التي تشكل عليَّ، فأستغفر الله ألف مرة، أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر، وينجلي إشكال ما أشكل".

كان ابن تيمية أيها الإخوة الأبرار -أثابكم الله- دائم التهليل والاستغاثة والالتجاء إلى الله، وهذه ميزة المؤمن.

وكان يكثر من ترداد (لا إله إلا الله) كثيراً، ويقول عنه تلاميذه: "كانت شفتاه لا تسكت" أي: تتحرك دائماً، حركة سريعة، فقد تعودت على أن تتحرك كما أوصى به صلى الله عليه وسلم: {لا يزال لسانك رطباً بذكر الله } كان لا يهدأ أبداً، قالوا: "ألا تسكت قليلاً؟! قال: قلبي كالسمكة، إذا خرجت من الماء ماتت، وقلبي إذا ترك الذكر لحظة مات!" أو كما قال.






شيخ الإسلام وجلده وصبره



كان إذا أراد أن يحقق مسألة فإنه يصبر ويتجلد، ويؤلف، ويكتب، ويستمر، وهو يعرف أنه لن يموت إلا بقضاء من الله وقدر. وما سمعنا أن أحد من الناس قدم موت أحد ساعة، والله ما وجد في العالم رجلٌ قدم موت رجلٍ ساعة أبداً: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ [التوبة:52].

خالد بن الوليد خاض مائة معركة، ومات على فراشه والحمد لله، استكمل رزقه وأجله، هل نقص من عمر خالد يوم؟!! لا.. استكمل ساعاته ودقائقه.

والعز بن عبد السلام خاض، ونهى، وأمر، ومات على فراشه.

وابن تيمية تعرض لما تعرض له ومات على فراشه، لا يموت أحد قبل أجله، ولا يأتي مرض الوهم هذا فيسيطر على عقل الإنسان، ويصيبه قرحة في المعدة والاثنى عشر خوف الموت وهو ما مات.

يقولون: يموت الجبان في اليوم سبع مرات، والشجاع لا يموت إلا مرة واحدة.

يصفون ابن تيمية ، يقولون: كان قوي البطان، من داخل لا يبالي، مثل علي بن أبي طالب .

علي بن أبي طالب يبارز الأبطال وهو ينعس على البغلة..!

ونحن هنا، والكيماوي بيننا وبينه 1500 كيلو متر، وما نام أطفالنا، يتخوفون في المنام، كلما مرت طائرة قلنا: نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..!

علي بن أبي طالب السيوف مصلتة، وبقي بينه وبين البطل أمتار وينام!

واسمع المتنبي يمدح سيف الدولة ، ويحيي البطل المقدام الذي خاض معارك ضد الروم، يقول:

وقفت وما في الموت شكٌ لواقفٍ كأنك في جفن الردى وهو نائمُ


يقول: ما هذه البطولة، كيف تنام وأنت تقف في جفن الردى!

تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ووجهك وضاحٌ وثغرك باسم


من الذي يضحك في المعركة؟!! يضحك علي بن أبي طالب وابن تيمية وسيف الدولة :

نثرتهمُ فـوق الأحيدِب نثرةً كما نُثرت فوق العروس الدراهمُ


هذه من قصيدته الرائعة، وكل شعر المتنبي رائع، حتى يقول:

ولا تحسبن المجد زِقَّاً وقينةً؛ يقول: لا تحسب المجد كوب الخمر هذا الذي يوضع فيه الخمر, والقينة تغني: يا ليلي، يا عيني.

ولا تحسبن المجد زِقَّاً وقينةً فما المجد إلا السيف والفتكةُ البِكرُ


وتركك في الدنيا دويَّاً كأنما تداول سمعَ المرء أنملُه العشرُ


هذا هو المجد، وهو الذي يعيشه ابن تيمية في فكره وأعصابه وحرارته، وسوف يبقى معنا يعيش، وكل سنة معنا يتجدد ابن تيمية ، وتخرج كتبه إلى النور، وعلمه، وفتاويه إن شاء الله.





