كان للعلماء هيبة أشد من هيبة السلطان الحاكم

أيها الاحبة في الله

كان للعلماء الربانيين هيبة أشد من هيبة الملوك والأمراء

أرسل هارون الرشيد ، رسالة إلي سفيان بن سعيد ، بعد أن ولي الخلافة

يقول فيها : من هارون إلي سفيان بن سعيد

ــــــ أما بعد ــــــ

فإني أُعلمك أن الله تعالي قلدني هذه القلادة ، وقد جاءني العلماء وهنئوني وأغدقت لهم

الأموال ولولا هذه القلادة (الحكم) التي قُلدتها لأتيتك ولو حبواً

،فإذا جاءك كتابي فالعجل العجل ــــ

قال فحمل رسول هارون الرسالة

ودخل مسجد الكوفة فلما رآه سفيان ،قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقام يصلي ولم يكن الوقت

وقت صلاة وبعد أن فرغ من صلاته ألقي رسول هارون الخطاب إلي سفيان

،فتناوله بكمه لتلامذته ليقرؤه عليه فلما قرأه

قال : اقلبوا الخطاب واكتبوا علي ظهره ،

قالوا:إنه أمير المؤمنين فهلا كتبت له في بيضاء نقية

،قال : نكتب عليه في ورقته،إن كان قد أخذها بحق، ترد إليه،

وإن كان قد أخذها بظلم،لا تبقي معنا معنا تفسد علينا أمر ديننا ؛؛

قال له فيها : من العبد سفيان إلي المغرور بالآجال هارون،

الذي سلب حلاوة الإيمان،وفقد لذة تلاوة القرآن،

ــــ أما بعد ـــــ

فإني أعلمك أني قد صرمت حبلك، وقطعت ودك،

وإنك قد أشهدتني ومن معي من أخواني،أنك قد

أغدقت الأموال علي العلماء

،هل رضي بفعلك الأيتام ؟

،هل رضي بفعلك الأرامل ؟

،هل رضي بفعلك فقراء المسلمين ؟

هل رضي بفعلك حملة القران ؟

،فشد يا هارون مئزرك،

وأعد للسؤال جوابه،وللجواب صوابه،وللصواب والخطأ حسابه

كيف بك يا هارون إذا نادي المنادى(احشروا الذين ظلموا وأزواجهم)

ويداك مغلولتان إلي عنقك،لا يفكهما إلا عدلك وإنصافك

فإذا جاءك كتابي فاعلم أني لا أجيبها بعدك

،فاتق الله يا هارون وأحفظ محمدا في رعيته والسلام

فانظر أخي كيف ينبري رجل من العلماء الربانين،

ليقف في وجه الأمير هارون،ليشد عليه ويعظه موعظة شديدة

الوقع علي هارون فلا يستطيع أن يقف أمامه ،حقا كان للعلماء الربانين

هيبة أشد من هيبة السلطان الحاكم

مع أن هارون كان أميرا صالحا وظلمه التاريخ كثيرا

فكان يحج عاما ويجاهد في سيل الله عاما ووصلت فتوحات الاسلام في عهده المشارق والمغارب

وكان يقول يخاطب السحاب أذهبي حيث شئت فسياتيني خرجك يعنى أنها في ملك أرض الاسلام

ولما أتاه الوعيد من نيكفور ملك الروم أرسل إليه رسالة مكتوب فيها

من هارون الرشيد إلي نيكفور كلب الروم الجواب ستري لا ما تسمع

ومع ذلك يستمع إلي قول العلماء ويأخذ برأيهم ويعمل لهم ألف حساب

اللهم صل وسلم على من لا نبي بعده
جزاك الله خيرا

بارك الله فيكم

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

زادك اللـه علمـا ونورا
وضـاعف لك الأجـورا
وملـئ قلبك فرحـا وسـرورا

» السلطان سليمان القانونى
» قصة من مذكرات السلطان مراد الرابع .