[ فَهْمُ الآخَرِينْ ]
وَ مِنَ المُسْتَحْسَنِ مُحَاوَلَةُ فِهَمِ مَشَاكِلِ الآخَرِينْ,
وَ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا مُشَارِكاً بِقْدَرِ المُسْتَطَاعِ لَيْسَ فَقَطْ فِي المُنَاسَبَاتِ الكَبِيرَةِ بَلْ فِي الصَّغِيرَةِ أَيْضًا كَمَا يَجِبُ احْتِرَامِ أَحْزَانِ الآخَرِينْ وَ إِبْدَاءِ السُّرورِ فِي أَفْرَاحِهِمْ
[ عِلْمُ الاسْتِمَاعِ ]
فَالاسْتِمَاعُ للآخَرِينْ جَاذِبِيَّةٌ لِأَنَّ الشَّخْصَ الَّذِي يُتْقِنْ فَنَّ الإِسْتِمَاعِ لِأَحَادِيثِ الآخَرِينْ يَكُونَ مَحْبُوباً مِنْهُمْ ,
كَمَا يَجِبُ أَنْ تَتْرُكَ لِلآخَرِينَ حُرِيَّةُ الحَدِيثِ ثُمَّ تُشَارِكْ فِيهِ بَعْدَ ذَلِكْ ..
[ عَدَمْ التَّعَالِي عَلَى الآخَرِينْ ]
وَ يَعْتَقِدُ الكَثِيرُونْ فِي قِرَارِ أَنْفُسِهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَقِلُّونَ عَنْ الآخَرِينَ فِي أَيِّ شَيْءٍ ,
لَذَلِكَ فَالتَّعَالِي عَلَيْهُمْ قَدْ يُؤَثِّرْ عَلَى عَلاقَتِهُمْ بِكَ وَ يَتَمَثَّلُ ذَلِكَ فِي طَرِيقِ الحَدِيثِ وَ التَّصَرُّفِ غَيْرِ اللَّائِقِ وَ اللَّبِقْ ..
بَيْنَمَا التَّواضُعْ يَجْعَلُ صَاحِبُه دَائِماً مَحْبُوبٌ لَدَى الآخَرِينْ ..
[ إِظْهَارُ الإِعْجَابِ فِي الوَقْتِ المُنَاسِبْ ]
إِنَّ كُلُّ إِنْسَانٍ يُحِبُّ أَنْ يَتَلَقَّى المَدِيحَ وَ لَكِنْ لَيْسَ إِلَى دَرَجَةِ النِّفَاقِ وَ التَّمَلُّقْ ,
فَالإِنْسَانُ يَحْتَاجُ إِلَى إِظْهَارِ الإِعْجَابِ وَ الاسْتِحْسَانِ الَّذِي يُجَدِّدْ الثِّقَةَ فِي النَّفْسِ ..
وَ لَكِنْ يُفَضَّلْ أَنْ تُظْهِرَ هَذَا الإِعْجَابَ فِي مَحَلِّهِ بِكَلِمَةٍ مُخْلِصَةٍ فِي الوَقْتِ المُنَاسِبِ وَ الطَّرِيقَةِ المُنَاسِبَةِ ..
[ التَّفَاؤُلُ المَعْقُولْ ]
المُتَفَائِل مَحْبُوبٌ دَائِماً فَهُوَ يَجْعَلُ الآخَرِينْ يَرَوْنَ العَالَمْ بِمِنْظَارِ الوَاقِعِ
وَ لَكِنْ هَذَا التَّفَاؤُلْ يَجِبْ أَنْ يَكُونَ فِي حُدودِ المَعْقُولِ ,
وَ أَنْ لَا يَتَطَرَّقَ إِلَى الخَيَالِ الكَاذِبِ وَ المُنْعَكِسْ
و المُتَفَائِلْ لَا يَعْتَرِفْ بِاليَأْسِ وَ لَكِنَّه يُجَدِّدْ دَائِماً الأَمَلْ فِي حَلِّ مَشَاكِلِهِ وَ فِي حُدودِ الإِمْكَانِيَّاتِ المَوْجُودَةِ ..
[ تَقَبَّلْ مُلاحَظَاتِ غَيْرِكَ ]
مِنْ الجَيِّدْ اسْتِقْبَالِ مُلاحَظَاتِ وَ نَقْدِ الآخَرِينْ بِرَحَابَةِ صَدْرٍ إِذَا صَدَرَتْ عَنْ أُنَاسٍ مُخْلِصينْ لَا يَبْغَوْنَ سِوَى المُسَاعَدَةَ الصَّادِقَةِ ,
وَ قَدْ تَصْدِرُ هَذَا المُلاحَظَاتِ مِنْ أُنَاسٍ حَاقِدِينْ .. وَ لَكِنْ فِي الحَالَتَيْنِ مِنَ المُسْتَحْسَنِ أَنْ تَتَقَبَّلْ مَا يُوَجِّه إِلَيْكَ مِنْ مُلاحَظَةٍ أَوْ نَقْدٍ بابْتِسَامَةٍ
وَ مَهْمَا كَانَ الثَّمَنْ مَعَ مَا يَفْرُضه ذَلِكَ مِنْ التَّحَكُّمِ بِالعَقْلِ وَ السَّيْطَرَةِ عَلَى المَشَاعِرِ ..
[ التَّفْكِيرُ بِنَفْسِيَّةٍ مَرِحَةٍ ]
عِنْدَ التَّفْكِيرِ فِي مَوْضُوعٍ مَا, مِنْ الأَفْضَلِ أَنْ تَكُونَ نَفْسِيَّتُكَ مَرِحَةً وَ هَادِئَةً لِيَتَسَنَّى لَكَ البَتّ فِي الأُمُورِ بِطَرِيقَةٍ سَلِسَةٍ وَ غَيْرُ مُعَقَّدَةٍ ,
أَمَّا عِنْدَمَا تَكُونَ نَفْسِيَّتُكَ كَئِيبَةً فَلا تُحَاوِلْ أَنْ تَحْسِمَ فِي أَمْرٍ مَا حَتَّى لَا يَشُوبَ النَّتِيجَةَ الخَوْفِ وَ القَلَقْ التَّفْكِيرِ وَ التَّصَرُّفْ بِنَفْسِيَّةِ الخَيْرِ
وَ كَذِلِكَ تَكُونَ شَخْصِيَّة جَذَّابة لِلْمُقَرَّبِينِ مِنْكَ .. وَ لَابُدَّ أَنْ تَتَصَرَّفْ دَائِماً بِنَفْسِيَّةِ الخَيْرِ ..
وَ إِذَا كُنْتَ تَتَحَلَّى بِجَمِيعِ الصِّفَاتِ السَّابِقَة فَإِنَّكَ بِدُونْ صِفَةِ الخَيْرِ سَتَفْقِدَ عُنْصُرًا هَاماً مِنْ عَنَاصِرِ الجَاذِبِيَّةِ ..
[ وَ أَخِيرًا الصَّرَاحَةِ ]
إِنَّ الصَّرَاحَةَ صِفَةٌ أَسَاسِيَّةٌ مِنْ صِفَاتِ الجَاذِبِيَّةِ فَهِيَ وَاجِبَةٌ فِي التَّفْكِيرِ مَعَ النَّفْسِ وَ فِي التَّفَاؤُلِ مَعَ الغَيْرِ ,
أَمَّا الشَّخْصُ ذُو الوَجْهَيْنِ أَوْ المُحِبّ لِذَاتِهِ فَقَدْ قَرُبَتْ نِهَايَتُه الَّتِي يَسْتَحِقُّهَا ..