إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم
للمرأ المنافق والمجتمع المنافق أركان يعرف بها كما جاء في السنة
وهي :الكذب والخيانة والعداوة
ونسبةالنفاق تزيد أو تنقص حسب مقاديرهذه الخلائق الرديئة في نفوس الناس
بعض من نعامل من الناس ، لا يعرف للكلمة وزنا ولا حرمة،
إنه يدير لسانه في فمه وحسب ، لا يصدق في وصف ولا خبر،
وربما كان كلامه تغطية للحقيقة لا كشفا لها
والرباط بين أولي الألباب هو الكلمة التي تعطي ضمانا للوعود والعهود والعقود
بيد أن كثيرين يعدون فيخلفون ، ويعقدون فينقضون ، ويعاهدون فيغدرون
وشيوع هذه المناكر،يشيع الفوضي في أرجاء الحياة ، ولذلك يقول الله تعالي :
{ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ،
أن تكون أمة أمة هي أربي من أمة ، إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون }
والمصيبة الطامة أن تكره إنسانا فتحاول النيل منه بكل إسلوب،وتجتهد وسعك في إلحاق الأذي به
وهو ما سماه االنبي صلي الله عليه وسلم : ــ الفجور في الخصومة
وقد رأيت الناس الآن تهوي في خصومتها إلي مكان سحيق ، وتستبيح الدم والمال والعرض
أعرف أقواما من الناس من الرجال والنساء لا يتورعون من إفشاء مساويء الآخرين
ولا يملون من البحث ورائهم وتتبع عوراتهم وأخطائهم
لتكون رصيدا عندهم لإفشائها عند اللزوم
وهذا يجعل آفاق الحياة سوداء أينما اتجهت ،
والأمة لا تنجو من هذا السواد بعظة عابرة
لابد من نظرة جادة إلي أصول التربية ومكونات الأخلاق في البيت والشارع
وهذا عمل أصيل للجماعات الإسلامية الصادقة وتخلفها عنه إيذان بالويل والثبور
وقد لمحت في جوانب أمتنا أمور أخري لها دلالتها
قال لي صديق : أنه كان له صديق في هونج كونج ،
قال له : لمحت بدلة جميلة سرتني
لكنها لا تناسب قوامي ، فذكرت للبائع ما أطلبه
فقال : هاك القماش ، خذمنه القدر المناسب
وسيقوم الخائط بتفصيله لك في ساعة من زمن
وفعلا استلم البدلة بعد ستين دقيقة
قلت لصديقي : هذا يتم عندنا في اسبوع ؛ إن رداءة الأداء خاصة مستغربة بيننا ، وتنشأ عنها خسائر كبيرة
فكم من حريق مستعر يسببه إهمال عامل في مد أسلاك الكهرباء
وكم من مبني هدده سباك لم يحسن توصيل المياه فتخللت الجدران ورشحت ظاهرا وباطنا
إن تغير النفوس ـــ لتبرأ من هذه العلل ـــ أساس لا بد منه لبناء أمة ذات
رسالة كبيرة،
بل أساس لابد منه لبناء أمة ذات رسالة كبيرة ،
بل أساس لابد منه لبناء مجتمع يستطيع الحياة
وهذا جهد أول للقائمين علي العمل الإسلامي مصداقا لقوله تعالي :
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم }
إننا بالموازنة المنصفة نشعر بأن حقيقة الإنسان عندنا مشوبة ، ومضطربة، وسائبة إلي حد بعيد
وإذا كان الفكر مختلا والقلب معتلا فأني تجيء النجاة ؟ وكيف النصر ؟
قلت لأحد المتحمسين : إنني أشد منك شوقا إلي إقامة حكم إسلامي
، ولكن هل أجنح إلي البطالة والصياح حتي يتحقق النصر ؟
أبواب العمل كثيرة ، فالإسلام دين النفس والمجتمع والدولة ، وعلينا ، إذا فاتناالحكم ، أن نعرق في تزكية النفوس
بالأخلاق العالية ، وفي دعم المجتمع بالتقاليد الصالحة
إنه لا إسلام إذا لم يكن الفكر واعيا والضمير صاحيا ، فلتنشط الجهود في هذا الميدان وفي نجاحها تحقيق الآمال
الرئيسية 
من طرف 
موضوع: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم 
المزاج
