لاتحط من مكانة أحد
أيها الأحبة الفضلاء
عرفت فى حياتى صفة، جربتها، واستعملتها، فماخاب فيها ظنى،
،وهى ،أن المدح المؤدب، والثناء الرقيق، يؤثر فى الناس، فمهما ،
،كان ورعهم ،وزهدهم، وبعدهم عن المظاهر،،لكنهم عند كلمة الثناء،
،يتأثرون لها ،ويرتاحون بها، فمن مقل ومن مستكثر،
،لقد جلست، مع علماء ،أهل تقوى وديانة، فإذا وجدوا كلمة شكروثناء،
،لانت عريكتهم، وصفت سرائرهم ،وتبلجت أسارير وجوههم،
،إن الكلمة اللينة ،تفعل فعلها فى القلوب ،وإن منهج الحق الموروث عن،
،نبينا صلى الله عليه وسلم، هو إنزال الناس منازلهم ،من التبجيل والتكريم،
،وإنها موهبة ربانية، أن تسعد الناس وأن تسعد نفسك بحسن تعاملك،
{فبما رحمة من الله لنت لهمولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا منت حولك}
،إن مؤلف كتاب، كيف تكسب الأصدقاء، يرى أن من عوامل جزب الناس،
،هو التبذير فى مدحهم، والإسراف فى الثناء عليهم ،
،نحن بإمكاننا، أن نشمخ بأنوفنا على الناس، وأن نعبس فى وجوههم ولكننا سوف،
،سوف نخسرهم، لأنهم سوف يجدون غيرنا، ممن يتواضعون لهم ،ويبتسمون لهم ،ويلينون،
،لهم حديثهم{واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}
لقد مر عمر بن الخطاب رضى الله عنه،
،فى الليل يتحسس أحوال الرعية فسمع إمرأة تشكو فراق زوجها ،وتشكو عمر إلى الله لإرسال زوجها،
،للجهاد وتتوجع وتقول
(لقد طال هذا الليل واسود جانبه،،،وأرقنى ألا حبيب ألاعبه)
(فوالله لولا الله تخشى عواقبه،،،،لحرك من هذا السرير جوانبه}
ولما فتحت له الباب ليعرف ،لماذا قالت هذا الكلام ؟ ما لامها، ولا أهانها، ولا اتهمها بخيانه
بل، لام نفسه، وقال ياويح عمر، كم أفسدت من نساء الرعية ياعمر،وأمر برجوع زوجها إليها،
،إن من سعادتنا ،كسب الناس ،لأنهم أهل الثناء ،والدعاء ،والمحبة، والتعاطف، وهم شهداء الله فى الأرض،
، {وقولوا للناس حسنا}،ماألذى أكسبه من توجيه اللوم، بكلمات قاسية، لمن تشتكى من ،مأساة عاطفية،
،أو من هجر زوجها لها ؟ أأوجه إليها لوما حادا ، أم اصحح لها مسار حياتها لتتعاون مع زوجها على
معترك الحياة ،إن الصفات الحميدة ، والخصال الجميلة تتعب لأنها فى صعود ، وأما مساوئ الأخلاق ،
،وشراسة الطبع فهى سهلة ،لمن أرادها ،لأنها فى إنحدار
ولقد قال الشاعر
(ومن يهن يسهل الهوان عليه،،،،،ما لجرح بميت إيلام)
الرئيسية 
من طرف 
موضوع: لا تحط من مكانة أحد 
المزاج
