أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
أخي العزيز الزائر
شرفنا تواجدك في هذا المنتدى الراقي والجميل
الراقي بأهله وناسة
والجميل
بما يحتويه من علم نافع وطرفة جميلة
ونرجو لك طيب الاقامة معنا بين اخوانك واخواتك
وان تثري هذا المنتدى بما لديك من جديد
وأن تفيد وتستفيد
أسال الله تعالي إت يتقبل منا ومناكم صالح الأعمال وإن يجعل تواجدنا لأبتغاء وجه اللع تعالي

Dear brother Guest
Honored by your presence in this forum upscale and beautiful
Upscale his family and policy
And beautiful
Including addition of beneficial knowledge and beautiful twinkling
We hope you a pleasant stay with us between brothers and sisters
And enrich this forum what you have again
And that the benefit and the benefit
I ask God Almighty ET accept our and Mnakm favor of business and that makes our presence in order to face Alla Come
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الاحبة في الله (اسلامي ..اجتماعي .. ثقافي)
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الحمـــــد لله الواحد الاحد الكريم الوهاب الرحيم التواب غافر الذنب وقابل التوب و الصلاة و السلام على رسول الله & أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا وإياكم في هذه الحياة على الإيمان والذكر والقرآن &وأ سأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في ملتقي ألأحبة في الله علي ذكره أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته &اللهم لا تعذب جمعا التقى فيك ولك & أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن قال الله فيهم {الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب} & { وأتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين }
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» بريد القلوب ..مساحة للجميع ..
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 3:01 am

» اُمنية من القلب .
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:58 am

» للصباح حكاية
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:56 am

» عطش البحر فارتوى من دموع الأيام
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:54 am

» صباحكم .مساؤكم خيراخوتي الاعضاء ؟؟؟
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:43 am

» قطوف من بستان الحكمة.
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:43 am

» أفشوا السلام علي المتواجدون بالملتقي
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أكتوبر 21, 2024 2:36 am

» في سوق القلوب
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:53 am

» ابتسامات من التاريخ
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:28 am

» حين يمتلئ قلبك بالدفء
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:23 am

» سَــجل حُضُــورَك بِمعلــومة طِــبية
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:21 am

» جايين بعد يوم صيام شاق وتعب طمعانين في رحمتك ومغفرتك يارب
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:19 am

» ۞ حـــرّك قلبـــك ۞
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» وحدوا الله يا عباد الله
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:14 am

» كم مرة استغفرت ربك اليوم؟؟؟
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:13 am

» هل صليتم علي حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» ادعوا لكل اسرة منتدانا الحبيب وجميع المسلمين
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين مارس 11, 2024 1:12 am

» مطلب اصحاب الكهف وهم في شدة البلاء
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير السبت مايو 01, 2021 8:01 pm

» حذاري أن تمل من الصبر
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الخميس أبريل 29, 2021 9:48 pm

» حديقة ملتقى الآحبة في الله الاسلامية
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15من طرف داعية الخير الإثنين أبريل 12, 2021 9:39 pm


أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 149 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 149 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 293 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 am

 

 معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد بحبكم في الله
صاحب الموقع



الدولة : مصر
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل C13e6510
ذكر
عدد المساهمات : 2471
تاريخ التسجيل : 12/03/2011

معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل Empty
مُساهمةموضوع: معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل   معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15الأحد يوليو 17, 2011 7:05 pm

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضْلِل فلا هَادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 – 71].
أما بعدُ: فإن أصدق الحديث كلام الله - تعالى - وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


أيها الناس: لم يجعل الله - تعالى - الدنيا دار نعيم لأوليائه، ولا مستقرًّا لعباده؛ وإنما جعلها دار ابتلاء يُبتلى فيها المُكَلَّفُونَ تارة بالسراء؛ وتارة بالضرَّاء.
ولم يسلم من ابتلاءات الضراء أفاضل البشر، وخيار الناس: الأنبياءُ والمرسلون، وأصحابهم وأتباعهم والمؤمنون بهم.
قتل زكريا ويحيى - عليهما السلام - واستهزئ بنوح - عليه السلام - والمؤمنين بدعوته، وأخرج لوط - عليه السلام - من قريته، وطورد موسى - عليه السلام - وأتباعه، وهاجر محمد، وشُجَّ رأسُه، وكُسِرَتْ رُباعيته، وقُذفَ بالحجارة حتى سال الدم من عقبيه، وأوذي أصحابه - رضي الله عنهم - وأخرجوا من ديارهم، وحُوصروا وعُذِّبُوا، وزُلزلوا زلزالاً شديدًا.