أعداء ابن تيمية




العداء ضريبة العظمة. يقول العقاد : "إذا رأيت رجلاً اختلف الناس فيه مادحاً وقادحاً فاعرف أنه عظيم" أما الإجماع السكوتي على إنسان لا يستحق منزلة العظمة، أما أن تريد أن يجمع الناس على شخص أنه عظيم فلا يكون، أو يجمعوا على أنه مذموم فلا يكون إلا من أسقط الله قبوله؛ كـفرعون -مثلاً- فإن المسلمين أجمعوا على بغضه، لكن هناك خلاف في الرأي العام وهذا معناه: أن فيه عظمة، وابن تيمية كذلك وجد في أوساط المسلمين؛ مادح وقادح، راغب ومناوي، مشجع ومثبط، ثم إن ابن تيمية غرس بنفسه الحسد له في القلوب، يقول الغزالي في جدد حياتك "إن الكُمَّل من الناس يجد المحدودون، ويجد الصغراء والنـزلاء غصة في حلوقهم من ارتفاع هؤلاء، فيبدءون ينكثون في مجدهم، ويضربون في نعوشهم" وهذا ابن تيمية هو الذي تسبب بذلك:

وأنا الذي جلب المنية طرفه فمن المطالب والقتيل القاتل


أي هو الذي تسبب بهذا، لأن معنى ذلك: لو أراد ابن تيمية ألا يسبب لنفسه إزعاجاً، فإن الحل أن يغلق بابه، ويسكت، ويتزوج، ويشرب الشاي، وألا يتدخل في أمور الأمة، وألا يكتب كتاباً، ولا يخطب، ولا يفتي.

إذاً الحل في نظرنا؛ ألا يندد بالظلم، وألا يندد بالإباحية، وألا يندد بـالحلولية ، وألا يندد بالشرك.

من الذي كان سوف يعترض على ابن تيمية لو أغلق ابن تيمية بابه؟ من الذي كان سيحسده؟ من الذي كان سيناوئه؟ لا أحد.

لكن ابن تيمية يرفض:

فإما حياة نظّم الوحي سيرها وإلاَّ فموت لا يسرُ الأعاديا


هكذا! إما حياة بخلود، وإلا موت لا رجعة بعده، فـ ابن تيمية هو الذي نكث هذا في عيون الناس وفي قلوب الناس:

سيدي عللَّ الفؤاد العليلا أحيني قبل أن تراني قتيلا


إن تكن عازماً على قتلِ روحي فترفق بها قليلاً قليلا


ثانياً: من أعداء ابن تيمية الحلولية والاتحادية والملاحدة عموماً.

لأنه كتب عنهم، وبين زيفهم، وندد بهم، واتخذهم أعداء. وليته وقف! لكنه ما وقف، وقد كان يكفيه عدو واحد.

ثالثاً: من أعدائه الجهمية المعطلة ؛ الذين نفوا الله من أسمائه وصفاته، حاربهم بمجلدات فأصبحوا أعداء، أصبحوا ثلاثة الآن.

رابعاً: المعتزلة ، فقد انتهى من أولئك ثم شد سيفه على المعتزلة ، وبين خورهم، وتساقطهم.

خامساً: الصوفية بعد أن حفظه الله وأيده، عاد إلى الصوفية ، وبين أنهم زائفون، وأنهم شوهوا معالم الدين، وأنهم أخطئوا في السلوك والأخلاق.

سادساً: الروافض ورد عليهم بكتاب منهاج السنة ؛ الذي هو من أفراد كتب العالم؛ لأن ابن المطهر ؛ وهو شيعي رافضي، ألف كتاب منهاج الكرامة فسماه ابن تيمية منهاج الندامة ، ورد عليه بـمنهاج السنة ، فاكتسحه، وبدده، وجعله قاعاً صفصفاً لا ترى فيه عوجا ًولا أمتاً، وأتى بـالتدمرية فنكسها على رأس ابن عربي وتلاميذه تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ [الأحقاف:25] وأتى بـالحموية على المتفلسفة في حماة فأصبحت كالحمى:

وزائرتي كأن بها حياء فليس تزور إلا في الظلام


بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي


من أعداء ابن تيمية الروافض، فقد شن عليهم الغارة، وبددهم شذر مذر.

سابعاً: ثم عاد إلى الأشاعرة ، وبين أنهم أقرب الأعداء إلينا، والصلح ممكن، وتبادل السفارات وارد، لكن إذا حلت الخلافات.

ثامناً: السلاطين.

السلاطين تكلم لهم ابن تيمية في الرسائل؛ فهو: جالس في المسجد يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم.. من أحمد بن تيمية إلى السلطان أمَّا بَعْد:

فقد فعلت كذا وكذا، وهذا خطأ حرام، فيأتي السلطان يقول: من هذا الذي يخاطبني من المسجد؟ تعال! فيأتي فيلقي عليه محاضرة ساعة ونصف، أدخلوه في السجن، فيدخل في السجن، فيرجع أقوى. لماذا؟ لأن الواجب أن يقول هذا، وأن يبلغ هذا.

من جبهة المعارضة المقلدون الجامدون من الفقهاء، وبعضهم لا يريد أن تخرج عن زاد المستقنع شبراً، وإذا خرجت فاستغفر وعد، لا دليل ولا آية إنما تبقى محصوراً، أي: ما دام قال الأصحاب هذا فلا تخرج عن الأصحاب، مكانك مكانك!

