علامات حسن الخاتمة
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
فهذه بعضًا من علامات حسن الخاتمة الثمانية عشرة والتي هي اقرب الى الثمانية والعشرين، من كتاب الجنائز للعلامة الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
نسأل الله الكريم الحنان المنان ذو الجلال والاكرام , أن ينفع بها من قرأها ونشرها ويجعل خير أعمالنا خواتمها بمنّه وكرمه ورحمته التي وسعت كل شيء
الأولى : نطقه بالشهادة عند الموت : لما رواه الامام الحاكم وغيره بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه, أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة .
الثانية : الموت برشح الجبين : لحديث ما رواه الامام احمد رحمه الله من حديث بريدة بن الخصيب رضي الله عنه, قال: أنه كان بخراسان , فعاد أخاً له وهو مريض , فوجده بالموت , وإذا هو بعرق جبينه , فقال : الله أكبر , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
موت المؤمن بعرق الجبين
الثالثة : الموت ليلة الجمعة أو نهارها , لقوله صلى الله عليه وسلمما من مسلم يموت يوم الجمعة , أو ليلة الجمعة , إلا وقاه الله فتنة القبر.
الرابعة : الاستشهاد في ساحة القتال , قال الله تعالى في سورة آل عمران 169
ولَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
ولما رواه الامام مسلم رحمه الله, قوله صلى الله عليه وسلم:
من سأل الله الشهادة بصدق , بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه
الخامسة : الموت غازياً في سبيل الله : لما رواه الامام مسلم رحمه الله قال صلى الله عليه وسلم : ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد , قال إن شهداء أمتي إذاً لقليل , قالوا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد , ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد , ومن مات في البطن فهو شهيد , والغريق شهيد
السادسة : الموت بالطاعون :لما رواه الامام البخاري رحمه الله من حديث حفصة بنت سيرين رضي الله عنها قالت : قال لي أنس بن مالك رضي الله رضي الله عنه : بم مات يحيي بن أبي عمرة؟ قلت : بالطاعون , فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطاعون شهادة لكل مسلم
السابعة : الموت بداء البطن : لقوله صلى الله عليه وسلمومن مات في البطن فهو شهيد.
الثامنة والتاسعة : الموت بالغرق والهدم, لما رواه الامام البخاري , قوله صلى الله عليه وسلم :
الشهداء خمسة : المطعون , والمبطون , والغرق , وصاحب الهدم, والشهيد في سبيل الله.
العاشرة : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها :لما رواه الامام احمد رحمه الله , من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه قال :فما تحوّز له عن فراشة , فقال : أتدري من شهداء أمتي ؟ قالوا : قتل المسلم شهادة, قال : إن شهداء أمتي إذًا لقليل ! قتل المسلم شهادة, والطاعون شهادة والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة , ( يجرها ولدها بسرره إلى الجنة )
الحادية عشر والثانية عشر : الموت بالحرق وذات الجنب :وفيه أحاديث أشهرها عن جابر بن عتيك رضي الله عنه مرفوعاً : الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله : المطعون شهيد , والغرق شهيد , وصاحب ذات الجنب شهيد, والمبطون شهيد, والحرق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد , والمرأة تموت بجمع شهيدة
الثالثة عشر : الموت بداء السل , لقوله صلى الله عليه وسلم : القتل في سبيل الله شهادة , والنفساء شهادة , والحرق شهادة والغرق شهادة , والسل شهادة , والبطن شهادة.
الرابعة عشر : الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه :وفيه أحاديثمن قتل دون ماله فهو شهيد
وفي رواية للامام البخاري رحمه الله : من أريد ماله بغير حق فقاتل , فقتل فهو شهيد
الخامسة عشر والسادسة عشر : الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس : لما رواه الامام ابو داوود رحمه الله , قوله صلى الله عليه وسلم:
من قتل دون ماله فهو شهيد , ومن قتل دون أهله فهو شهيد , ومن قتل دون دينه فهو شهيد , ومن قتل دون دمه فهو شهيد
السابعة عشرة : الموت مرابطاً في سبيل الله : لما رواه الامام مسلم رحمه الله , عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه , وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله , وأجرى عليه رزقه , وأمن الفتان أي فتنة القبر
الثامنة عشر : الموت على عمل صالح , لقوله صلى الله عليه وسلم من قال : لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة , ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة , ومن تصدق بصدقةابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة
وفي الختام نأتي على , بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته المرحومة باذن الله
الموتُ كفّارة لكلِّ مسلمٍ
وذلك بسبب ما يلقاه الميت في مرضه من الآلام والأوجاع , لما أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يصيبه أذى, من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها
وعن موت الفجاءة أو بالسكتة القلبية كما يقولون, فقد روى الامام ابو داوود رحمه الله من حديث عبيد بن خالد السلمي رضي الله عنه, انّ النبي صلى الله عليه وسلم قال
موت الفجأة أخذة أسف للكافر
ولما رواه الامام الترمذي رحمه الله من حديث عن السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها , قالت: إنه راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر.
اللهم وبرحمتك التي وسعت كل شيء نسالك ايماناً صادقاً وقلباً خاشعا, ودعوة مستجابة وأن ترزقنا حسن الختام وتأمنا من فتنة المحيا والممات وفتنة القبر والدجال برحمتك يا أرحم الراحمين
والله وحده أعلم بغيبه