ولو كانت دعواتُ الأنبياء والمصلحين لا تجد اعتراضًا من الشيطان، وأعوانه من الإنس والجنّ لما تحقَّق الابتلاء، ولآمَنَ أَكْثَرُ النَّاس. ولو كانت طريقُ الجنة محفوفةً بالشهوات، خاليةً من المكروهات؛ إذًا لكَثُر سَالكوها، ولو كانت طريقُ النار خاليةً من الشهوات، محفوفةً بالمكروهات؛ لما رأيت لها سالكًا.
ودوامةُ الابتلاء تدور ما دارت الأيام، والصراعُ بين الحق والباطل قائم ودائم ما دامت الدنيا.
يُدِيلُ الله - تعالى - لأهل الحق على أهل الباطل تارةً، وينصرهم عليهم، وتارةً ينتصرُ أهل الباطل؛ لحكمة يريدها الله - تبارك وتعالى - ولو شاء لهدى الناس جميعًا، ولو شاء لانتقم من أنصار الشيطان لأنصاره - تبارك وتعالى - {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد: 4].
ومِنَ المعارك المشهورة في تاريخ الإسلام: معركة حطين[1]، التي انتصر فيها أهل التوحيد على أهل التثليث، وقعت في العشر الأخيرة من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة للهجرة النبوية[2].


ذلك أن نصارى أوربا سَيَّرُوا جيوشًا جَرَّارة سنة ثنتين وتسعين وأربعمائة للهجرة؛ بقصد كَثْلَكَة الشرق الإسلامي، وانتزاع بيت المقدس من المُسلمين؛ فحصل لهم ما أرادوا بسبب ضعف المسلمين، وفُشُوّ الترف فيهم، واستحكام الجهل عليهم، واختلاف أمرهم، وانتشار البدعة في أَوْسَاطهم، وقيام دولة بني عبيد الباطنية في مصر والشام[3]. وظل النصارى في حروبٍ مستعرة مع المسلمين طيلة إحدى وتسعين سنة، حتى كانت موقعةُ حِطّين التي قاد المسلمين فيها السلطانُ الصالحُ الزاهدُ صلاحُ الدين الأيوبي رحمه الله تعالى.
كان سلطانُ النَّصارى قَدْ علا، وطُغْيانُهُمْ قد استشرى، وما أكثر ما عاهد ملوكُهم ملوكَ المسلمين ثم غَدَرُوا، واسْتَبَاحُوا كثيرًا من الديار، وقتلوا النساء والصبيان. وقبل حِطّينَ بسنتين مرِض صلاح الدين مرضًا شديدًا حتى أشار عليه الأطبَّاء بأن يوصي، فحلف بالله لئن شفاه الله - تعالى - ليَصْرِفَنَّ هِمَّتَهُ كُلَّها إلى قتال الإفرنج، وليجعلنّ أكبر هَمَّهُ فتح بيت المقدس، وَلَوْ صرف في سبيل الله - تعالى - جميع ما يملك من الأموال والذخائر؛ كما حلف أن يقتل الملك النصراني أرناط ملك الكرك بيده؛ لأنه نقض العهد، وتنقص الرسول، واعتدى على قافلةٍ لِلمسلمين، فأخذ أموالهم، وضرب رقابهم وهو يقول: أين محمدكم؟ دعوه ينصركم[4].


فشفى الله - تعالى - السلطان من مرضه، فصرف كل همته لقتال النصارى حتى جمع الله بين جند الإيمان وجحافل الكفر والطغيان في أرض حطين، ذلك أن السلطان صلاح الدين سار بجيشه إلى الإفرنج، وتوافد عليه عسكرُ المسلمين من مصر والشام وغيرها حتى كانوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مقاتلٍ غير المتطوعين. فتسامعت الفرنج بقدومه فاجتمعوا كلهم، وتصالحوا فيما بينهم.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "وجاءوا بحدهم وحديدهم، واستصحبوا معهم صليب الصلبوت، يحمله منهم عباد الطاغوت، وضُلاَّلُ الناسوت، في خلق لا يعلمُ عِدَّتَهُم إلا الله - عزّ وجلّ - يقال: "كانوا خمسين ألفًا"، وقيل: "ثلاثًا وستين ألفًا" فتقدَّموا نحو المسلمين، وأقبل السلطان ففتح طبرية، وتقوَّى بِما فيها من الأَطْعِمة والأمتعة.. وحاز البُحَيْرَة في حوزته، ومَنَعَ الله الكفرة أن يَصِلُوا منها إلى قطرة؛ حتى صاروا في عطش عظيم، فبرز السلطانُ إلى سَطح الجبل الغربي من طبرية عند قرية يقال لها: حطين.