يقول ابن تيمية : لا. من أتى بهذا؟ مالك ليس بنبي، وأحمد ليس بنبي، والشافعي ليس بنبي، وأبو حنيفة ليس بنبي، ولا بد أن نسألهم من أين أخذوا الأدلة بأدب، ونستضيء بنورهم وبأفكارهم، وهذا يذكره في كتاب الاستقامة في أوله وهناك فرق بين هذا والظاهرية التي شنعت على الأئمة لا نريد هذا، لا نريد أيها الشباب! طلبة علم يشنعون على الأئمة، ويقولون: هم رجال ونحن رجال، ويسبون أحمد والشافعي ، ويأتي لنا بفقيه مجدد على حساب الأئمة وذم الأئمة، ولا نريد كذلك شباباً يتقمصون الفقه بلا دليل، يحفظون المسائل، ويرفضون الحديث والسنة.. لا نريد ذلك ولكن نكون كـابن تيمية وسطاً بين مدرسة الإرتائيين وبين مدرسة الردايكاليين الظواهر.

وهو يمثل روح الإسلام الوسط، ويحيي هو أهل الحديث ، ويمتدحهم ويرى أنهم هم الطائفة المنصورة ، وأنهم الفرقة الناجية ، وأنهم هم الذين يفهمون الإسلام لا غير.

من أعداء ابن تيمية الفلاسفة : الذين تكلموا في الله، وفي أسمائه، وفي الدين بغير علم، عاداهم ورد عليهم.......



لماذا عودي ابن تيمية



لماذا عادوه؟ مسكين، إنسان ما عنده منصب، لم يتول في حياته منصباً أبداً، لم يعرف أن ابن تيمية منذ ولد أنه تولى منصباً أبداً، ولم يستلم خلع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raby.own0.com
مريم
عضو مجلس الادارة
مريم


وسام اقلام حرة
الدولة : مصر
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 7056
تاريخ التسجيل : 05/12/2011
المزاج المزاج : رضا بقضاء الله
تعاليق : كُـــــنُ فـِ الدّنـيـــَــا كـَ عــَــابــِــر سـَبيــــِـلْ
وَاتــْـرِكْ وَرَاءكْ كُــــلّ اثـَــرٌ جَميـِــلْ
فمَـــا نَحــْـنَ فَيهـَـا إلا ضِيـــوفْ
¨وَمَا عَلىْ الضّيف ألا الرّحِيلْ

هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } Empty
مُساهمةموضوع: رد: هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى }   هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15الأربعاء فبراير 22, 2012 7:44 pm

هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } Jazak
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسالك العفو
عضو نشيط
عضو نشيط



الدولة : مصر
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 19/07/2012
المزاج المزاج : عفوك يارب ورحمتك
تعاليق : لا تعلقوا القلوب بغير الله ..وإلا وكلكم الله إليها ونزع عنكم معونته

هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } Empty
مُساهمةموضوع: رد: هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى }   هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15الجمعة يوليو 20, 2012 10:20 pm

جزاكم الله خيرا

قال ابن تيمية رحمه
الله :
فلا تزول
الفتنة عن القلب إلا إذا
كان دين العبد كلّه لله
... عز وجل .
وقال رحمه الله :
فإن قوة إخلاص يوسف
عليه السلام وخشيته
من الله عز وجل كان أقوى
من جمال امرأة العزيز
وحسنها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نبض الدموع
عضو مجلس الادارة
نبض الدموع


وسام شعلة المنتدى
الدولة : مصر
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 4641
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
تعاليق : لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين

هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } Empty
مُساهمةموضوع: رد: هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى }   هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } I_icon15السبت يوليو 21, 2012 1:26 am

هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى } Images?q=tbn:ANd9GcTtyaVqC_AjpyyDhtaOJTLb-vzNOp5uKVrDH466r5Ov41_0U7gb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هــــــــــام { أسرار العبقرية عند ابن تيمية-الشيخ عائض القرنى }
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إلى الرفيق الأعلى الشيخ عائض القرنى
» اقوال..للشيخ عائض القرنى
» تذكران مع الاستغفار الرزقُ المدرار قصه حقيقيه((د/عائض القرنى))
» كتاب لاتحزن : الشيخ الدكتور عائض القرني
» هــــــــــام ( قصة قوم سبأ )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ملتقى الاحبة في الله…ـ-*™£الادب العربي والقوافي £™*-ـ…_ :: ۞{ منتدى القصص والروايات الأدبية}۞-
انتقل الى: