ماذا تفعل نساؤنا ؟

ماذا تفعل نساؤنا؟

أيها الأحباب

من أيام العرب المشهورة في جاهليتهم الأولى يوم ( ذي قار ) عندما أغار الفرس علي أرض الجزيرة بجيش كبير وتناسي العرب خلافاتهم لمواجهة هذا الغزو والتقت القبائل في جبة واحدة للوقوف أمامه

يقول التاريخ : أن القائد العربي ( حنظله بن ثعلبة ) أمر بقطع أحزمة الهوادج الموضوعة فوق ظهور الإبل وأنزل النساء كي يمشين علي الأرض وراء المقاتلين ثم نادي في الرجال بصوت سمعه قلب الجيش وجناحاه : فليقاتل كل منكم عن حليلته؛ وكانت هذه الصيحة كفيلة بإشعال الحماس وقتل كل تردد فانهزم الفرس هزيمة نكراء وولوا مدبرين

وفي معركة أحد خرج نساء المشركين وراء الجيش الذي يطلب الثأر من هزيمتهم في بدر ينشدن حاثات الرجال علي الحرب

إن تقبلوا نعانــق *** ونفرش النمارق

أو تدبروا نفارق*** فراق غير وامــق

كان للنساء دور كما تري في كسب المعارك وكانت لهن دراية بقضايا المجتمع كبراها وصغراها؛ وقد ظهر ذلك في بدء الوحي فإن أبا لهب عم النبي صلي الله عليه وسلم كان مع امرأته في تكذيب الوحي ومقاومة الإسلام بضراوة وحقد ؛ وكانت المرأة تسمي الرسول الكريم ( مذمما )لا محمدا ؛؛ وتقول ) : مذمما أبينا ـــــ ودينه قلينا ـــ وأمره عصينا ) ومشت بهذا الهجاء المسعور في مجالس قريش تسفه وتتطاول وتبث الفتنة وتؤيد الكفر فنزل قوله تعالي ( وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) والمرأة كانت من كبراء قريش لا تشتغل بالاحتطاب وإنما شبه سعيها بالوقيعة والبذاءة وإيقاد العداوات ضد الإسلام بمن تحمل الحطب للوقود ؛

قلت في نفسي : إذا رزق الضلال نسوة ينصرنه بهذه الحمية ويتبنّين قضاياه بهذه القوة فلماذا يحرم الإيمان نشاطا نسائيا معارضا له واقفا ضده؟

إن الذي أسقط آخر معاقل الإسلام في الأندلس هما (فريدناد وإزابيلا ) رجل وامرأة تكاتفا علي إسقاط علم التوحيد ؛ وفي النساء المسلمات آلاف وآلاف يستطعن خدمة الإيمان كما استطاعت المشركات خدمة الضلال فلماذا يحال بينهن وبين هذه الخدمة ؟

منذ سنوات كانت امرأة المرشح الديمقراطي لرياسة الولايات المتحدة الأمريكية تسعي بجبروت لنصرة زوجها وظن الناس أنه كاسب المعركة ولما كانت المرأة يهودية فقد قيل : إن ملكة البيت الأبيض ستكون حليفة إسرائيل ؛

وشاء الله أن ينتصر أن ينتصر الحزب الجمهوري فإذا الملكة المرتقبة يخامرها الأسى وحاولت أن تتغلب علي آلامها بالخمر ونقلت للمستشفى تعالج من الإدمان لأنها تحاول النسيان

لقد تساءلت : ما هذا الإخلاص ؟ ما هذا الشعور العميق ؟

لماذا لا ينشغل نساؤنا بخدمة المثل الإسلامية بهذه القدرة ؟

من يمنعهن ؟ ما يمنعهن إلا جاهلون بالإسلام

ما أجمل أن يتطاوع الزوجان ، وأن يتعاونا علي مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم

كان سعد بن ناشب رجلا حاد الطبع قاسي اللفظ فلم ترضى بذلك امرأته ولامته علي شراسة خلقه وقساوة كلماته

فقال يدافع عن سيرته ويشرح حقيقة نفسه :

تفنِِّدني فيما ترى من شراستي*** وشدة نفسي أُم عمرو وما تدري

فقلت لها : إن الكريم وإن حلا ***ليُلفى علي حال أمرَّ من الصبر

وما بي علي من لان من فظاظة *** ولكننى فظ ٌّ أبيٌّ علي القسر

وهذا اعتذار جميل ؛ ولكن المهم فيما قصصنا نصح الزوجة لرجلها ورغبتها في خيره وسلامته

وهذا رجل آخر سخيِّ اليد واسع العطاء يتصدق بالجمل من إبله الكثيرة علي من جاء ويقول لامرأته : هيئي حبلا للسائل يقود به جمله الذي وهبته له وينهاها عن لومه فقال :

لا تعذليني في العطاء ويسِّري***لكل بعير جاء طالبه حبلا

فلم أر مثل الإبل مالا لمقتنٍ***ولا مثل أيام الحقوق لها سبلا

وتجيبه امرأته ( ليلى )إجابة لها وزنها عند أهل السخاء والفضل تقول :

حلفت يمينا بابن ( قحفان ) بالذي*** تكفل بالأرزاق في السهل والجبل

تُزال حِبال محصدات أُعِدُّها***لها ما مشى منها علي خفه جمل

فأعط ولا تبخل لمن جاء طالبا ***فعندي لها خطم وقد زاحت العلل

إن هذه النمازج من المجتمع العربي الأول تصَوِّر فضائل الإيثار والسماحة التي شاعت فيه والتي حفظت توازنه وجعلت الأسرة مصدر استقرار وسنائهولا عجب فالأسرة القوية هي الدعامة للمجتمع القوي والحافظ الأول لتقاليده

وجاء ال؟إسلام فشجع المرأة علي الجود من مال البيت ــ بما لا يضره بداهة ــ فعن عائشة أم المؤمنين قالت :

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم L إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجر وله مثله بما كسب ولها بما أنفقت وللخازن مثل ذلك من غير أن ينقص من أجورهم شيء

وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها قالت : يار سول الله ليس لس شيء إلا ما أدخَلَ عليَّ الزبير ــ أي ما جاء من ماله الخاص به ــ فهل علي جناح أن أرضخ ــ أن أعطي ــ مما أخل علي الزبير ؟ فقال L ارضخي ــ أعطي ـــ ما استعطت ولا توكي ــ تبخلي ـــ فيكوي الله عليك

ونحن نتساءل عن الأسرة العربية الآن : هل بقيت فيها تقاليد العطاء والإفضال علي الأثرة والكزازة ؛؛

هل ظل الرجال يشمخون بأنوفهم اعتزازا بحماية العرض وصيانة الأهل ـــ أم تسللت برودة التقاليد الأوروبية والأمريكية وأنشأت جيلا آخر له منطق آخر ؟

لقد لاحظت أن المرأة اليوم تفتخر بأن لديها عشرات الفساتين، الموافقة لآخر صيحة في عالم الأزياء، ذاك إلي جانب ألوان الزينة وأدوات الترف وأسباب الإغراء

لقد كان لنا في الجاهلية العربية خلائق أزكى يرسم معالمها حاتم الطائي وهو يقول لزوجته :

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له*** أكليلا فإني لست آكله وحدي

أخا طارقا أو جار بيتٍ فإنني***أخاف مذَمَّات الأحاديث من بعدي

وإني لعبد الضيف مادام نازلا*** وما فيَّ إلا تلك من شيمة العبد

ما أجمل أن يكون الزوجان أديبين ، أو عالمين، أو كريمين ، أو شجاعين فإن قعدت بأحدهما سورة عارضة أو وسوسة هابطة أسرع إليه الآخر فأخذ بيده وسدده علي الطريق

ماشاء الله
الله الله
احسنت ابي وشيخنا الفاضل
جزاك الله خيرا
ونفع بك الاسلام والمسلمين

اللهم صل وسلم على من لانبي بعده

بارك الله فيك شيخنا الفاضل

وجزاك الله خيرا

احسنت شيخنا

جزاك الله خيرا
جعله الباري في ميزان حسناتك
ويارب حضرتك تكون بخير اخى المرشدى
دمت بطاعة الله

بارك الله فيك شيخنا
وجزاك الله خيرا

» ماذا تفعل إذا عصيت الله...
» ماذا تفعل في الحالات التالية
» ماذا تفعل لو قالك اكرهك
» إذا وقعت عينك على صاحب ذنب ماذا تفعل ؟؟
» ماذا تفعل اذا التصقت في الشعر قطعة من اللبان