وجاء العَدُوّ المخذول، وفيه كُلّ ملوك النَّصارى الإفرنج في الشرق؛ فتواجه الفريقان، وتقابل الجيشان، وأسفر وجه الإيمان، واغْبَرَّ وأقتم وأظلم وجه الكفر والطغيان، ودارت دائرة السوء على عبدة الصلبان، وذلك عشية يوم الجمعة، فبات الناسُ على مَصَافِّهم.
وأصبح صباح السبت الذي كان يومًا عسيرًا على أهل الأحد، وذلك لخمسٍ بقين من ربيع الآخر، فطلعت الشمس على وجوه الإفرنج، واشتدّ الحرّ، وقوي بهم العطش، وكان تحت أقدامِ خيولهم حشيشٌ قد صار هشيمًا، وكان ذلك عليهم مشؤومًا، فأمر السلطان النفّاطة أن يرموه بالنفط، فرموه فتأجج نارًا تحت سنابك خيولهم، فاجتمع عليهم حرُّ الشمس، وحرُّ العطش، وحرُّ النار، وحرُّ السلاح، وحرُّ رشق النبال، وتبارز الشجعان، ثم أمر السلطان بالتكبير والحملة الصادقة، فحملوا وكان النصر من الله - عزّ وجلّ - فمنحهم الله أَكْتَافَهُمْ، فقتل منهم ثلاثون ألفًا في ذلك اليوم، وأسر ثلاثون ألفًا من شجعانهم وفرسانهم[5].


وكان من جملة من أُسِر جميعُ ملوكهم إلا واحدًا هرب في أول المعركة، واستلبهم السلطان صليبهم الأعظم، وهو الَّذي يزعمون أنه صلب عليه المصلوب، وقد غلفـوه بالذهب واللآلئ والجواهر النفيسة، ولم يُسمع بمثل هذا اليوم في عزِّ الإسلام وأهله، ودفعِ الباطل وأهلِهِ؛ حتى ذُكر أنَّ بعض الفلاحين من المسلمين رآه بعضهم يقود نيفًا وثلاثين أسيرًا من الفرنج وقد ربطهم بطنب خيمة، وباع بعض المسلمين أسيرًا بنعل ليلبسها في رجل، وجرت أمورٌ لم يسمع بمثلها إلا في زمن الصحابة والتابعين، فلله الحمد دائما كثيرًا طيبًا مباركًا"[6].

فلما تَمَّتْ هذه الوَاقِعَة، ووضعت الحرب أوزارها أمر السلطان بضرب مخيم عظيم، وجلس فيه على سرير المَمْلكة وعن يمينه أَسِرَّةٌ وعن يساره مثلها، وجيء بالأسارى تتهادى بقيودها، فمن كان فيه شرٌّ على المسلمين، أو نقض العهد ضربت عنقه.
وأجلس السلطانُ أكبر ملوك الإفرنج عن يمينه على السرير، وسائر المُلوك حوله وفيهم ملك الكرك أرناط الذي حلف السلطان في مرضه أن يقتله بيده؛ لغدره بالمسلمين، واستهزائه بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم سقى السلطان كبير ملوكهم، فشرب ملكهم ثم أعطى الملك أرناط ليشرب، فغضب السلطان وقال: "إنما ناولتك ولم آذن لك أن تسقي"، هذا لا عهد له عـندي - وكان عند العرب أن الأسير إذا أكل أو شرب من مال من أسره أَمِنَ[7]- فقال السلطان: "أنت الذي سقيته وأما أنا فما سقيته؛ وذلك لئلا يأمن.


ثم تحول السلطان إلى خيمة أخرى، وطلب الملك الغادر أرناط، فلما أوقف بين يديه قام إليه بالسيف، ودعاه إلى الإسلام فامتنع، فقال له السلطان: نعم، أنا أنوب عن رسول الله في الانتصار لأمته، فقتله وأرسل رأسه إلى ملوك النصارى في خيمتهم، فخافوا وظنّوا أنهم يقتلون، فطمأنهم السلطان وقال: "لم تجر عادةُ الملوك أن يقتلوا الملوك، وأمَّا هذا فإنه تجاوَزَ حَدَّهُ، وتعرض لسبّ رسول الله، فجرى ما جرى"[8].
وبات المُسْلِمون تلك الليلة على أَتَمّ سرور، وأكمل حبور، ترتفعُ أصواتهم بالحمد لله، والشكر له، والتكبير والتهليل؛ حتى طلع صبحُ يوم الأحد.
لقد كان يومُ حطين يومًا عظيمًا في الإسلام، وكانت معركتها القاصمة التي قصمت ظُهور النصارى، وهي المُمَهِّدَة لفتح بيت المقدس، وتطهيره من عُبَّاد الصليب، ورُعاة الخنزير؛ إذ بعد ثلاثة أشهر فقط من معركة حطين تم فتح بيت المقدس، وانتهت إمارة الصليبيين عليه بعد أن دَنَّسوه بكُفْرِهم وتثليثهم إحدى وتسعين سنة[9]، كما انتهت إماراتهم في كثير من بلاد الشام بتتابع الفتوح والانتصارات بعد معركة حِطِّين الخالدة على يد صلاح الدين، ثم على يد ملوك بني أيوب ومَنْ بَعْدَهُمْ إلى أن تَمَّ طردُهم من الشرق الإسلامي، وانتهتِ الحملاتُ الصليبية بعد أن أيقن ملوك أوربا أنهم لن يستطيعوا إخضاع الشرق الإسلامي لحكمهم، ولم تأت قناعتهم تلك إلا بعد معاناة طويلة، وتضحيَّات كبيرة بالأنفس والأموال والمتاع بذلها المسلمون، ودامت مائتي سنة، فلله الحمد أولاً وآخرًا[10].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 7 – 9].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...


الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أمَّا بعد: فاتقوا الله ربكم، وأَصْلِحُوا سركم وعلنكم؛ فإن الله - تعالى - يعلم السر وأخفى: {وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223].


أيُّها المُسْلِمُون: لم يكن غريبًا على صلاح الدين - رحمه الله تعالى - أن يَعْفُوَ عن ملوكِ الإفرنج ويكرمهم بعد أن تمكَّن من رقابهم إلا من كان غدَّارًا ناكثًا للعهد، متربِّصًا بالمُسْلِمين، كيف يكون ذلك غريبًا عليه وقد شَدَهَ أوربة بكريم أخلاقه، وجميل عفوه، وحسن صفاته التي تلقَّاها من مدرسة الإسلام؛ كما أدهشها بشجاعته وإقدامه، وحسن قيادته.
ومن حسن قيادته - رحمه الله تعالى - أنه وجَّه قطاع الطريق واللصوص من المسلمين إلى النصارى المحاربين، وجعلهم يعملون فيما يحسنون من السطو عليهم، واختطاف أمرائهم وترويعهم؛ فحوَّلَهم من لصوص قتلة إلى مُجَاهدين في سبيل الله تعالى.


وذكر القاضي ابن شداد: أنه كان راكبًا في خدمة صلاح الدين في بعض الأيام قبالة الإفرنج، فجاءه قائد من قادة جيشه ومعه امرأة نصرانية ترتعد من الخوف، وتبكي بكاءً متواصلاً، وتضرب على صدرها بشدة، فقال القائد لصلاح الدين: "إن هذه خرجت من عند الفرنج، وسألت الحضور بين يديك، وقد أتينا بها". فأمر الترجمان أن يسألها عن قضيتها فقالت: "إن اللصوص المسلمين دخلوا البارحة إلى خيمتي، وسرقوا ابنتي، وبت البارحة أستغيث إلى بكرة النهار، فقال لي الملوك - أي ملوك النصارى -: السلطانُ رحيم، ونحن نخرجك إليه تطلبين ابنتك، فأخرجوني، وما أعرف ابنتي إلا منك" فرقّ لها، ودمعت عينه، وحرَّكته مروءته، وأمر من ذهب إلى سوق العسكر أن يسأل عن الصغيرة مَن اشتراها ويُدفعُ له ثمنها ويحضرها.. فما مضت ساعة حتى وصلَ الفارس والصغيرةُ على كتفه، فما كان إلا أن وقع نظر أمها عليها، فخرت إلى الأرض تُمَرِّرُ وَجْهَهَا في التراب، والناس يبكون على ما نالها، وترفع طرفها إلى السماء ولا نعلم ما تقول، فسُلِّمَت ابنتها إليها، وحُمِلَتْ حتى أعيدت إلى عسكر النصارى[11].


الله أكبر، ما أجمل هذا التصرف! وما أحسن هذا الخلق! قارنوا - رحمكم الله تعالى - هذه الأخلاق العالية، والمروءة الوافية بما يجري للمُسْلِمين على أيدي اليهود في فِلَسْطِين تحت سمع وبصر مُنَظَّمات حقوق الإنسان النصرانية، والقانون الدولي، ورعاة السلام المزعوم من النصارى وأعوانهم.
قارنوا هذه الحادثة بما جرى للمُسْلِمين في البوسنة وكُوسُوفا، وما يجري الآن لهم في مَقْدُونيا والشيشان على أيدي عَبَدة الصليب.
تُهْدَم ديارهم، وتُنْتَهَك أعراضهم، وتُباع بناتهم لتجار البغاء والرقيق الأبيض، وفي كل يوم تكتشف مقابر جماعية، دُفِن فيها عشرات المسلمين بعد أن قُطِّعت أطرافهم، ومُثـِّل بأجسادهم وهم أحياء؛ تَلَذُّذًا بتعذيبهم قبل قتلهم في زمن يقال عنه: إنه زمن حفظ حقوق الإنسان!! فمن هو هذا الإنسان الذي تحفظ حقوقه؟!


إنه كل إنسان سوى المسلم ما دامت الهيمنةُ لعبَّاد الصليب الحاقدين، والصهاينة العنصريين، وسيظلُّ الأمرُ على تلك الحالِ إلى أن يمنَّ الله - تعالى - على المسلمين بعودة جادَّة إلى دينهم؛ فيكتب اللهُ لهم النصر على عدوهم، وتعود السيادة إليهم، كما كانت من قبل لهم؛ ليرفع الظلم عن البشر؛ ويُبسط العدل كما كان في عصور مضت، وما عصر صلاح الدين - رحمه الله - إلا مثلاً من أمثلة كثيرة في تاريخ العدل والإحسان في دولة الإسـلام، فالإسـلام خيـر للبشر لو كانوا يعلمون؛ ولكن أكثر النــاس لا يعقلون. سبحان ربك ربّ العزة عمَّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] حِطِّين موضع بين طبرية وعكا، بينه وبين طبرية نحو فرسخين بالقرب منه قرية يقال لها: خيارة، يُذكر أن بها قبر شعيب - عليه السلام - قال ياقوت الحموي: "وهذا صحيح لا شك فيه". "معجم البلدان" (2/274). والذي عليه المحققون من أهل العلم والتاريخ أنه لا يعلم قبر نبي إلا قبر نبينا، وسبيل العلم بمكان قبر من قبور الأنبياء السابقين النص، ولا نص في ذلك، أو التواتر وهو غير موجود، وأمَّا ما ينقله المؤرخون فلا يُعْتَمَد عليه؛ لأنهم مُجَرَّد نقلة ينقلون الأخبار وما يتناقله النَّاس، وكذا الشهرة لا يعتمد عليها؛ لأنها غالبًا ما تكون متأخرة عن أصل الحدث، ومثال ذلك: أنه اشتهر عند أهل دمشق أن قبر يحيى - عليه السلام - في داخل المسجد الأموي مع أن بني أمية ما بنوه على قبر أصلاً؛ وإلا لبطلت الصلاة فيه؛ ولما أقرهم على ذلك من بقي من الصحابة - رضي الله عنهم - وكِبَار التابعين، ومن بعدهم من الأئمة المتبوعين - رحمهم الله تعالى - فعلم بذلك أن هذه الشهرة متأخرة، ولا أساس لها من الصحة، وهكذا أكثر ما ينقل ويشتهر في مثله.
[2] انظر: "سير أعلام النبلاء" (21/280)، و"الروضتين في أخبار الدولتين" لأبي شامة (230)، و"النوادر السلطانية" للقاضي ابن شداد (126)، و"شذرات الذهب" (4/274).
[3] وذلك في الحملة الصليبية الأولى التي كانت عام 492 هـ. وانظر تفصيل ذلك في: "كتب التاريخ"، أحداث هذه السنة.
[4] انظر: "البداية والنهاية" (12/280)، و"النوادر السلطانية" (119).
[5] وذكر الذهبي أن جيش الفرنج كان ثمانين ألفًا فيما قيل، وقتل منهم خلقٌ كثير؛ حتى قال العماد الكاتب في "البرق الشامي": فمن شاهد القتلى يومئذ قال: "ما هناك أسير"، ومن عاين الأسرى قال: "ما هناك قتيل". وقال الذهبي: "ولا عهد للإسلام بمثل هذه الوقعة من زمن الصحابة - رضي الله عنهم- ا هـ. من تاريخ الإسلام (41/19).
[6] "البداية والنهاية" (12/284 ـ 285)، وانظر تفاصيل المعركة في: "النوادر السلطانية" (126 ـ 131)، و"الكامل في التاريخ" (11/534 ـ 583)، و"تاريخ ابن الوردي" (2/96) و"مرآة الجنان" (3/424)، و"تاريخ ابن خلدون" (5/305)، و"الفتح القسي في الفتح القدسي" (61 ـ 84)، و"النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" (6/27 ـ 31)، وغيرها من كتب التاريخ في أحداث سنة (583هـ).
[7] انظر: "النوادر السلطانية" (130).
[8] "النوادر السلطانية" (130 ـ 131)، و"البداية والنهاية" (12/285)، و"النجوم الزاهرة" (6/30 ـ 31).
[9] وذلك في رجب من نفس السنة (583هـ)؛ كما في كتب التاريخ المذكورة سابقًا.
[10] استمرت الحملات الصليبية تفد من أوروبا إلى الشرق الإسلامي قرابة مائتي سنة منذ حملة بطرس الناسك عام (489هـ) إلى حملة لويس التاسع، وهي الحملة الثامنة التي هلك فيها وجيشه بوباء الطاعون عام (668هـ)، وتم إنهاء الإمارات الصليبية التي أسسها النصارى عام (690هـ)، وذلك بعد سقوط (عكَّا) وما تلاها من حصون على يد السلطان الأشرف خليل ابن المنصور قلاوون. ينظر في ذلك: "كتب التاريخ" أحداث سنة (690هـ).
[11] انظر هذه الحادثة في: "النوادر السلطانية" (98)، وقد حكاها القاضي ابن شداد، وذكر أنه شهدها بنفسه ولم ينقلها عن غيره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raby.own0.com
مريم
عضو مجلس الادارة
مريم


وسام اقلام حرة
الدولة : مصر
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 7056
تاريخ التسجيل : 05/12/2011
المزاج المزاج : رضا بقضاء الله
تعاليق : كُـــــنُ فـِ الدّنـيـــَــا كـَ عــَــابــِــر سـَبيــــِـلْ
وَاتــْـرِكْ وَرَاءكْ كُــــلّ اثـَــرٌ جَميـِــلْ
فمَـــا نَحــْـنَ فَيهـَـا إلا ضِيـــوفْ
¨وَمَا عَلىْ الضّيف ألا الرّحِيلْ

معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل   معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15الأربعاء فبراير 22, 2012 8:06 pm

معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل 1267500446جزاك الله خيـــراااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان
عضو مرشح للاشراف
عضو مرشح للاشراف
نورهان


وسام الكاتب المميز
الدولة : مصر
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 234
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 37

معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل   معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15الجمعة نوفمبر 30, 2012 9:43 am

طرح رائع

جزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نبض الدموع
عضو مجلس الادارة
نبض الدموع


وسام شعلة المنتدى
الدولة : مصر
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل C13e6510
انثى
عدد المساهمات : 4641
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
تعاليق : لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين

معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل   معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل I_icon15الإثنين ديسمبر 31, 2012 12:27 am

جزاك الله كل خير

وجعله الله فى ميزان حسناتك ياااارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معركة حطين الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هـــــام وجوب بر الأم الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل
» المــــدينون لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
» يونس عليه الصلاة و السلام الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان
» التبرج((الشيخ محمد حسان ))
» موعظة من الشيخ محمد حسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ملتقى الاحبة في الله…ـ-*™£الادب العربي والقوافي £™*-ـ…_ :: ۞{ منتدى القصص والروايات الأدبية}۞-
انتقل الى: