نظرة ذكية في أحاديث الفتن
أيها الأحبة الفضلاء
في حديث لأبي ذر رضي الله عنه
أن الفتن سوف تنتشر سوف تنتشر بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم، وتهيج الغرائز القديمة نحو القتال، وهي غرائز كامنة في البشر عامة والعرب خاصة ؛ ولابد من أن تستفز النفوس بحجة المحافظة علي المبادئ؛
قال أبو ذر : يا رسول الله أفلا آخذ سيفي وأضعه علي عاتقي؟
قال رسول الله له : شاركت القوم إذن ؛
قلت فما تأمرني ؟
قال : تلزم بيتك ؛
قال : فإن دخل عليّ بيتي؟
قال : إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك علي وجهك، يبوء بإثمك وإثمه، وفي رواية (فإن دُخل علي أحد منكم فليكن كخير بني آدم ) أي ليكن القتيل ولا يكن القاتل ؛
جلست مع صديق لي نتذاكر هذا الحديث ونتعرف مغزاه ؛
كان أول ما خط بالبال كيف نقبل العدوان ؟
من اقتحم بيتي يريد قتلي قتلته ولا كرامة ، والآية تقول ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) وفي حديث آخر ( من قتل دون نفسه فهو شهيد) لابد من مقاومة مستميتة لجالبي الشر ومهددي الحرمات ،، لا هدنة هنا ؛
قال لي صديقي : هنا معنى آخر يتراءى لي من بعد ووَدتُ لو تدارسناه ؛
إن القصاص لا يحل المشكلات الداخلية ، والقطيعة بين ذوي الأرحام تنمو علي العقاب وتضمر مع العفو ، وعندما تتعقد الأمور بدوافع سياسية فمفتاحها الحل السياسي لا لا سفك دماء الأفراد ؛
قلت لصاحبي : لا أفهم ما تعني ؛
قال : عندما يجد الأب أن الشجار بين الأخوة أودي بحياة أحدهم فإنه لا يصيح بطلب القصاص فقد ينتهي ذلك بفناء الأسرة كلها ، إنه سيحاول تهدئة الأمور ثم يبدأ النظر في إصلاح ما وقع ،
الحل السياسي هو وحده الذي يمكن اللجوء إليه ولعل ذلك هو ما عناه النبي صل الله عليه وسلم عندما أوصى بموقف سلبي في مقابلة الفتن إلي أن يفض أولوا النهى المعركة بردم منبع الشر ،
قلت : كأنك تذكر قول الشاعر في وقف الحروب بين الأهل والأقربين :
كفى حزنا أن لا أزال أرى القنا
تمُجُّ تجيعا من ذراعي ومن عضدي
وإني وإن عاديتــــهم وجفونـــــــــــهم
لتألم مما عض أكبــــــادهم كبـــــــدي
فإن أبي عن الحفــــــــاظ أبوهـــــم
وخالـــــــهم خالي وجدهـــــم جدي
قال : كأن الوصية النبوية تؤكد هذا المعنى ، وتكفكف النار المستعرة عندما تقول عن الفتنة ( القاعد فيها خير من القائم ، والماشي فيها خير من الساعي)
وعندما أتأمل فيما بين المسلمين اليوم من محن أقول : ما أحوج الأمة إلي رجال لهم حلم وأناة ،
لهم إخلاص وتجرد يبتعدون عن أسباب النزاع ويرفضون صيحات الجاهلية ويتحرون وحدة الكلمة ، ويشدون الفرقاء المتخاصمين إلي الخلف ريثما يتم إصلاح ذات البين بحلّ تتغلب فيه المصلحة العامة ويبتلع البعض غيظه لوجه الله ووحدة الكلمة ،
اللهم بلغت اللهم فاشهد
الرئيسية 
من طرف 
موضوع: نظرة ذكية في احاديث الفتن ؛ 
المزاج
